قال الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أمس (الجمعة) إنه سيعقد اجتماعاً غير عادي للجنته التنفيذية في 20 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وجاء الإعلان بعد مرور يوم على إيقاف رئيس الفيفا سيب بلاتر ورئيس الاتحاد الأوروبي للعبة ميشيل بلاتيني لمدة 90 يوماً من قبل لجنة القيم. ولم يكن من المقرر أن تجتمع اللجنة التنفيذية للفيفا حتى ديسمبر/ كانون الأول.
زيوريخ - أ ف ب
بعد أن دخل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في الفوضى الشاملة مع إيقاف رئيسه السويسري جوزف بلاتر ورئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني مؤقتًا لمدة 90 يومًا، تطرح عدة أسئلة حول المستقبل، أبرزها موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في فبراير/ شباط المقبل، ومن بإمكانه تنظيف السلطة الكروية العليا من الفساد المتجذر فيها؟
«كلاَّ، لا يوجد هناك أي سبب لتأجيلها»، هذا ما قاله المستشار السابق للفيفا وأحد الشخصيات الفاعلة سابقًا في السلطة الكروية العليا غيدو تونيوني، بشأن انتخابات رئيس جديد للفيفا في (26 فبراير المقبل)، فيما رأى القانوني السويسري مارك بييث في حديث مع وكالة «فرانس برس» انه «ليس من الضروري تأجيل الانتخابات، بل يجب انتخاب رئيس مؤقت لمدة سنتين من أجل تولي هذا المنصب».
وسيتولى رئيس الاتحاد الإفريقي ونائب رئيس الفيفا الكاميروني عيسى حياتو مهمة الرئيس بالوكالة حتى موعد انتخاب رئيس جديد في الجمعية العمومية المقررة في (26 فبراير 2016).
ويبدو أن حياتو نفسه غير واثق بإمكانية انتخاب رئيس في الموعد المحدد للجمعية العمومية الاستثنائية، وهو قال لراديو فرنسا الدولي «ار اف اي»: «كل شيء مرتبط بلجنة الإصلاحات التي ستجتمع قريبا. إذا كانت الفترة الزمنية قصيرة (من أجل تحقيق الإصلاحات اللازمة قبل الانتخابات) فيجب أن يتقدموا باقتراحات. إذا ارتأت أن المهلة الزمنية قصيرة، فهي تملك صلاحية القول - لم نحصل على الوقت الكافي لتحقيق الإصلاحات، وعلى الأرجح إن هناك حاجة للتمديد -».
ومع إيقاف بلاتر وبلاتيني الذي كان ينظر له كأبرز المرشحين لخلافة السويسري، يبدو أن هيكل الفيفا بدأ ينهار على أبرز رموزه بسبب تهم الفساد والرشا، وآخرها الدفع غير المشروع لمبلغ مليوني فرنك سويسري حصل عليها بلاتيني من الفيفا العام 2011.
وقد استمع القضاء السويسري إلى بلاتر كمتهم وبلاتيني كشاهد أواخر الشهر الماضي في هذه القضية ثم توصلت لجنة الأخلاقيات المستقلة في الفيفا إلى قرار إيقاف الرجلين مؤقتاً لمدة 90 يومًا عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم على الصعيدين المحلي والدولي. كما قررت اللجنة إيقاف المرشح لرئاسة الفيفا الكوري الجنوبي مونغ - جوون تشونغ 6 سنوات، والأمين العام السابق للفيفا الفرنسي جيروم فالكه لمدة 90 يوماً أيضاً.
ويتواصل بالتالي مسلسل فضائح الفساد الذي يزلزل الفيفا منذ أواخر مايو/ أيار الماضي بعد أن ألقت السلطات السويسرية بناء على طلب القضاء الأميركي القبض على عدد من المسئولين واتهمت مسئولين آخرين من أعضاء حاليين وسابقين في الفيفا وشركاء في شركات للتسويق الرياضي بتهم الفساد وتبييض الأموال.
وتشتبه وزارة العدل السويسرية في أن بلاتر وقع «عقدًا (لمنح حقوق نقل مونديالي 2010 و2014) ليس في مصلحة الفيفا» مع الاتحاد الكاريبي للعبة عندما كان الترينيدادي جاك وارنر رئيساً له». وبالنسبة إلى المدعي العام السويسري هناك أيضًا «شك خلال تنفيذ الاتفاق بأن يكون بلاتر تصرف بطريقة لا تخدم مصالح الفيفا، منتهكًا بذلك واجباته الإدارية».
وبشأن بلاتيني، ففي حين أن لجنة الأخلاق اعتبرت ترشيحه لرئاسة الاتحاد الدولي لم يبطل تلقائيّاً على رغم إيقافه مؤقتًا إذ قال الناطق باسمها اندرياس بانتل: «إن هذه المسألة (ترشيح بلاتيني) ليست من مهمة لجنة الأخلاق بل من صلاحيات لجنة الانتخابات في الفيفا المعنية دراسة صلاحية الترشيح»، فإن سمعة النجم الفرنسي السابق باتت على المحك، وأن خلافة بلاتر تحولت إلى كابوس بعد أن كان ينظر إليه كأبرز المرشحين للمنصب.
المرشح المرتقب
وفي ظل الوضع المحرج لبلاتيني وإيقاف تشونغ لستة أعوام لاتهامه بأنه حاول في نهاية 2010 ترجيح كفة التصويت لمصلحة بلاده في حملة استضافة كأس العالم 2022، يطرح السؤال بشأن المرشحين المحتملين لخلافة بلاتر.
وقد تقدم حتى الآن إلى المنصب الأمير الأردني علي بن الحسين الذي كان منافس بلاتر الوحيد في انتخابات مايو/ أيار الماضي، والنجم البرازيلي السابق زيكو ورئيس الاتحاد الليبيري موسى بيليتي، إضافة إلى اللاعب الدولي الترينيدادي السابق دافيد ناكيد.
ومن المحتمل أن يكون هناك أيضًا الجنوب إفريقي طوكيو سيكسويل الذي عين مؤخرا رئيس لجنة الفيفا لمراقبة الوضع الكروي بين الكيان الصهيوني وفلسطين.
وقد أعرب أسطورة كرة القدم الألمانية «القيصر» فرانتس بكنباور منذ أيام عن دعمه للمناضل سيكسويل كمرشح محتمل للرئاسة، مشيرا إلى أن بإمكان رجل الأعمال والمعتقل السياسي السابق الاعتماد على دعم الاتحاد الألماني.
الرئيس الجديد حياتو
وفي ظل إيقاف بلاتر تتجه الأنظار إلى حياتو من أجل إدارة السلطة الكروية العليا في هذه الفترة الحرجة، لكن الوضع الصحي لرئيس الاتحاد الإفريقي غير مطمئن وهو مازال في بلاده حتى الآن من أجل الخضوع لغسل الكلى بحسب ما كشف لراديو فرنسا الدولي، وهذه العملية تجرى عادة للأشخاص الذين يعانون من فشل كلوي.
ويبقى معرفة موقف رؤساء الاتحادات الـ54 المنضوية تحت لواء الاتحاد الأوروبي في الاجتماع الذي حدد الخميس المقبل بمقر الأخير في مدينة نيون السويسرية من أجل التطرق إلى الأزمة الحالية.
ويأتي الاجتماع بناء على اقتراح رئيس الاتحاد الألماني نايرسباخ، فيما كان الاتحاد الانجليزي أعلن أنه سيكون «هناك اجتماع للاتحادات الأوروبية الـ54 الأسبوع المقبل» للتطرق إلى الوضع الراهن لكرة القدم العالمية.
وبحسب قوانين الاتحاد الأوروبي، سيكلف «النائب الأول للرئيس» بمهام الرئاسة والأمر يتعلق بالاسباني انخل ميغل فيار لونا (65 عاماً)، وهو لاعب سابق في صفوف اتلتيك بلباو وعضو اللجنة التنفيذية منذ العام 1992.
العدد 4781 - الجمعة 09 أكتوبر 2015م الموافق 25 ذي الحجة 1436هـ