أصابت الخسارة الثقيلة التي تعرض لها منتخبنا الأول لكرة القدم في عقر داره أمام نظيره الأوزبكي برباعية نظيفة أمس الأول في الجولة الرابعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة الى كأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019 ، الشارع الرياضي البحريني بالصدمة والأحباط جراء السقوط الذريع للمنتخب الأحمر وسط أرضه وجمهوره.

ووضعت هذه الخسارة الآمال البحرينية في التأهل ببطاقتي التأهل عن المجموعة الثامنة شبه مستحيلة بعدما ظل في المركز الرابع في المجموعة برصيد «3 نقاط من 4 مباريات» خلف الفلبين الثالث «7 نقاط» وأوزبكستان «9 نقاط» وكوريا الشمالية «10 نقاط»، وذلك في موقف صعب وهو الأسوأ للمنتخب البحريني في التصفيات الآسيوية منذ عشر سنوات كان خلالها عنصراً ثابتاً في التأهل إلى النهائيات الآسيوية وكذلك متأهل إلى المرحلة النهائية من التصفيات الآسيوية المونديالية.

ولم يكن أشد المتشائمين بالمنتخب البحريني أن يكون سقوطه بهذه الصورة المذلة وسط أرضه وجمهوره وأمام الفريق الأوزبكي الذي كان كعب الأحمر عليه عالياً في المواجهات السابقة، لكن ماحصل كان أشبه بالأنهيار البحريني في الشوط الثاني الذي شهد تسجيل الأهداف الأوزبكية الأربعة وسط ضياع وذهول البحرينيين ومدربهم الأرجنتيني باتيستا.

ووسط حال الغضب في الشارع البحريني توزعت الانتقادات والاتهامات مابين مسئولي أتحاد الكرة التي طالتهم الانتقادات بسبب حال التخبط والعشوائية التي يعيشها الوضع الكروي المحلي، وبين مسئولية المدرب باتيستا الذي ارتكب أخطاءً فنية ولم يحسن توظيف بعض لاعبي المنتخب وعدم ظهور بصماته بعد مرور أربعة أشهر من بدء مهمته، واللاعبين أنفسهم الذين وجهت لهم انتقادات بأنهم لعبوا دون روح وحماس ورغبة ووقعوا في أخطاء ساذجة.

باتيستا يدفع ثمن برنامجه!

ولعل اللافت وسط حال الغضب بحثاً عن أسباب ماحصل هو ما اعترف به باتيستا بعد الخسارة أن المنتخب يعاني بسبب تأخر انطلاقة الدوري المحلي وعدم بدايته حتى الآن وهو ما يشكل صعوبة في الجاهزية البدنية والفنية للاعبي المنتخب لأن الاعتماد فقط على تدريبات المنتخب وهذه مسئولية يتحملها أطراف اللعبة في البحرين.

وهنا نتوقف للتوضيح بأن هذه المشكلة يعتبر باتيستا طرفاً أساسياً فيها لأنها جاءت من خلال برنامج الإعداد الذي وضعه بعد توليه المهمة وفرض فيها الرزنامة مع اتحاد الكرة والذي استجاب إلى متطلبات باتيستا في تحديد موعد بدء الدوري إلى نهاية الشهر الحالي وبالتالي افتقد لاعبو المنتخب إلى حساسية ولياقة المباريات الرسمية والتي زادها سوءاً عدم خوض المنتخب مباريات ودية مع منتخبات منذ بدء الإعداد في أغسطس/ آب الماضي في معسكر تركيا ورفض ملاقاة منتخب الكويت وغيرها، ليأتي اليوم باتيستا ليعترف بخطأ الوضع الذي تم وضعه في برنامج إعداد وتحضير المنتخب لهذه التصفيات إذ يعتبر منتخبنا الوحيد الذي يشارك دون أن يخوض لاعبوه مباريات رسمية في الدوري المحلي على رغم ضعف مستوى الدوري.

«يا لاعب بورق خسران»!

وعلى رغم ذلك والأخطاء الفنية إلاّ أنه من الصعب والظلم اختزال المشكلة في «سلة باتيستا» وحده بل إن ما يحصل هو كشف لواقع مرير تعيشه الكرة البحرينية ويتضح ملامحها من خلال تواضع وتراجع مستوى ونتائج المنتخب الأول منذ عام 2010، وعجز اتحاد الكرة عن تصحيح المسار في الكثير من الأمور المتعلقة بواقع المسابقات المحلية أو المنتخبات وعدم القدرة على تنفيذ الأفكار التصحيحية والسير وفق تخبطات إدارية وفنية جعلت المنتخب أشبه بـ «كرة» تتقاذفها حال عدم استقرار من خلال حشد من المدربين الوطنيين والعرب والأجانب الذين تناوبوا عليه وكأن المشكلة تكمن في المدرب فقط، دون العمل على إصلاح الأخطاء الجذرية لوضعنا الكروي الممتد من الأندية إلى المنتخبات ولايتحمل مسئوليته اتحاد الكرة وحده بل أطرافاً عدة!

إن المنتخب الكروي وصل اليوم إلى مرحلة صعبة يصعب تحديد مسارها المقبل في ظل غياب الرؤية والقادرين على تصحيح المسار ومعالجة المشكلات، وبات من الصعب الرهان على المنتخب الحالي في تحقيق الطموحات المنشودة على رغم أن العاطفة تدفعنا بين تارة وأخرى للتمني بأن يحقق المنتخب شيئاً حتى يصدمنا ويخذلنا، وأصبح من يراهن على المنتخب تنطبق عليه كلمات أغنية للفنان العراقي المعروف ماجد المهندس «يالاعب بورق خسران»!