فلسطين تنتفض، تصرخ أرضها غضباً تحت أقدام شبابها الثائر، ترفض الظلم، ترفض الاستعمار، وترفض أن تكون لعبة بيد «الدول الكبرى».
لم تعد تنتظر تأييد الإعلام العربي، ولا عوناً من الحكام العرب، وما كانت تفعل يوماً بل كنا نحن من ينتظر، صارت اليوم الكرامة هي حاكمها، والعزة إعلامها الذي لا يغيب عنا مهما حاول إعلامنا أن يحجبه.
هذه المرة تختلف، مختلفة لأنها ولدت من رحم غفلة العرب المنشغلين عنها بحروبهم، وأخبار القتل التي تقلق مضاجعهم، وتنخر كراسي حكامهم كلما اقترب منهم خطر الإرهاب.
تختلف لأن الإعلام العربي كان حاضراً في كل انتفاضة، ينقل ما يحدث ولو باستحياء، لكنه ينقله، ويعترف بأن هناك حراكاً ثورياً يطالب بالحق المغتصب على أراضٍ صارت تعاني التصهين والاستعمار، ينقله حتى لو لم يكن مؤمناً به حقيقةً وواقعاً.
لكنه اليوم يغض البصر والسمع، فلا يسمع ولا يرى إلا ما يختلقه من مشكلات أو ما اختلقه العرب بينهم وبين بعضهم من ذبح وقتل وحروب.
وتتشابه هذه المرة مع سابقيها لأن أساسها الحجر وسواعد الأطفال والشباب، تباركهم دعوات أمهاتهم وابتسامات آبائهم التي تشعر بالفخر كلما ألقم فلسطيني صهيونياً بحجر.
تتشابه لأنها لا تنتظر تأييداً عربياً، ولا تدخلاً دولياً ولا سلاحاً أو دعاءً من إمام همُّه الأول التحريض على المسلمين ممن يختلفون معه في المذهب ناسياً أن عدوه الأول ليس مسلماً ولن يكون يوماً كذلك لو أنه أحكم عقله، وابتعد عن خرافات الإعلام والحكومات العربية.
الإعلام الغائب الذي استبدله الفلسطيني بإعلامه الخاص ففتح له قنوات التواصل الاجتماعي، وجنّد له شباباً قادراً على نقل الحدث لحظة بلحظة، واستفاد من شعرائه وكتابه ومثقفيه الذين أحرجوا الشعراء والمثقفين والكتاب العرب ممن نسوا وتناسوا وجود قضية تدعى «فلسطين والمحتل»، وممن لم يعد يهمّهم إلا صوتهم الذاتي ناسين ما يحدث من حولهم، (مركزين على كلمة واحدة كتبها شهيد بخطأ إملائي وكأن هذا الخطأ هو الذي سيحرف حال الأمة وتصحيحه هو الذي سيصحح مسارها)، وهو ما لفت نظري إليه الشاعر الفلسطيني عصام السعدي في إحدى كتاباته التهكمية فنقل واقعاً مخزياً يعاني منه بعض الكتاب.
من المؤسف أننا مازلنا نطالب حكوماتنا بالتحرك أو على الأقل بالشجب والاستنكار فيما نصمت لأننا لا نستطيع أن نوقف دماراً تحدثه في دولنا العربية وكأنها لم تعد تتذكر العدو الحقيقي، ومن المؤسف أننا نتكلم مع كل حرب صهيونية وحركة جديدة من العدو الإسرائيلي حين يحاول اختراق بعض المواقع التي لم يصل إليها من قبل برصاصه وسلاحه، ثم نصمت لأننا لا نقدر أن نوقف المستعمر من التوغل في قتله واعتقاله وضربه الشباب الفلسطيني بمكونيه رجالاً ونساءً من اللواتي لم يقبلن إلا أن تكون لهن بصمتهن الواضحة هذه المرة. نصمت لأننا لا نجد جدوى في ما نفعل، فيما هو على النقيض؛ إذ إن كل حرف يقال أو يكتب هو بمثابة استمرار للمطالبة بالحق المسلوب.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4783 - الأحد 11 أكتوبر 2015م الموافق 27 ذي الحجة 1436هـ
أرشيفنا
اي فلسطين اي بطيخ من زمان العرب خلهوا انتيك في متحف الزمن. ولا خبر جااااء و لا وحي نزل
خوش
صمود الشعب الفلسطينى بحاجه لى دعم عربى
فلسطين لن تحرر
الا على ايدي نظيفه شريفه طاهره ولاءها لله ورسوله والمؤمنون
شجاعة مشهودة..
الانتفاضة بدأت حقاً في فلسطين والشباب الفلسطيني اصبح مدركاً لما يجب ان يفعله،فلن يستجدي ويتوسل النصرة من حكامٍ عرب منافقين هم يستنكرون بخجلٍ بنصف وجوههم والنصف الاخر من وجوههم يتبادل القبل مع المغتصبين الصهاينة.
هذه الانتفاضة اختلفت عنا سابقاتها الاولى والثانية وكذلك الشباب والشابات المقاومين هم اليوم يسطرون الملاحم ويكشفون وجوه من تخاذلت عروشهم مع العدو الصهيوني.
وتبقى فلسطين هي مركز القضية الأساس لكل مسلم وعربيٍ حر لا يقبل الذل والهوان.
قلائلٌ هم من يكتبون بحبر الأحرار مثلك أستاذة سوسن..