دشنت أمانة العاصمة، حملة «عاشوراء نسمو 2015»، التي انطلقت قبل 10 سنوات تحت رعاية عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، لتقدم أنموذجاً في الشراكة بين الجانبين الرسمي والأهلي في احتضان ودعم الشعائر الحسينية عبر الحملة التي تستهدف تعزير قيمة النظافة ونشر الوعي البيئي.
ووفقاً لبيانات الهيئة العامة للمواكب الحسينية، فإن موسم عاشوراء من كل عام، يشهد تواجد أكثر من 100 ألف نسمة في أزقة المنامة إحياءً لذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع)، حيث المآتم الرجالية والنسائية البالغ عددها 171 مأتما في محافظة العاصمة، وحيث مواكب العزاء التي يزيد عددها عن 30 موكبا وتتخذ من خط سير المواكب البالغ طوله 1.7 كيلومتر، طريقاً لإحياء شعائر المناسبة.
ويخلف الموسم سنوياً كميات كبيرة من القمامة، بلغت في العام الماضي 450 طنا، وذلك في محافظة العاصمة بتخطيطها القديم، ما حدا بأمانة العاصمة للإصرار على حملتها التي تأتي تحمل شعار «كونوا لنا زينا»، وتشتمل هذا العام على مجموعة مسابقات بجوائز يبلغ مجموع قيمتها 2000 دينار، وتأتي في سياق اعتماد أساليب التحفيز عوضاً عن العقوبات. ويوم أمس الثلثاء (13 أكتوبر/ تشرين الأول 2015)، قدمت الأمانة عبر مؤتمرها الصحافي بمقرها بالمنامة، وبحضور عدد من ممثلي المآتم ومواكب العزاء، الخطة التشغيلية للحملة، مصحوبةً بتصريحات لمدير أمانة العاصمة الشيخ محمد بن أحمد آل خليفة، قال فيها: إن الحملة ستنفذ بالشراكة مع مجلس أمانة العاصمة وبالتعاون مع شركة مدينة الخليج للتنظيف خلال موسم عاشوراء، وستركز على تعزيز القيم البيئية المستدامة من خلال الحفاظ على البيئة والصحة والسلامة.
وأضاف «ستنطلق الحملة بمشاركة مع الجهات الحكومية الأخرى كمحافظة العاصمة، وإدارة الأوقاف الجعفرية، ووزارة الداخلية، بالإضافة إلى لجنة مواكب العزاء، مستهدفةً خلق الوعي بالمسئولية والشراكة الجماعية تجاه نظافة العاصمة وخاصة في هذا الموسم، وذلك عبر التركيز على محورين، ويشملان خدمات النظافة، وبرامج وحملات التوعية». كما نوه إلى أن الرسائل التي تبثها الحملة، تشتمل على مفردات وجمل منبثقة من قيم ومبادئ إنسانية مرتبطة بالسلوك والثقافة والمسئولية الاجتماعية، إلى جانب توعية المجتمع المحلي بالتخلص من النفايات من خلال الممارسات الحضارية، وتعزيز تفاعل المجتمع المحلي مع جهود الأمانة في المحافظة على البيئة فضلاً عن تكريس ثقافة المحافظة على النظافة كسلوك لدى المواطنين.
وبين أن الحملة ستشهد تركيب عدد من الإعلانات التوعوية لتشمل بعض مناطق العاصمة، حيث ستركز على التوعية بدور رواد المضايف والمآتم ومواكب العزاء في زيادة المحافظة على نظافة العاصمة بالتقليل من نسبة المخلفات من خلال اتباع السلوكيات الصحيحة للتخلص منها وكيفية إدارتها، إلى جانب وضع الإعلانات التوعوية داخل خط سير مواكب العزاء، مشيراً إلى أن الأمانة ستوفر مقرات توعوية في العديد من المواقع، حيث ستشكل فرصة لتعريف الجمهور ببرامج الحملة، كما سيتم تنفيذ بعض الأنشطة التطبيقية التي تساهم في زيادة الوعي بأمور النظافة من خلال تسخير مواهب النشء من الأطفال في برامج المسئولية الاجتماعية.
خدماتياً، تطرقت مديرة إدارة الخدمات الفنية بأمانة العاصمة شوقية حميدان، إلى وضع مركز لخدمات النظافة في شارع الإمام الحسين (ع) للتنسيق مع مختلف الجهات ذات العلاقة من أجل توفير كافة المستلزمات المطلوبة من قبل أمانة العاصمة للحفاظ على نظافة المنطقة.
وأوضحت أن الأمانة وبالتنسيق مع شركة مدينة الخليج للتنظيف ستقوم بتوفير جميع الآليات اللازمة لجمع ونقل المخلفات في موسم عاشوراء، والمتمثلة في سيارات الكنس الآلي وشاحنات الكبس الآلي لنقل المخلفات بالإضافة لعدد سيارات شفط المياه للطوارئ وتوفير (200) حاوية إلى جانب توفير (300) برميل على الطرقات التي تعبر بها المواكب، وتوفير (200) عامل نظافة على مدار الساعة لتنظيف الطرق خلال 3 نوبات.
وبحسب مخطط أمانة العاصمة، فإن برنامج الحملة يتوزع على أكثر من طرف، تبدأ بأصحاب ورواد المآتم، حيث الاجتماعات التنسيقية المشتركة، وحث الخطباء والرواديد للإشارة للحملة قبل البدء في أحاديثهم ومواكبهم، إلى جانب نشر إعلانات الحملة في وسائط المآتم وعرض أفلام توعية على شاشات المآتم، بالإضافة إلى تنظيم محاضرات في المآتم بالتعاون مع حملة تدبير.
أما أصحاب ورواد المضايف، فتعتزم الأمانة تقديم برنامج حفظ وتوزيع الأطعمة الفائضة بالتعاون مع حملة تدبير، ومسابقة «أنظف مضيف»، حيث سيتم تخصيص مبلغ 600 دينار توزع على أفضل 3 مضايف، (الأول 300 دينار، الثاني 200 دينار، الثالث 100 دينار)، وذلك مشروط بجملة بنود يتصدرها أن يكون المضيف مصرحا.
بجانب ذلك، ستقدم الحملة عبر مراكز التوعية وبالتعاون مع الجمعيات الأهلية والشبابية، مسابقة «الطفل البيئي» بجوائز عبارة عن 36 جهاز تابلت، بالإضافة لمسابقة «الكاميرا الخفية»، عبر تخصيص عدد 8 تابلت للفائزين بواقع فائز واحد كل يوم، وتتلخص فكرتها في قيام المشترك بالتقاط صورة لفرد يقوم بوضع مخلفات القمامة في حاوية النظافة الموجودة في خط سير مواكب العزاء، ليتم بعدها نشر الصورة في حساب «انستغرام» أمانة العاصمة ويتم التصويت عليها، ويكون الفائز صاحب أكبر عدد من «اللايكات». كذلك، سيتضمن برنامج «عاشوراء نسمو»، فعالية «مرسم بيئي» بالتعاون مع جمعية المرسم الحسيني، وتخصيص مسابقة للجمهور عنوانها «أفضل فيديو بيئي»، وتشتمل على جوائز نقدية قيمتها 300 دينار للمشاركين، بشرط أن لا تزيد مدة الفلم عن 15 ثانية، وأن تكون المادة بيئية وتوعوية، فيما يحق لكل فرد المشاركة ب3 أعمال. من جانبه، قدم المسئول بشركة مدينة الخليج للتنظيف هشام الحداد، عرضاً اشتمل على خطة عمل الشركة، وقال: «تم تخصيص أرض فضاء كمركز عمليات وموقف لآليات الشركة»، مضيفاً «وبعد إشادتهم بجهود أمانة العاصمة، تطرق مندوبو المآتم وهيئة مواكب العزاء، لأبرز الاحتياجات والنواقص، وشملت قول ممثل الهيئة العامة للمواكب الحسينية نادر بردستاني إن الأعداد التي تتواجد خلال موسم عاشوراء تتراوح ما بين 100 إلى 150 ألف نسمة، وهذا بدوره يلقي على عاتق الجهات الرسمية المعنية أعباء كبيرة، منتقداً في هذا الصدد تدني الوعي المجتمعي حيال أهمية النظافة، ومطالباً الأمانة وبلدية المنامة بمخاطبة وزارة التربية والتعليم لتعزيز قيمة النظافة في مناهجها. وكان للجدل الدائر حول عمل المضايف حضوره، حيث شكا بردستاني من المبالغة في أعدادها «حتى باتت أكثر من المعزين»، على حد وصفه. وأضاف «في مسار العزاء هنالك نحو 46 مضيفا، والموضوع بات بحاجة لوقفة»، معبراً عن ألمه لتحول المناسبة لما يشبه المهرجان، ومنبهاً من جانب آخر، لخطورة تواجد أسطوانات الغاز في هذا المسار، ومطالباً بخطوات وقائية تضاعف من احتياطات السلامة. بدورهم، ركز عدد من مندوبي المآتم على الحاجة لزيادة حاويات النظافة والعمال، وسط تعهدات قدمها رئيس قسم النظافة بأمانة العاصمة حسن منصور تضمنت استعداد الأمانة لتلبية احتياجات المآتم، إلى جانب توضيحات قدمها رئيس قسم العلاقات العامة بالأمانة جميل المبارك، وتختص بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم عبر استهداف نحو 4 آلاف طالب خلال العام الجاري والعمل من خلال ذلك على تعزيز قيمة النظافة.
العدد 4785 - الثلثاء 13 أكتوبر 2015م الموافق 29 ذي الحجة 1436هـ