العدد 4783 - الأحد 11 أكتوبر 2015م الموافق 27 ذي الحجة 1436هـ

في اليوم العاشر... «ركود» و«صمود»!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تبدو صورة تداعيات قرار رفع الدعم متجسّدةً بوضوح من خلال سوقَي اللحم في المنامة والمحرق، حيث تتابعها الصحافة بشكل يومي.

في المحرق لم يستقبل القصّابون أي شحنة لحوم لليوم العاشر على التوالي، وعلّقوا أوراقاً تحمل كلمة «صامدون»، وأبدوا استغرابهم لعدم زيارة أي مسئول حكومي لهم لمناقشة مشكلتهم. أما في المنامة فقد خلت بعض الأماكن من اللحوم تماماً، بينما عرضت أماكن أخرى كميات من اللحم، مع اختفاء المشترين عدا عدد محدود من الأجانب، حيث اشترى بعضهم كميات صغيرة، بينما غادر البعض الآخر السوق بعدما صدمه السعر الذي ارتفع بأكثر من الضعفين. وقد حدثت هذه المقاطعة «العفوية» للحم بسبب سعره الجديد، وكان الرهان لكسرها يقوم على الضغط على القصّابين، من خلال التعويل على عامل الوقت، لوجود التزامات إيجار وعمالة ومصاريف يومية مستحقة.

محلات القصابة (124 محلاً في المنامة والمحرق) هي الشاشة الأولى التي ظهرت عليها بثور الأزمة، حيث كانوا أول المتضرّرين المباشرين، ومن الممكن الضغط عليهم بالتهديد بسحب الرخص، وهو نوعٌ من الهروب من معالجة السبب الحقيقي إلى محاربة النتيجة. إلا أن هناك فئات أخرى متضررة أكثر عدداً، وأوسع قاعدةً، غير المواطنين، وهي المطاعم. وقد سارع بعضها إلى رفع الأسعار منذ اليوم الأول، ولجأت الوزارة للضغط عليها بإيقاف بعضها، وتهديد الأخرى.

هذه الساحة -المطاعم- هي الأكثر عدداً، والأشد تضرّراً، وقد أتيح لي استكشاف جانب منها مساء الخميس الماضي، أثناء الخروج مع العائلة لتناول وجبة العشاء. وبعد الطواف بعدد من المطاعم، استقررنا عند واحدٍ من المطاعم المتوسطة، التي هي في متناول غالبية المواطنين. وقد طلبنا أربعة أطباق، وكانت تكلفتها في حدود الثمانية دنانير، ما يعني أنها ما زالت تلتزم بالأسعار القديمة.

المكان جديد، ربما لم يمض على افتتاحه أكثر من عام، يعمل به أربعة عمّال بالإضافة إلى فتاة بحرينية، ربما هي صاحبة المحل، وهي التي تولّت بنفسها إعداد أحد الأطباق. وكان المحل عبارةً عن طابقين، في الأسفل أربعة صفوف من الكراسي الشعبية، وفي الأعلى خمس أو ست قسائم منفصلة، اخترنا أوسعها حيث جلسنا على المساند المرتبة على الأرض. كانت الجلسة مريحة، والأكثر راحة أن المكان كان هادئاً وخالياً إلا منّا. واستمر ذلك حتى مغادرتنا المحل، بعد ساعةٍ تقريباً، حيث صادفنا عند خروجنا عائلة صغيرة مع طفل أو طفلين، ربما لا يزيد طلبهم عن أربعة دنانير. كان الوقت في حدود التاسعة مساءً، وطوال هذه الفترة لم نشهد وجود سيارات متوقفة لطلبات خارجية على هذا الشارع الحيوي الذي كان يعجّ بالزبائن في الأسابيع الماضية، وخصوصاً ليالي العطل الأسبوعية.

هذا المطعم واحد من بين مئات المطاعم المنتشرة في مختلف المناطق والمحافظات، حيث باتت تعتمد الأسرة البحرينية كثيراً على تناول الوجبات الخارجية الجاهزة، مع تغيّر الأنماط الغدائية. وهو ما شجّع مثل هذه المشاريع التجارية الصغيرة، التي يستثمر فيها المئات من المواطنين كوسيلةٍ لكسب الرزق، وربما الكثير منها بدعم من «تمكين»، أو اعتماداً على حصيلة ما جمعه الشخص من مدّخرات، يسعى لتكوين مشروعه الخاص، وهي أمورٌ لم يؤخذ لها أي اعتبار عند دراسة قرار رفع الدعم عن اللحوم.

اليوم، هذه المشاريع -وهي بالمئات- تدفع، كما دفع القصّابون، ثمن قرارٍ اقتصادي لم يكن لهم ولا لبقية المواطنين، يدٌ أو رأيٌ فيه، بانتظار قرارات أخرى سترفع الدعم عن الكهرباء والماء والبترول وخدمات أخرى... تصدر في بداية السنوات العجاف.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4783 - الأحد 11 أكتوبر 2015م الموافق 27 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 10:02 ص

      البيزات احسن

      البيزات اللي نزلوها لي احسن حك 3 شهور 69 دينار اصلا احنا ما ناكل لحم واجد يمكن في الشهر مرة او مرتين يعني كل 3 شهور 69 ديتار تمام زيادة راتب كل 3 شهور

    • زائر 21 | 4:14 ص

      خله يخيس

      هذا رد الناس على رفع الأاسعار بهذ1 الصورة. وامس حرقوا 300 ذبيحة خاست عليهم لان ما حد اشترى .

    • زائر 18 | 3:08 ص

      لحم لحم لحم لحم لحم لحم لحم

      والله بلوة ويا هااللحم لحم لحم لحم يبا اللي يمبه لحم يشتري والا مايمبه خلاص يفكنا من هالحنة الحين تكولون المرة تحن لو الرجال ميبالي بس انا ااااااشوف الحنة كله على اللحم لحم لحم لحم لحم لحم لحم لحم لحم خلاص مانمبه لحم ولا طاري اللحم

    • زائر 20 زائر 18 | 3:44 ص

      خلك كول

      مو مسالة لحم بس. بكرة بيرتفع سعر بيترول السيارة والغاز. وبعده فاتورة الكهرباء والماء. وبعدها الخبز والرول والسليس. كل شيء بيرتفع وانت قاعد تحرطم. خلك كول.

    • زائر 16 | 3:02 ص

      المطاعم

      اكثر المطاعم زيدت اسعارها انا اروح مطعم في مدينة عيسى كان الناشف دينار صار دينارونص لما سألته عن السبب قال انت تعرف السبب وتشتكي حمايت المستهلك يبي 4 شهود معاك كأنك رايح عقد زواج

    • زائر 13 | 1:42 ص

      عليكم فيهم خلوه يخيس

      يا جماعه الطماطه زايد سعره عليكم فيه بعد خله يخيس

    • زائر 15 زائر 13 | 2:45 ص

      خله

      يخيييييبببببيييبييييببببببببببببببببببس

    • زائر 17 زائر 13 | 3:05 ص

      تعب

      الوضع كل ما جاء ليه يتأزم الناس تعبت طول عمرها في شغل وما قادره تعيش!!! حرام

    • زائر 19 زائر 13 | 3:09 ص

      تعب

      الوضع كل ما جاء ليه يتأزم الناس تعبت طول عمرها في شغل وما قادره تعيش!!! حرام

    • زائر 5 | 11:17 م

      رؤية 2030

      يمكن في 2030 يتحول شعب البحرين الى نباتي وربما يتحول الى شعب الادغال يتوارى ب اوراق الاشجار...ولكن لا تنسون ان حتى اشجار ما في يعني اوراق اشجار بعد ما في...عاشت 2030

    • زائر 4 | 11:13 م

      الكاسر

      سيدنا المواطن أصلا ليس لة رأي ولا صوت نحنو نعتبر رعاة عند سادة القوم

    • زائر 12 زائر 4 | 1:35 ص

      الحرية

      اذا كنت تري نفسك من التوابع فهذا شانك ورأيك ، دع الأحرار تصدح وتراخي جانباً

    • زائر 3 | 11:00 م

      عام

      والقادم أسوء بكثير من الماضي بلد على حافةالخراب

    • زائر 2 | 10:30 م

      أي عاشر ؟

      سيد ،، الى الآن لم يأتي شهر محرم ! أي عاشر تقصد؟ أرجوك مللنا من سالفة اللحم ، أنا اشرد من صفحة محليات وسالفة ها اللحم ، وأأتي إلى صفحة اعمدة أيضا (لحم ) كفى كفى رأفتا بنا .

    • زائر 8 زائر 2 | 12:25 ص

      ..؟

      هذه مشكلة ستتبعها مشاكل اكبر وليست مشكلة لحم فقط لهانت. فهم يلوحون الان برفع الدعم عن البترول والكهرباءوالماي وهناك سلع اخرى وحتى الخبز راح يرتفع. ا...

    • زائر 22 زائر 2 | 4:16 ص

      رحمة الله

      كفي رأفة بِنَا منك وليس من كاتب العمود اذا كانت اهتماماتك محدودة فهي مشكلتك ودع الوسط والكاتب يعبر عن رأي المواطنين

    • زائر 1 | 10:14 م

      الله يكون في العون

      لاحول ولاقوة إلابالله نحن المتقاعدين لانستطيع الذهاب للمطعم مع الأولاد وبسبب إلحاحهم نذهب معهم في المناسبات فقط وكانت اسعار المطاعم قبل الدعم مرتفعة بالنسبة لنا نحن ذوي الدخل المحدود فكيف الآن فنحن صرفنا النظر عن المطاعم فلايفرق عندنا فوضع المتقاعد لايسمح له بالذهاب للمطعم بسبب ضعف الراتب وكثرة مصاريفالأولاد وتلفوناتهم والانترنت والاسكان والكهرباء

اقرأ ايضاً