ترتدي مدن العالم اللون الوردي خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول، والذي يعد شهر التوعية بسرطان الثدي، ذلك المرض الذي يصيب حوالي مليوني امرأة حول العالم سنويا، وهناك نماذج عديدة في عالم الفن، استطاعت الصمود أمام ذلك المرض، ليكتبن شهادة ميلاد جديدة لهن عنوانها الصبر والإيمان، وأخريات هزمهن المرض واغتال حياتهن وسط الآلام والدموع، نجمات عشن التجربة بأنفسهن وأخريات عاصروها مع أقرب الناس إليهن، ليؤكدن جميعا بعد هذه التجارب أن الكشف المبكر سلاح نستطيع من خلاله محاربة هذا المرض الشرس، وذلك حسب ما نشرت صحيفة "البيان الإماراتية" اليوم.
تجارب مؤلمة
حاربت فاديا طويل المرض منذ أن كان عمرها 32 عاماً، حيث عاود لها 4 مرات متتالية، البداية كانت مع سرطان الثدي ثم العظام ثم الطحال ثم الرئة والكبد، وفي كل مرة كانت تهزمه بالإيمان والصبر، ودفء عائلتها، حيث جعلها المرض تحب اللمّة العائلية أكثر وتكتشف جماليتها.
ريا أبي راشد عاشت لحظات من الألم بعد رحيل والدتها بسبب سرطان الثدي، الأمر الذي جعلها تغير نظرتها للحياة، تقول ريا: سأقوم أنا وشقيقتي وابنة خالتي، بفحوصات للتأكيد ما إذا كان هذا المرض وراثة أم لا، خصوصاً أن خالتي هي الأخرى توفيت بالمرض نفسه، فالاعتناء بالصحة أمر ضروري، فأمي أهملت صحتها بعد معرفتها بإصابتها بالسرطان، الأمر الذي أجده انتحاراً غير مباشر، فهذا المرض يمكننا إيقافه والقضاء عليه إذا اكتشفناه مبكراً، فيجب ألا ننظر إلى السرطان ونقول "بعد الشر"، لابد أن ننظر إليه وإلى خطورته ونحاول تفاديها، مثلما فعلت أنجلينا جولي هذه الفنانة التي أرفع لها القبعة، فقد خضعت لعملية استئصال الثديين، بعدما تأكدت أنها معرضة لتطور مرض سرطان الثدي الذي أصابها وأدى إلى وفاة والدتها.
أصيبت كذلك نور رحال بمرض السرطان في عام 2007. لكنّ اكتشافها للمرض مبكّرا سمح للأطباء بالتحكّم في انتشاره، ما سهّل علاجها كثيرا. إذ لم تخضع إلى جلسات العلاج الكيماوي، وقد عادت إلى الفنّ بعد شفائها.
وحول تجربتها مع المرض أكدت أنها تعلّمت من المرض كيف تتعامل مع الأمور بهدوء، لأنّ الحياة أبسط مما نتخيّل.
الرحيل الدامع
على الجانب الآخر، لم يكتب لبعض النجمات النجاة من سرطان الثدي، ومن ضمن هؤلاء فايزة أحمد التي لازمت الفراش واعتزلت الفن، حتى وفاتها عن عمر 52 عاما، أما ناهد شريف فقد عاشت معاناة مريرة مع المرض استمرت لمدة 5 سنوات، لتفارق بعدها الحياة، مديحة كامل هاجمها المرض وهي في أوج نجاحها، وسافرت إلى لندن وبالفعل استأصلت الورم، ولكن سرعان ما عاد إليها، بعد اعتزالها التمثل وارتدائها الحجاب، حيث كانت تقضي أيامها في المرور على المستشفيات والملاجئ. المطربة المغربية رجاء بلمليح حاولت مقاومة السرطان وتلقت العلاج في فرنسا، وظنت أنها انتصرت عليه، لتستأنف أعمالها الغنائية، ليهاجمها المرض من جديد بعد حدوث مضاعفات سريعة، لتغيب بعدها عن عالمنا.