حقق الجيش السوري بغطاء جوي روسي أمس السبت (10 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) تقدماً في ريف حماة (وسط) الشمالي في إطار العملية البرية الواسعة التي بدأها منذ أيام، تزامناً مع إعلان موسكو استهداف 55 هدفاً للمتطرفين خلال 24 ساعة.
وفي اليوم الحادي عشر للتدخل الروسي الجوي، سيطر الجيش السوري على قريتي أم حارتين وعطشان وتل سكيك في ريف حماة الشمالي.
وقال مصدر عسكري سوري لوكالة «فرانس برس» إن «الجيش السوري يسيطر على تل سكيك الاستراتيجي في ريف حماة الشمالي تحت تغطية ضربات سلاح الجو الروسي».
ومن شأن سيطرة الجيش السوري على تل سكيك أن تفتح الطريق أمامه إلى خان شيخون جنوب محافظة إدلب (شمال غرب)، والتي تسيطر عليها فصائل اسلامية منذ مايو/ أيار 2014 وتقع على الطريق الدولية بين دمشق وحلب.
وفي وقت سابق، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان سيطرة الجيش السوري على قرية عطشان في ريف حماة الشمالي وقرية أم حارتين إلى الشرق منها إثر معارك عنيفة مع فصائل متطرفة بينها «جبهة النصرة».
واكد التلفزيون الرسمي السوري نقلاً عن مصدر عسكري «إحكام السيطرة على عطشان».
وفي إطار العملية البرية ذاتها، تتواصل المعارك العنيفة للسيطرة على التلال في ريف اللاذقية (غرب) الشمالي بين الجيش السوري وحزب الله من جهة و»جيش الفتح» وهو تحالف لفصائل إسلامية تضم «جبهة النصرة» من جهة أخرى.
وبحسب المرصد «تقدمت قوات النظام في منطقة كفردلبة وسيطرت على نقاط فيها في الريف الشمالي الشرقي للاذقية»، مشيراً إلى أن «الاشتباكات ترافقت خلال الساعات الماضية مع قصف مكثف للطائرات الحربية الروسية على عدة مناطق في ريفي اللاذقية الشمالي والشمالي الشرقي».
وتزامنت الاشتباكات السبت مع إعلان موسكو أن طائراتها «ضربت 55 هدفاً لتنظيم (داعش) في سورية»، مشيرة إلى أنها دمرت أيضاً 29 معسكراً لتدريب «الإرهابيين» و23 موقعاً دفاعياً ومركزي قيادة ومخزناً للذخيرة.
ووفق وزارة الدفاع الروسية فإن الغارات استهدفت محافظات دمشق وحلب وحماة وإدلب والرقة (وسط).
وفي ريف حلب الشمالي، شنت فصائل مقاتلة ليل الجمعة - السبت هجوماً مضاداً على تنظيم «داعش» لاستعادة بلدات خسرتها خلال اليومين الماضيين فيما تستمر الاشتباكات بين الطرفين في تلك المنطقة من شمال سورية.
ونقل المرصد السوري السبت سيطرة تنظيم «داعش» مجدداً على بلدة تل سوسين التي كانت حركة «أحرار الشام» استعادتها منه ليلاً.
من جهته، نقل التلفزيون الرسمي السوري أمس أن طائرتين من قوات التحالف بقيادة واشنطن «دمرتا محطتي كهرباء في منطقة الرضوانية السكنية شرق مدينة حلب، ما أدى الى انقطاع التيار الكهربائي».
سياسياً، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية الجمعة أن موسكو وواشنطن على استعداد لاستئناف مباحثاتهما تفادياً لأي احتكاك جوي في الأجواء السورية حيث تنفذ الدولتان غارات منفصلة.
وقال المتحدث باسم «البنتاغون» بيتر كوك إن «وزارة الدفاع (الأميركية) تلقت رداً رسمياً من وزارة الدفاع الروسية بشأن اقتراح لضمان أمن العمليات الجوية في سورية»، مشيراً إلى أن المفاوضات قد تبدأ الأسبوع الجاري.
وفي تطور آخر، أعلن «البنتاغون» أن الولايات المتحدة وروسيا أحرزتا «تقدماً» خلال محادثاتهما السبت الهادفة لتجنب حوادث بينهما في المجال الجوي السوري الذي أصبح مكتظا بحركة الطيران.
وأعلن الناطق باسم «البنتاغون» بيتر كوك في بيان أن المحادثات «كانت مهنية وركزت على تطبيق إجراءات سلامة محددة».
وأضاف «لقد تم إحراز تقدم خلال المحادثات ووافقت الولايات المتحدة على محادثات أخرى مع روسيا في المستقبل القريب».
وأشار كوك إلى أن المحادثات عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة استغرقت حوالى 90 دقيقة.
ولم يعط تفاصيل إضافية عن المحادثات باستثناء قوله إنها جرت بين مسئولين أميركيين في مجال الدفاع ونظرائهم في موسكو وركزت على «الخطوات التي يمكن أن تتخذها» طائرات روسيا والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة «حرصاً على سلامة عمليات الطيران فوق سورية».
العدد 4782 - السبت 10 أكتوبر 2015م الموافق 26 ذي الحجة 1436هـ