تتفجر الأوضاع مرةً أخرى في أرض فلسطين، حيث انفجر الغضب الفلسطيني مجدّداً في وجه الاحتلال.
لم يكن هذا الانفجار مفاجئاً ولا مستغرباً، فهذا الشعب المعلّق على الصليب منذ سبعين عاماً، يهبُّ كلَّ عشرة أعوام في ثورات غضب وانتفاضات، ما تهدأ ثورة ويستجمع الشعب قواه ثانيةً حتى تنفجر أخرى، بسبب تراكم الظلم التاريخي واستمرار الاستهانة بوجوده وكرامته.
في فلسطين شعبٌ وجد نفسه ضحيةً، يدفع ثمن سياسات دول كبرى، خرجت من المنطقة وتركت وراءها أوضاعاً وسياسات لا تقيم وزناً للعدل والإنصاف وحقوق الشعوب. جيء بشعب خليط من جنسيات مختلفة، من روسيا وبولندا شمالاً، إلى أثيوبيا جنوباً، لا تجمعهم لغة ولا لسان، لتقام لهم دولةٌ على أنقاض شعب آخر.
كانت بريطانيا صاحبة الوعد المشئوم، وسرعان ما ثار أصحاب الأرض في 1936. وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية أُعلِنت الدولة برعاية من الشرق والغرب، وظل الشعب الفلسطيني يدافع عن وجوده، بتعاطف كبير من الدول والشعوب العربية. وخلال خمسة عقود، شنّ هذا الكيان خمس حروب كبرى، آخرها احتلال نصف لبنان في 1982، وإخراج منظمة التحرير من بيروت، لتتشتت في المنافي. وفي جوٍّ من الإحباط والحصار والانهيار القومي، انطلقت الانتفاضة الأولى (1987)، التي استخدمت الحجارة أداةً لمقاومة المحتل فسُمّيت باسمها، وواجهها العدو بسياسة تكسير الأطراف. لقد كانت انتفاضةً شجاعةً وُوجهت بشكل وحشي بربري.
الانتفاضة الثانية، انفجرت في 2000، واستمرت خمس سنوات، سقط خلالها 4400 شهيد و48 ألف جريح، مقابل حوالي ألف قتيل صهيوني و4500 جريح. كل ذلك بسبب حماقة رئيس وزراء «إسرائيل» آنذاك أرييل شارون، بإصراره على اقتحام باحة الحرم القدسي بحراسة جيشه.
اليوم، يكرّر خَلَفُه بنيامين نتنياهو الجريمة نفسها، بالسماح للمستوطنين باقتحام المسجد، في تحدٍّ لمشاعر المسلمين، من أجل أهداف انتخابية، ولكن تحت دعوى ممارسة حرية العبادة. كان يغازل المستوطنين المتشددين للمزايدة على اليمين المتطرف من أجل مكاسب حزبية ضيقة. وقد سبق أن مُني بإخفاقات كبيرة في سياسته الخارجية، وتدهورت علاقاته مع حليفته الكبرى الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى. وكأيِّ سياسيٍّ فاشل لجأ إلى تأجيج الوضع في الداخل وإثارة الصراعات الدينية، فهي أفضل خشبة نجاةٍ للساسة الفاشلين. وقد شجّع المستوطنين على اقتحام المسجد الشريف رغم معرفته بحساسية الموضوع وما قد يثيره من ردود فعل غاضبة، معوّلاً على ما يمر به العالم العربي من فرقة وفتن وحروب أهلية، ومستثمراً ما يمر به الفلسطينيون من خلافات.
الانتفاضة الجديدة جاءت رداً على كل هذا الحصار والانهيار، فالشعوب العربية منشغلةٌ بأوضاعها وجراحها، ومشاريع الخراب والفوضى التي يجري تنفيذها بأيدي الجماعات التكفيرية المشبوهة.
سبعون عاماً من الضياع والشتات، تعرّض خلالها أصحاب الأرض إلى التهجير من أرضهم، ومن بقي عاش تحت الحصار، في ظل نظام عنصري قمعي قائم على التمييز، استهدف سحق هويتهم الوطنية. ومع الأيام يُمعن الإسرائيلي في إجراءاته واستفزازاته، ويتوسع في السجن الإداري والاستهتار بالمقدسات، انتشاءً بالقوة وقانون الغلبة. وهي سياسةٌ خطرةٌ تُولِّد ردود فعل غير محسوبة تفاجئ حتى امبراطور الإجرام نتنياهو، الذي اعترف أمس بأنه لا يملك عصاً سحرية لمعالجة الأوضاع المتفجرة. وهو ما يفسّر انتشار أسلوب الطعن، للتعبير عمّا بلغه هذا الجيل الفلسطيني المحاصَر، من غضبٍ يختزنه هذا الشعب المعلَّق على الصليب منذ سبعين عاماً، تحت أنظار عالَم ميت الضمير.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4782 - السبت 10 أكتوبر 2015م الموافق 26 ذي الحجة 1436هـ
بإختصار شديد
العرب مبرمجين قبل وضعهم على الكراسي على سلوك ونمط معين تجاه اسرائيل لا يستطيعون تجاوزه وان تجاوزوه سيكلفهم حياتهم وهذا موقع ضمن اتفاقيات الكرسي.
الحركات الاسلامية
أين الحركات الاسلامية المسلحة عن مقدسات والشعب الفلسطيني التي تشن الحروب والدمار ف العراق وسوريا وأفغانستان العار كل العار لتلك القوى التي تقاتل بعيد ع فلسطين.
بوصلة الكفاح والجهاد..
ان لم تستيقظ ضمائر الخونة لتعرف البوصلة والهدف الأساس، فلن تنفع دموع التماسيح ماتذرفه عيونهم.
فهم يستنكرون بخجل واستصغار، كفاهم عاراً، فالموت أولى من ركوب العار ان كانوا حقيقةً يملكون كرامةً كما يدعون.
هم اضعف واصغر وأذل من ان يكونوا أحراراً ورجال، فهناك من سبق الجميع ووصفهم بأشباه الرجال .
وهناك من يمجدهم ويثني عليهم في كل صغيرة وكبيرة طالباً رشفة ذلٍ يرتوي بها عاره.
فالاقلام اقوى من الرصاص ياسيد، ماكتبته اليوم خيرٌ من الف استنكار مطليٌ بالنفاق.
وننتظر باقي الأقلام لتخترق أجساد العار وحماتهم..
يا فلسطين اعذريني
مع كامل حبي وتحياتي للشعب العربي الشقيق في فلسطين. .. واعتذاري لهم من قلة الحيله في مساعدتهم واحساسي للظلم الذي تعرضوا له على مدى قرن من الزمان منذ أن وطأت ارجل الانجليز ارض هذا البلد 1917 م و لن الوم احد من هذا الشعب الشريف بالوقوف بدمه امام جبروت القهر الاسرائيلي.. فانتم وحدكم تقررون ماذا تفعلون ..