يشيع الفلسطينيون اليوم السبت (10 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) القتلى الذين سقطوا بنيران اسرائيلية في اجواء من التوتر الشديد غداة يوم دام في دوامة العنف الجديدة.
وتلوح في الافق بوادر تصعيد خصوصا وان المواجهات اتسعت الجمعة الى قطاع غزة الذي شهد ثلاث حروب مع اسرائيل خلال ست سنوات.
والتصعيد قد يستمر مع تشييع ثلاثة فلسطينيين، اثنان في الخليل بالضفة الغربية وثالث في مخيم شعفاط للاجئين في القدس الشرقية المحتلة.
كما سيدفن اربعة فلسطينيين في قطاع غزة.
وقتل احمد جمال صلاح قالي (22 عاما) برصاص القوات الاسرائيلية خلال صدامات في مخيم شعفاط مساء الجمعة، وهو ثاني فلسطيني يقتل في هذا المخيم خلال اقل من 48 ساعة.
ومنذ الاول من تشرين الاول/اكتوبر تاريخ مقتل مستوطنين في الضفة الغربية، ادت اعمال العنف الى مقتل اربعة اسرائيليين و17 فلسطينيا بينهم ستة مهاجمين مفترضين.
وصباح السبت وقع هجوم بالسلاح الابيض هو ال13 خلال ثمانية ايام ضد اسرائيليين او يهود.
وقالت الشرطة ان يهوديين متدينين اصيبا بجروح طفيفة في القدس في حين قتل المنفذ وهو فلسطيني في السادسة عشرة من عمره.
ومساء ارتفعت حصيلة اخطر صدامات بين اسرائيل وقطاع غزة منذ الحرب الدامية في صيف 2014.
وقتل سبعة فلسطينيين برصاص الجيش الاسرائيلي خلال مواجهات على الحدود الفاصلة بين القطاع واسرائيل وفق حصيلة جديدة لفرق الاغاثة المحلية. واصيب 145 فلسطينيا بجروح.
وهذه الاحداث تطرح تساؤلات حول رد من قطاع غزة وخصوصا من حركة حماس التي تسيطر على هذه المنطقة.
واعلن الجيش الاسرائيلي ان صاروخا اطلق من قطاع غزة سقط ليلا في منطقة غير مأهولة جنوب اسرائيل دون التسبب في اصابات.
ولم ترد اسرائيل على الفور ما يدل على ان هناك نية في عدم التصعيد.
ولم تتبن اي جهة مسؤولية اطلاق الصاروخ ولم يعرف ما اذا كانت حركة حماس مسؤولة عن ذلك او فصيل آخر في القطاع.
ويرى الخبراء انه ليس من مصلحة حماس تأجيج حدة التوتر لانها تسعى الى اعادة تنظيم صفوفها بعد حرب صيف 2014، لكن لا يمكنها ان تبقى على هامش احداث الضفة الغربية.
ويبدو ان الضفة الغربية والقدس الشرقية تشهدان توترات قد تفضي الى اندلاع انتفاضة ثالثة مثل انتفاضتي عامي 1987 و2000 اللتين اوقعتا الاف القتلى.
ويرى المحللون ان الاوضاع لم تصل بعد الى هذا الحد لكنهم يحذرون من مخاطر وقوع حادث خطير يشعل فتيل الازمة.
ودعا نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة اسماعيل هنية الى تصعيد "الانتفاضة" الجارية بعد صلاة الجمعة قبل ان يتوجه مئات الشبان الى الحدود للتظاهر تضامنا مع الضفة الغربية والقدس وقاموا برشق الجنود الاسرائيليين في الجهة المقابلة بالحجارة.
ورد الجيش الاسرائيلي باطلاق النار فكانت الحصيلة مقتل سبعة فلسطينيين واصابة 145 اخرين معظمهم من الشباب.
وقال ناطق باسم الجيش الاسرائيلي لوكالة فرانس برس ان "حوالى مئتي فلسطيني اقتربوا من السياج الامني وهم يرشقون السياج وقوات الامن الاسرائيلية بالحجارة والاطارات المشتعلة".
واضاف ان "القوات ردت باطلاق النار على المحرضين الرئيسيين لمنعهم من التقدم وتفريق المشاغبين".
ومحمد هشام الرقب (15 عاما) واحمد عبد الرحمن الهرباوي وشادي حسام دولة وعبد الوحيدي وعدنان موسى ابو عليان ونبيل شرف (20 عاما) وجهاد العبيد (22 عاما) هم اول شبان من غزة يقتلون منذ الاول من الجاري واندلاع اعمال العنف بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
ودفن ثلاثة منهم ليلا على ان يدفن الاخرون اليوم السبت.
وفي الضفة الغربية، اعتقل الجيش الاسرائيلي خلال الايام العشرة الماضية حوالي 400 فلسطيني حسب ما افاد نادي الاسير الفلسطيني السبت.
وقالت متحدثة باسم النادي ان "ما رصده النادي منذ بداية الشهر الحالي، حتى صباح اليوم السبت، حوالي 400 اسير على خلفية الاحداث الدائرة في الاراضي الفلسطينية، ومن بينهم حوالي مئة شاب من مدينة القدس وضواحيها".
وحسب نادي الاسير فان نصف المعتقلين تتراوح اعمارهم ما بين 14 الى 20 عاما.
من جهة اخرى اعلن امين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات السبت ان وفدا من اللجنة الرباعية الدولية سيصل الى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاربعاء المقبل لبحث التصعيد الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية.
وقال عريقات لوكالة فرانس برس "سيصل وفد من اللجنة الرباعية الدولية على مستوى المندوبين لكل من الامم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الى رام الله للقاء الرئيس محمود عباس كما سألتقي معهم لبحث التصعيد الاسرائيلي المتواصل ضد شعبنا في عموم الاراضي الفلسطينية".