العدد 4783 - الأحد 11 أكتوبر 2015م الموافق 27 ذي الحجة 1436هـ

التفكير في المستقبل

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الخطاب السامي لجلالة الملك أمس خلال افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الرابع للمجلس الوطني تطرق إلى العديد من القضايا الداخلية والخارجية، من بينها التوجيه بدمج بعض الوزارات والهيئات الحكومية لدعم الميزانية ومعالجة الوضع الاقتصادي.

إن هذا العام سيكون مختلفاً عن كلِّ الأعوام التي سبقت. فبالإضافة إلى التحديات المعتادة، سيُضاف الوضع الاقتصادي، الذي يعاني حالياً من انخفاض سعر برميل النفط، وازدياد عجز الموازنة؛ ما يعني أن هناك قرارات غير معتادة ستلجأ إليها الحكومة، وسيناقشها البرلمان، وستخضع للكثير من التحليلات والمواقف.

ويوم أمس أيضاً، وتزامناً مع الأسبوع العالمي السنوي لخدمة الزبائن، كان الخبير العالمي رون كوفمان يتحدّث في المنامة في المؤتمر السنوي الرابع لخدمة الزبائن، وكانت له أيضاً لقاءات على هامش المؤتمر، وتحدّث في جلسة نقاش عن تجربته في سنغافورة، حيث استعانت به الحكومة هناك لمساعدة الشركات ومراجعة مناهج الدراسة من أجل تخريج مؤهلين إلى سوق العمل، بحيث تتمكن تلك الجزيرة الصغيرة (مساحتها أصغر من البحرين) من منافسة منتجات الصين والهند وغيرهما.

وقد طرح كوفمان بأنّ سنغافورة أعادت اختراع مكانتها، فهي وجدت أنه لا يمكنها أن تنافس الصين على أسعار المنتجات، مثلاً، ولكنها تستطيع منافستها على جودة الخدمة التي تقدمها للآخرين، بحيث تبتكر قيمة مضافة للمنتجات والخدمات، وتقدمها أو توزعها بأسلوب راقٍ ومختلف، وأن تختار لنفسها مجالات محددة تستطيع من خلالها الإبقاء على المستوى العالي لمعيشة مواطنيها.

تحدّث كوفمان عن أفكار عديدة، بعضها جديد ومطروح حالياً على سنغافورة للاستمرار في إعادة اختراع مكانتها؛ من بينها أنها تستطيع أن تلعب دوراً مهمّاً في توفير مكان لعقد مؤتمرات واجتماعات كبرى بين أميركا والصين من أجل الاتفاق على إجراءات وبروتوكولات لحماية البيئة ومعالجة قضايا التغيُّر المناخي، فإذا اتفق هذان البلدان على هذا الموضوع الكبير، فإنهما سيقودان بقية العالم... ولأنّ ثلاثة أرباع شعب سنغافورة أصلهم صيني، ولأنّ سنغافورة تثق بها أميركا ولغتها الرسمية هي الإنجليزية، ولديها تسهيلات لعقد لقاءات كبرى؛ فإنّ بإمكانها أن تكون مركزاً للقاءات والاتفاقات من هذا النوع، وتستطيع بذلك جذب نشاطات نوعية تنافس بها مدينة جنيف السويسرية.

الفكرة من كلِّ ذلك أن علينا كبحرينيين أن نفكر في المكانة التي نودُّ أن تكون عليها بلادنا في المستقبل، بما يؤهلها للمحافظة على مكتسباتها والصعود بالمستوى المعيشي من خلال إعادة اختراع الدور الذي يمكننا أن نلعبه ونعزز النجاحات ونتخطى الإخفاقات.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4783 - الأحد 11 أكتوبر 2015م الموافق 27 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 27 | 5:55 ص

      مستقبل البحرين

      مستقبل البحرين مرتبط بحاضرها فما تقييمك يا دكتور لحاضر البحرين؟ هل الأزمة في البحرين مردها لانخفاض سعر النفط أم للفساد المالي والإداري المستشري في كافة جوانب الحياة؟
      الشعب يهمه الإصلاح الداخلي أكثر مما يهمه استضافة رون كوفمان .

    • زائر 26 | 12:43 م

      احم احم

      انت فكر وجيب الحل انا هاهنا لقاعدون ؟ اللي ايصير ايصير حتى لو ينزل البرميل لاقل من دولار ؟
      شنو بنشرب نفظ ما بشرب ؟ بخسر شي انا ما بخسر ؟ بستفيد شي ما بستفيد ؟

    • زائر 25 | 7:35 ص

      سنغافورة وماليزيا نموذج للحكم الصالح وكذلك شعبهما متعايشين

      على أساس المواطنة فقط بعيداً عن إقحام ديانتهم المتعددة وجعلها أمور خاصة وحرية في التعبد لا أحد يهمه ديانة غيره المدنية والمواطنة هي الأساس

    • زائر 23 | 7:21 ص

      التوظيف الحكومي

      نتمنى من الدكتور مقال عن التوظيف في القطاع العام في البحرين . لماذا لا توجه اسئلة لديوان الخدمة من قبل البرلمان حول احصائيات التوظيف والاجراءات وقوائم العاطلين .

    • زائر 22 | 7:20 ص

      التوظيف الحكومي

      نتمنى من الدكتور مقال عن التوظيف في القطاع العام في البحرين . لماذا لا توجه اسئلة لديوان الخدمة من قبل البرلمان حول احصائيات التوظيف والاجراءات وقوائم العاطلين .

    • زائر 20 | 2:17 ص

      الكفأة المحلية

      سنغافورة لم تأتي بمستشارين عواجيز من مصر و لم تعتمد على الكوادر الأجنبية و لم تجنس لتغيير الواقع المذهبي بل أعتمدت على شعبها وهذة أبسط الأمور تعرقل ما تطمح به يادكتور هل تستطيع إقناع البعض بمقال؟ الغرور هو من دمر البحرين

    • زائر 13 | 1:06 ص

      خوش

      نحتاج الى عقود من الزمن للبحرين مكانه كبيرة ولكن الوضع فى الداخل يحتاج الى مراجع وتصحصح اوضاع المواطنين كى لا يحسو بتفريق الواضح بين طائفه واخرى

    • زائر 9 | 11:48 م

      انا عاطل وقد شاب مني الرأس

      انا عاطل وقد شاب مني الرأس خلال اشهر والسبب يعود للتفكير في المستقبل المجهول في وطن الغرباء وما توالي المصائب الا يفجر القلب بالحزن
      أجل رفع دعم يتبعه رفع دعوم اخرى

    • زائر 4 | 10:31 م

      الحرب الإسرائيلية تلوح في الافق ... ام محمود

      مشكلة العرب انهم يعيشون في الرومانسية و الاحلام و العالم يضج بالقتل الدامي السريع فلسطين يقتل شبابها و نساءها بشكل همجي متسارع بالرصاص الحي و هناك استدعاء لجنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي و انفجار في الأوضاع و تزايد حوادث الطعن و سوريا هناك حرب كبيرة تقترب منها و اختلاف امريكا و روسيا سينتج عنه معارك شرسة العراق سيتم استهدافه بالارهابيين الحرب في اليمن ستؤثر على المنطقة بشكل كبير
      اذا حدثت حرب غزة مرة اخرى فهناك رد قوي على العدو الصهيوني
      تركيا الى العنف و الدمار بسبب الغضب

    • زائر 2 | 10:22 م

      المستقبل مظلم و قاتم .... ام محمود

      التحديات كثيرة في هذه الشهور و السنوات المقبلة هناك ازمات اقتصادية طاحنة و سقوط اسواق النفط و تردي في الاحوال و حروب بشعة و استهداف و صنع ماكينة اعلامية تبث الكراهية و التمزق الطاءفي و ايقاع اكبر عدد من القتلى كثيرا ما حذرنا من سياسة تركيا في دعم الارهاب و ضرب الاكراد و النتيجة كانت الانفجارات المروعة و القتل .. سوريا الى المجهول مع اشتداد الهجمات عليها و العراق سيكثر القتل الارهابي و استهداف ال ش .. الخليج ليس بعيدا عن تلك الاحداث بسبب سياسات عالمية و اقليمية خاطئة ما اصاب القوم سيصيبنا

    • زائر 1 | 9:47 م

      راي

      سنغافورة تطورت لان جميع الطوائف ذابت في الوطن ولكن في البحرين من يقراء تعليقات قراء الوسط يري ان الغالبيه ولائها ليس لوطنها بل تمجد من يريد تدمير بلدان الخليج سياسيا واقتصاديا فالطائفه عندهم اولا حتي لو كانت في الصين وليس الوطن

    • زائر 12 زائر 1 | 12:49 ص

      عندما

      عندما تتحول اجهزة الدولة ومؤسساتها لخدمة المواطن على أساس المواطنة ستتغير نظرة الناس . آراء الناس ليست ملك لك هم يؤيدون توجه دولة وانت تؤيد توجه رأي دولة اخرى . اما الوطن فللجميع

اقرأ ايضاً