أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس (الأحد) محادثات مع وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان تناولت فرصة التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سورية.
وجرى الاجتماع في سوتشي بجنوب روسيا في حضور وزيري الخارجية سيرغي لافروف والطاقة ألكسندر نوفاك.
وصرح لافروف للصحافيين «نحن في تعاون وثيق مع السعودية منذ أعوام حول مشكلة الأزمة السورية. واليوم، كرر الرئيس بوتين تفهُّمنا لقلق السعودية».
وأضاف أن «الجانبين أكدا أن لدى السعودية وروسيا أهدافاً مماثلة بالنسبة إلى سورية. قبل كل شيء، المطلوب عدم السماح لخلافة إرهابية بالسيطرة على البلاد».
وأكد لافروف أنه «بعد محادثات اليوم، بتنا نفهم في شكل أفضل كيفية توجهنا إلى تسوية سياسية»، داعياً الدول المعنية بالنزاع إلى استخدام نفوذها لدى أطرافه لتسهيل الحوار.
وأكد أيضاً استعداد موسكو لتعاون أكبر مع الرياض «لتبديد أي شك في أن الأهداف التي يضربها الطيران الروسي هي فعلاً منشآت لتنظيم داعش وجبهة النصرة ومجموعات إرهابية أخرى».
بيروت - أ ف ب
يواصل الجيش السوري مدعوماً من حزب الله وسلاح الجو الروسي تقدمه في محافظات عدة في وسط وشمال غرب البلاد، فيما أعلنت المعارضة السورية مقاطعتها للمحادثات التي اقترحها مبعوث الأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا في يوليو/ تموز.
وينص اقتراح الموفد الأممي على تشكيل مجموعات عمل تضم ممثلين للمعارضة والنظام لمناقشة قضايا تشمل حماية المدنيين وإعادة الإعمار.
وافاد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان أمس (الأحد): «قررت الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عدم المشاركة في مجموعات العمل التشاورية، وتعتبر أن الالتزام ببيان جنيف وقرارات مجلس الأمن ووقف العدوان الروسي أساس لاستئناف عملية التفاوض».
وانتقد الائتلاف اقتراح دي مستورا معتبراً أن «جهود الوساطة الأممية (...) لم تبن على أسس واضحة تضمن انتقالاً سلمياً للسلطة وإنشاء هيئة حاكمة انتقالية واكتفت بمعالجات جزئية مثل وقف مؤقت لإطلاق النار أو عقد لقاءات تشاورية بدون تحرك جدي ومسئول بوقف قصف النظام مدناً سورية بالصواريخ والبراميل المتفجرة». وقال البيان «إن العدوان الروسي بما يمثله من خرق للقانون الدولي ودعم لنظام أوغل في قتل المدنيين، وارتكب جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية، يعكس تنصل روسيا من التزاماتها كعضو دائم في مجلس الأمن وطرف راع لبيان جنيف ومؤتمر جنيف- 2، ويقوّض فرص نجاح أي تسوية سياسية».
وفي وقت سابق أمس، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طائراتها قصفت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 63 هدفاً «إرهابيا» في محافظات حماة (وسط) واللاذقية (غرب) وإدلب (شمال غرب) والرقة (شمال).
وأكدت موسكو أنها دمرت 53 موقعاً يستخدمها «الإرهابيون» فضلاً عن مركز قيادة وأربعة معسكرات تدريب وسبعة مستودعات ذخائر.
والأحد، جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التأكيد أن موسكو لن ترسل قوات برية لتقاتل إلى جانب القوات النظامية في سورية.
وأوضح الرئيس الروسي أن الهدف من التدخل العسكري هو «الحفاظ على استقرار السلطات الشرعية وتوفير الظروف لتنفيذ تسوية سياسية». وفي السياق نفسه، أجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين الأحد محادثات مع وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان تناولت فرصة التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سورية .
وجرى الاجتماع في سوتشي بجنوب روسيا في حضور وزيري الخارجية سيرغي لافروف والطاقة الكسندر نوفاك.
كذلك، التقى الرئيس الروسي الأحد ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد ال نهيان.
وصرح لافروف للصحافيين «نحن في تعاون وثيق مع السعودية منذ اعوام حول مشكلة الأزمة السورية. واليوم، كرر الرئيس بوتين تفهمنا لقلق السعودية».
وأضاف أن «الجانبين أكدا أن لدى السعودية وروسيا أهدافاً مماثلة بالنسبة إلى سورية. قبل كل شيء، المطلوب عدم السماح لخلافة إرهابية بالسيطرة على البلاد».
من جهته، ذكّر الأمير محمد بن سلمان بقلق الرياض حيال التدخل العسكري الروسي في سورية واحتمال قيام تحالف بين روسيا وإيران. وذكّر أيضاً بان السعودية تؤيد تسوية سياسية للنزاع شرط أن يشمل ذلك تنحي الرئيس بشار الأسد. وأكد لافروف أنه «بعد محادثات اليوم، بتنا نفهم في شكل أفضل كيفية توجهنا إلى تسوية سياسية»، داعياً الدول المعنية بالنزاع إلى استخدام نفوذها لدى أطرافه لتسهيل الحوار. وأكد أيضا استعداد موسكو لتعاون أكبر مع الرياض «لتبديد أي شك في أن الاهداف التي يضربها الطيران الروسي هي فعلاً منشآت لتنظيم داعش وجبهة النصرة ومجموعات إرهابية أخرى». في هذا الوقت، حقق الجيش السوري تقدماً على جبهات عدة في عمليته البرية الواسعة ضد الفصائل المتطرفة المقاتلة في ريف حماة الشمالي باتجاه الطريق الدولي دمشق-حلب وفي تلال ريف اللاذقية الشمالي والشمالي الشرقي وفي ريف إدلب الجنوبي. ونقلت صحيفة «الوطن»، المقربة من النظام، «واصل الجيش قلب الطاولة على التنظيمات المسلحة في أرياف حماة وإدلب واللاذقية حيث اقترب من حدود مدينة خان شيخون».
وفي ريف حماة الشمالي، قال مصدر عسكري لوكالة «فرانس برس» إن «الجيش السوري يوسع نطاق عملياته البرية حول مدينة مورك شرقاً ومعان شمالاً» ولا تزال الاشتباكات مستمرة في مناطق عدة تحت التغطية الجوية الروسية. وعلى جبهة أخرى، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ «فرانس برس» إن «قوات النظام تتقدم في جبهة محور سهل الغاب (جنوب إدلب)، إحدى أهداف العملية البرية حالياً، وهو عبارة عن مثلث يصل حماة باللاذقية وإدلب، ويقود حزب الله العمليات فيه».
العدد 4783 - الأحد 11 أكتوبر 2015م الموافق 27 ذي الحجة 1436هـ