ثمة أفكار خاطئة تتناقلها الأجيال لسنوات طويلة حول مرض الروماتيزم، رغم أن العلم الحديث أثبت عدم صحتها. فهل نصدق كل ما يقوله الأجداد عن طرق الوقاية وعلاج الروماتيزم؟
الروماتيزم من أكثر الأمراض المرتبطة بتصورات خاطئة وأفكار تتناقلها الأجيال. فما هي أهم هذه المعتقدات الخاطئة؟
من أبرز المعلومات الخاطئة المنتشرة عن الروماتيزم هو أنه يصيب كبار السن فقط، وهو أمر خاطئ، إذ من الممكن أن يصاب الأطفال والرضع أيضاً بالروماتيزم. ويطلق الأطباء على هذه الحالات التي تصيب من هم أقل من 16 عاماً اسم "الالتهاب المفصلي اليفعي". وفي ألمانيا، على سبيل المثال، يعاني نحو 40 ألف من الأطفال والمراهقين من أشكال مختلفة من الروماتيزم.
الروماتيزم هو مجرد التصنيف الأساسي الذي يشمل أكثر من مائة شكل مرضي مختلف، التي يصعب في أحيان كثيرة تشخيصها بشكل سريع.
يطلق لفظ الروماتيزم عادة على التهاب المفاصل الذي يمكن أن يصيب أي من مفاصل الجسم. لكنه يظهر غالباً في مفاصل اليدين والأصابع، إذ يحدث التهاب يمكن أن يؤدي لتلف المفاصل لاحقاً أو الإصابة بآلام شديدة. أما الفصال العظمي فهو مرض يحدث بالعكس، بمعنى أن الأمر يبدأ بحدوث تلف في الأنسجة المفصلية يؤدي إلى حدوث التهابات مؤلمة، ذلك أنه يصيب الأنسجة التي تعمل على تقليل الاحتكاك بين المفاصل نتيجة الحركة.
لا يعرف الكثيرون أن العضلات والعظام والأوتار والأعضاء الداخلية وحتى العين يمكن أن تصاب بالتهابات روماتزمية، وهو ما يخص الحالات التي يحدث فيها التهاب في الحدقة القزحية والجسم الهدبي بالعين. ويمكن أن يؤدي هذا النوع من الالتهابات للإصابة بمرض المياه الزرقاء أو البيضاء.
كغيره من الأمراض، يحسن التشخيص المبكر للروماتيزم من فرص نجاح العلاج. كما أن الحركة تساعد على عدم تيبس المفصل وضعفه. لذا من الخطأ الاعتقاد بأن عدم الحركة هي طريقة العلاج المثالية لمرضى الروماتيزم. وتعتبر السباحة وقيادة الدراجات، بالإضافة إلى بعض أنواع التمارين الحركية، من العوامل المساعدة على تحسين فرص العلاج.
ومن الخطأ أيضاً تناول الأدوية حتى يتوقف الشعور بالألم، فالألم ليس أكثر من مجرد عرض تستمر معه وبدونه التهابات المفاصل حتى تصل لدرجة التلف ولا يمكن العلاج وقتها إلا بالمفاصل الصناعية.
مقولة تتناقلها الأجيال، إذ يعتقد البعض، لاسيما من كبار السن، أن تدفئة الأماكن المصابة بالروماتيزم من الجسم بشعر القطط يقلل من آلام الروماتيزم. ونفى العلم الحديث هذه النظرية تماماً وتم حظر المنتجات المصنوعة من شعر القطط لعلاج الروماتيزم في الاتحاد الأوروبي، لاسيما وأن بعض الدراسات أثبتت أن التدفئة الزائدة ليست بالضرورة طريقة للعلاج، إذ أن البرودة قد تكون الحل الأمثل لبعض الحالات.
تستخدم الكستناء (أبو فروة) كثيراً في الطب البديل كوسيلة لعلاج الشد العضلي والدوالي وانتفاخات الساقين. كما أن بعض الحكم الشعبية تقول إن وضع حبة من الكستناء في جيب السروال خلال فصل الخريف تقي من الروماتيزم. ورغم رسوخ هذه المعلومات في ذهن البعض، إلا أن جميع هذه التصورات غير مثبتة علمياً.