تظاهر آلاف الأشخاص في أنقرة أمس الأحد (11 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) تنديداً بالرئيس رجب طيب اردوغان إثر الهجوم الأكثر دموية في تاريخ تركيا الذي أوقع السبت 95 قتيلاً، قبل ثلاثة أسابيع فقط من الانتخابات التشريعية المبكرة.
وملأ المتظاهرون ساحة سيهيه في وسط أنقرة على مقربة من موقع الاعتداء مطلقين هتافات مناهضة للحكومة ولأردوغان.
وردد المتظاهرون «أردوغان قاتل» و»لتستقل الحكومة» و»السلطة تتحمل المسئولية».
وفي كلمة انفعالية خلال المسيرة في أنقرة، قال زعيم حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، صلاح الدين دمرتاش إنه يجب إنهاء حكم أردوغان بدلاً من السعي إلى الانتقام، بدءاً من الانتخابات التشريعية في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني.
وأضاف «لن نتصرف بدافع الانتقام والكراهية، لكننا سنطلب المحاسبة»، مشيراً إلى أن الانتخابات ستكون جزءاً من عملية «إسقاط الدكتاتور».
وفي إسطنبول وعدد من مدن جنوب شرق البلاد، هتف آلاف الاشخاص مرددين «أردوغان قاتل» و»السلام سينتصر».
كما نظمت تظاهرات موالية للأكراد في أوروبا خصوصاً في فرنسا والمانيا وسويسرا.
وقال حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد الذي كان مشاركاً رئيسياً في مسيرة أمس الأول ويشغل مقاعد في البرلمان إن الشرطة هاجمت قادته وأعضاءه بينما كانوا يحاولون وضع باقات زهور في المكان. وأضاف في بيان أن بعض الأشخاص أصيبوا.
و قال مسئولون أمس (الأحد) إن تركيا تستهدف تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» في تحقيقات بشأن التفجيرين الانتحاريين في أنقرة.
وأوضح مسئولون حكوميون أنه رغم القلق بسبب الهجوم الذي استهدف تجمعاً لنشطاء مؤيدين للأكراد وجماعات مدنية فإن الانتخابات البرلمانية المقررة في أول نوفمبر/ تشرين الثاني لن تتأجل.
وقال مصدران أمنيان كبيران إن الدلائل الأولية تظهر مسئولية تنظيم «داعش» عن هجوم أنقرة كما تشير إلى تشابه كبير مع التفجير الانتحاري الذي وقع في بلدة سروج القريبة من الحدود مع سورية في يوليو/ تموز وألقي باللوم فيه أيضاً على الإسلاميين المتشددين.
وقال أحد المصدرين لـ «رويترز»: «توحي حميع المؤشرات بأن الهجوم نفذته (داعش). ينصب كل تركيزنا على (داعش)».
وذكرت وكالة «الأناضول» للأنباء أن الشرطة ألقت القبض على 43 مشتبهاً بهم في عمليات استهدفت «داعش» في أنحاء متفرقة من شانلي أورفة في جنوب شرق تركيا إلى إزمير في الغرب وأنطاليا على الساحل الجنوبي.
ونقلت صحيفة «خبر ترك» عن مصادر في الشرطة قولها إن نوع المتفجرات واختيار الهدف يشيران إلى جماعة مرتبطة بتنظيم «داعش».
لكن التنظيم لم يعلن مسئوليته عن تفجير سروج ولم يشر في بياناته على الإنترنت إلى هجوم أنقرة.
وقال حزب الشعوب الديمقراطي إن عدد القتلى في هجوم أمس الأول ارتفع إلى 128 وإنه حدد هوية القتلى باستثناء ثماني جثث.
ولم تظهر تركيا أي بادرة على وقف حربها على حزب العمال الكردستاني حتى بعد أن أعلن أمس الأول أنه أمر مقاتليه بوقف الهجمات على الأراضي التركية.
وقصفت الطائرات الحربية التركية أهدافاً للحزب في شمال العراق وجنوب شرق تركيا السبت وأمس (الأحد) وقالت مصادر أمنية إن ما يتراوح بين 30 و35 من مقاتلي الحزب قتلوا في الغارات بشمال العراق أمس.
وقال مسئول أمني كبير «لا يعني وقف إطلاق النار من جانب حزب العمال الكردستاني لنا شيئاً. ستستمر العمليات دون انقطاع».
وعكست عناوين الصحف التركية مزيجاً من الغضب والحزن.
وقالت صحيفة «جمهوريت» العلمانية في صفحتها الأولى «نحن في حالة حداد من أجل السلام» فيما قالت صحيفة «خبر ترك»: «الحثالة تشن هجوماً في أنقرة» وقالت صحيفة «ستار» الموالية للحكومة «الهدف هو تقسيم الأمة».
العدد 4783 - الأحد 11 أكتوبر 2015م الموافق 27 ذي الحجة 1436هـ
المشاكل كلها من ورى سياسة اوردوغان
بقاء اردوغان يعني مزيد من الدماء