اتهم سياسيون أكراد عراقيون رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني بالقيام بـ «انقلاب سياسي» عبر منعهم أمس الإثنين (12 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) من الوصول إلى مكاتبهم في الإقليم، وأبرز هؤلاء رئيس برلمان الإقليم، يوسف محمد وعدد من أعضائه.
ويأتي ذلك غداة موجة احتجاجات عنيفة ضد رئيس الإقليم الذي انتهت ولايته في أغسطس/ آب الماضي، والذي يتهم معارضيه وفي مقدمهم «حركة التغيير» بإثارة أعمال العنف.
وأكد هؤلاء السياسيون أن قوة تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه البرزاني منعت رئيس برلمان الإقليم يوسف محمد وخمسة من أعضائه التابعين لـ «حركة التغيير» من دخول مدينة أربيل عند حاجز أمني بين أربيل والسليمانية.
ويسيطر حزب الرئيس البرزاني على مناطق شمال وغرب الإقليم، في حين تعتبر مناطق جنوب الإقليم أي محافظة السليمانية معقلاً لأنصار «حركة التغيير».
وقال يوسف محمد للصحافيين عقب منعه من دخول أربيل إن «الذي حدث أمس واليوم عمل سلبي خطير في العملية السياسية في الإقليم»، معتبراً أن «هذا الانقلاب لن يؤدي إلى نتيجة».
وأضاف أن «القوة التي وضعها الحزب الديمقراطي لمنعنا من دخول أربيل تكفي لتحرير قضاء شنكال من سيطرة تنظيم (داعش) الارهابي»، في إشارة إلى قضاء سنجار معقل الإيزيديين الذي سقط بيد تنظيم «دتعش» العام 2014.
ووصف القيادي في حركة التغيير وعضو البرلمان الاتحادي هوشيار عبد الله سلوك الحزب الديمقراطي الكردستاني بأنه «غير مسئول»، متهماً البرزاني بـ «التمسك بالسلطة بدون أي مبرر قانوني».
ورأى أن «هذه خطوة خاطئة ونرى أنها انقلاب على الشرعية والديمقراطية ونطالب الحزب الديمقراطي بالتوقف عن هذه السياسة الخاطئة».
بدوره، ندد حزب الاتحاد الوطني الكردستاني المعارض والذي خاض معارك شرسة ضد الحزب الديمقراطي الكردستاني في التسعينات، الإجراءات بحق حركة التغيير.
وقالت الا طالباني وهي نائبة عن الحزب في البرلمان العراقي الاتحادي «بالنسبة إلينا إنه انقلاب سياسي غير مقبول».
من جانبهم، دعا كبار المسئولين في العراق أمس (الإثنين) الأحزاب الكردية الكبرى في إقليم كردستان إلى تبني سياسة الحوار وتجنب اللجوء للقوة في حسم موضوع تسمية رئيس جديد لإقليم كردستان للمرحلة المقبلة.
وقال رئيس الحكومة العراقية الاتحادية، حيدر العبادي في بيان صحافي «ندعو حكومة إقليم كردستان وجميع القوى السياسية في الإقليم إلى بذل أقصى جهد من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار والتهدئة».
وأضاف «يجب حل المشاكل عبر الحوار والطرق الدستورية والقانونية وتجنب اللجوء إلى القوة واحترام حق التظاهر السلمي وحماية المتظاهرين وأمن المواطنين والممتلكات العامة».
فيما قال زعيم حركة الوفاق العراقية، إياد علاوي في بيان صحافي « نراقب الأحداث في كردستان بقلق بالغ لأن استقرار كردستان مهم جداً للعراق وهذا الأمر يتطلب من الكل أقصى درجات ضبط النفس واعتماد الحوار فوراً والحفاظ على البلاد».
من جانبه، قال رئيس كتلة متحدون للإصلاح، أسامة النجيفي في بيان صحافي «نحرص على استقرار الأوضاع في إقليم كردستان وضرورة التفاهم بين القوى السياسية في الإقليم بما يخدم المواطنين «.
وأضاف «نطالب بإدارة الأمور في الإقليم بالحكمة المعهودة وأن يكرس الاهتمام لمقاتلة (داعش) باعتباره عدو الجميع».
العدد 4784 - الإثنين 12 أكتوبر 2015م الموافق 28 ذي الحجة 1436هـ