قالت استشارية صحة عامة ومنسقة الصحة النفسية في إدارة الصحة العامة شريفة بوجيري إن شخصاً من كل 4 أشخاص يعاني من مرض نفسي، وإنه يوجد حاليا أكثر من 500 مليون شخص في العالم يعانون من اضطرابات نفسية. مشيرة إلى أنه بالرغم من الإعداد المتزايدة والتأكيد على أن لا صحة دون صحة نفسية الا ان الكثير منهم لا يزال يواجه تحديات في الحصول على المساعدة اللازمة ويتعرضون للكثير من انتهاكات حقوق الإنسان والكرامة.
وتابعت بوجيري "لذا جاء الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية هذا العام تحت شعار " الكرامة في الصحة النفسية" .و يتضمن مفهوم الكرامة التي تعتبر احد القيم الأساسية لحقوق الإنسان جوانب عديدة متداخلة تشمل الاحترام, الخصوصية، الاستقلالية وتقدير الذات . أما في الرعاية الصحية فيمكن تعريفها بأنها الرعاية التي تدعم وتعزز ولا تقوض احترام الشخص لنفسه بغض النظر عن أي اختلاف و في أي مكان يتم تقديم الخدمة فيه. وتعمل منظمة الصحة العالمية على العمل على زيادة الوعي بما يمكن القيام به لضمان حق الأشخاص المصابين بأمراض نفسية في العيش بكرامة من خلال وضع السياسات والقوانين المتماشية مع حقوق الإنسان، تدريب العاملين الصحيين، احترام موافقة المريض للعلاج، إشراك المرضى في عملية صنع القرار والقيام بحملات إعلامية توعوية".
وبشأن مجالات الأخطار التي تهدد الكرامة في مجال الرعاية الصحة النفسية، قالت بوجيري "أنها تتمثل في وصمة العار والتمييز الملازمة للمصابين بالاضطرابات النفسية، الأخطار المصاحبة لرعاية المرضى الداخليين في مراكز العلاج الخاصة بالصحة النفسية وانتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرضون لها .مشيرة أنه وللتقليل من هذه الأخطار فانه يتوجب العمل مبادئ تشجيع الممارسات الصحية التي تعمل على توفير الحماية وصون حقوق الأشخاص، واعتماد نهج للتعافي في الصحة النفسية، وذلك من خلال مساعدة المرضى في المحافظة على هويتهم الشخصية واحترام الذات، وتعزيز التواصل الفعال بين المرضى ومقدمي الخدمة من خلال تدريب العاملين على مهارات التواصل وتقديم الدعم والمساعدة للمرضى إذا كانوا يفتقرون إلى القدرة على ذلك، والتصدي للتمييز - من خلال المبادرات الفردية والمحلية، والبرامج الوطنية والسياسات والتدابير التشريعية ، واعتماد النهج القائم على حقوق الإنسان في التشريعات الخاصة بالصحة النفسية وعدم التسامح مع سوء المعاملة، وتوفير الرعاية التي تمكن الشخص من المحافظة على الاستقلالية الذاتية واتخاذ القرار والتعبير عن احتياجاتهم ورغباتهم فبل فقد القدرة على ذلك إلى جانب تحسين نوعية الرعاية للمرضى الداخليين من خلال توفير رعاية فردية شاملة ومستمرة في أجواء آمنة ومريحة، وتوفير التدريب والدعم والإشراف اللازمين لتمكين العاملين من مراقبة أنفسهم مع تقديم الدعم اللازم لهم لتأدية دورهم مما يشجع معاملة الآخرين باحترام".
وأكدت بوجيري على أن جعل المحافظة على الكرامة في مجال الصحة النفسية واقعا ملموسا يتطلب جهود مشتركة من قبل كل فرد من أفراد المجتمع من مرضى وعائلات ومقدمي الرعاية والحكومات و المنظمات غير الحكومية والمهنيين من جميع التخصصات والجمعيات التي تمثل المصابين للعمل معا لجعل الصحة النفسية شيئا مرئياً لا يدعو للخجل منه، وأن تكون كل تجربة للأشخاص المصابين باضطرابات نفسية تجربة إيجابية للكرامة . أن الجميع مدعو للانضمام إلى الحركة العالمية لمعالجة وصمة العار المرتبطة بالصحة النفسية.