اتخاذ القرارات الصعبة وفي التوقيت المناسب قبل فوات الأوان هو أهم ما يتميز به الإداري المحنك، فصاحب القرار قيمته تكمن في قدرته على اتخاذ مثل هذه القرارات المؤثرة والصعبة.
هذه القرارات التي تغير من مجرى الأمور وتمنع الانحدار نحو المجهول تأتي في وقتها لتصحيح المسار والبدء من جديد.
عندما نتأخر في اتخاذ القرارات المصيرية فإن هذا التأخير يؤدي إلى تفريغ القرار من محتواه فيكون تأثيره كأن لم يتخذ.
لا شك أن القرارات المؤثرة هي قرارات صعبة تحتاج إلى دراسة ورؤية وشجاعة في اتخاذها ولذلك فإنها من أصعب ما يمكن أن يقوم به المسئولون في رياضتنا التي مازالت تدار بالتسيير وليس التخطيط.
فعندما نسير الأمور يكون هدفنا أن نمضي فقط دون أن نعرف حتى إن كان طريقنا صحيحاً أم خاطئاً.
الهزيمة الأخيرة التي تلقاها منتخبنا الوطني برباعية ووسط أداء مخيب على أرضه وبين جماهيره كانت هزيمة منطقية، لعدم اتخاذ القرارات الصعبة والمصيرية سابقاً والتي كان يمكن أن تغير مجرى كرتنا المحلية.
الرباعية الأوزبكية في التصفيات مثلت قمة الانحدار لمرحلة مليئة بالانتكاسات أعقبت نهاية جيل موهوب وضع الكرة البحرينية في موقع ريادي سرعان ما تخلت عنه.
القرارات الصعبة أيضاً كانت غائبة في الاتحاد البحريني لكرة السلة الذي يراوح مكانه في تفعيل أمانة السر وفي تجديد لجانه التي باتت مهترئة وفي التردد المستمر سواء لحسم شكل الدوري ومسابقاته المحلية المختلفة وصولاً إلى تعليق مشاركة المنتخب الوطني حتى اللحظات الأخيرة فيما يمكن أن نسميه حالة من القرارات المتأخرة التي فات وقتها تماماً.
عندما نفتقد القدرة على اتخاذ القرار فإن عملنا يكون أشبه بالمراوحة في المكان دون قدرة على التقدم للأمام.
ما أعجبني مؤخراً هو القرارات الصعبة التي اتخذها ناديا المحرق والأهلي من خلال استغناء المحرق عن مدرب فريق كرة القدم دراغان قبل انطلاق الموسم كون تصحيح الأوضاع لا يحتمل الانتظار، وهو ما حصل أيضاً في حالة المدرب القدير أحمد نجاة مع سلة الأهلي والذي فضل الابتعاد بالتراضي مبكراً وفي توقيت مميز في ظل انسداد أفق الحلول.
القرارات عندما تتخذ في وقتها تؤدي بلا شك إلى تغييرات كبيرة، والقرارات المؤثرة هي التي تستشرف المستقبل وتحدد الأولويات وتعالج النواقص والثغرات.
يقال ان من يمتلك قراره يمتلك مستقبله، والصحيح أيضاً أن من يفتقد قراره فلا يُنظّر علينا بحاضر أو مستقبل.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 4784 - الإثنين 12 أكتوبر 2015م الموافق 28 ذي الحجة 1436هـ
قوة القرار الإيجابي للتغير "شجاعة"
صح لسانك وتسلم اناملك على هذا العمود المميز، بخصوص منتخبنا الوطني لكرة القدم لا جديد و لا قديم بما يمر به من سوى المستوى والأداء، ويتحمل كل هذه النتائج رئيس و اعضاء الإتحاد، عندما قررت إدارة نادي الأهلي و المدرب القدير أحمد نجاة بفسخ القعد بالتراضي هو قرار إيجابي للتغير للمدرب و للفريق الأهلاوي "شجاعة أهلاوية و قرار إيجابي للمدرب نجاة" ..
نظرة محدودة
مشكلة الكرة البحرينية ليست في المدربين او الاعبين, بل في قمة الهرم الرياضي (الادارة الرياضية), حصر مشكلة عميقة كهذه في مدرب قدم للفريق منذ عدة اشهر هو نوع اخر من الهروب من التعريف الحقيقي للمشكلة ربما تجنبا للعين الحمراء!!!