العدد 4782 - السبت 10 أكتوبر 2015م الموافق 26 ذي الحجة 1436هـ

تركيا: التحقيقات تركز على مسئولية "داعش" عن هجوم أنقرة

قال مسؤولون اليوم الأحد (11 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) إن تركيا تستهدف تنظيم "داعش" الإرهابي في تحقيقات بشأن تفجيرين انتحاريين في أنقرة أسفرا عن مقتل ما يصل إلى 128 شخصا فيما ألقى معارضون للرئيس التركي رجب طيب إردوغان باللوم عليه في الهجوم وهو الأسوأ من نوعه في تاريخ تركيا.

وأوضح مسؤولون حكوميون أنه رغم القلق بسبب الهجوم الذي استهدف تجمعا لنشطاء مؤيدين للأكراد وجماعات مدنية فإن الانتخابات البرلمانية المقررة في أول نوفمبر/ تشرين الثاني لن تتأجل.

ويأمل إردوغان في أن يستعيد حزب العدالة والتنمية الحاكم الأغلبية البرلمانية من خلال هذه الانتخابات.

واحتشد الآلاف قرب موقع الهجوم عند محطة القطارات الرئيسية في أنقرة واتهم الكثيرون منهم إردوغان بإثارة المشاعر القومية من خلال حملة عسكرية يشنها على المقاتلين الأكراد وهو اتهام تنفيه أنقرة بشدة.

وهتف حشد في ميدان صحية بأنقرة "إردوغان قاتل" و"الشرطة قاتلة" فيما أغلقت قوات الأمن مدعومة بمدافع المياه طريقا رئيسيا يؤدي إلى منطقة يوجد بها البرلمان ومبان حكومية.

وقال حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد الذي كان مشاركا رئيسيا في مسيرة أمس ويشغل مقاعد في البرلمان إن الشرطة هاجمت قادته وأعضاءه بينما كانوا يحاولون وضع باقات زهور في المكان.

وأضاف في بيان أن بعض الأشخاص أصيبوا.

وأصاب الانفجاران تركيا بالصدمة بعد أن تفجر من جديد الصراع مع حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد المعرضة على نحو متزايد لخطر امتداد آثار الصراع في سوريا اليها.

وقال مصدران أمنيان كبيران إن الدلائل الأولية تظهر مسؤولية تنظيم "داعش" الإرهابي عن هجوم أنقرة كما تشير إلى تشابه كبير مع التفجير الانتحاري الذي وقع في بلدة سروج القريبة من الحدود مع سوريا في يوليو/ تموز وألقي باللوم فيه أيضا على الإسلاميين المتشددين.

وقال أحد المصدرين لرويترز "توحي حميع المؤشرات بأن الهجوم نفذته داعش (الدولة الإسلامية). ينصب كل تركيزنا على داعش."

وقال كمال كليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض بعد اجتماعه برئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إنه تم إبلاغه بأن الهجوم نفذه انتحاريان.

وذكرت وكالة الأناضول للأنباء أن الشرطة ألقت القبض على 43 مشتبها بهم في عمليات استهدفت الدولة الإسلامية في أنحاء متفرقة من شانلي أورفة في جنوب شرق تركيا إلى إزمير في الغرب وأنطاليا على الساحل الجنوبي.

ونقلت صحيفة خبر ترك عن مصادر في الشرطة قولها إن نوع المتفجرات واختيار الهدف يشيران إلى جماعة مرتبطة بتنظيم "داعش" الإرهابي.

لكن التنظيم المتشدد لم يعلن مسؤوليته عن تفجير سروج ولم يشر في بياناته على الانترنت إلى هجوم أنقرة.

وقال حزب الشعوب الديمقراطي الذي امتدت شعبيته خارج نطاق الناخبين الأكراد واجتذب معارضين يساريين لإردوغان في انتخابات يونيو/ حزيران إن عدد القتلى في هجوم أمس ارتفع إلى 128 وإنه حدد هوية القتلى باستثناء ثماني جثث.

وقال مكتب رئيس الوزراء في وقت متأخر أمس إن 95 شخصا قتلوا في الهجوم.

وذكر صلاح الدين دمرداش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي أن أيادي الحكومة ملطخة بالدماء واتهمها بالفشل في إجراء تحقيق كامل في تفجير سروج أو هجوم آخر على تجمع انتخابي للحزب بمدينة ديار بكر عشية انتخابات يونيو/ حزيران.

لكن مسؤولي الحكومة أوضحوا أنه رغم المخاوف الأمنية فإن الانتخابات ستجرى في موعدها.

وقال مسؤول كبير لرويترز طالبا عدم ذكر اسمه بسبب حالة الحداد الوطني في الدولة لمدة ثلاثة أيام "تأجيل الانتخابات بسبب الهجوم ليس مطروحا على الاطلاق. ستجري الانتخابات في الاول من نوفمبر كما هو مقرر.

"بسبب تزايد المخاطر سيتم تشديد اجراءات الأمن حول التجمعات الانتخابية أكثر. ستجري الانتخابات في أمان."

وقال كليجدار أوغلو بعد لقائه بداود أوغلو إنه أبلغ رئيس الوزراء بأنه ينبغي على وزيري الداخلية والعدل الاستقالة بعد التفجير وإنه يجب ألا يتم تهميش دمرداش.

ولم تظهر تركيا أي بادرة على وقف حربها على حزب العمال الكردستاني حتى بعد أن أعلن أمس أنه أمر مقاتليه بوقف الهجمات على الأراضي التركية.

وقصفت الطائرات الحربية التركية أهدافا للحزب في شمال العراق وجنوب شرق تركيا أمس السبت واليوم الأحد وقالت مصادر أمنية إن ما يتراوح بين 30 و35 من مقاتلي الحزب قتلوا في الغارات بشمال العراق اليوم.

وقال مسؤول أمني كبير "لا يعني وقف إطلاق النار من جانب حزب العمال الكردستاني لنا شيئا. ستستمر العمليات دون انقطاع."

وعكست عناوين الصحف التركية مزيجا من الغضب والحزن.

وقالت صحيفة جمهوريت العلمانية في صفحتها الأولى "نحن في حالة حداد من أجل السلام" فيما قالت صحيفة خبر ترك "الحثالة تشن هجوما في أنقرة" وقالت صحيفة ستار الموالية للحكومة "الهدف هو تقسيم الأمة".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً