العدد 4781 - الجمعة 09 أكتوبر 2015م الموافق 25 ذي الحجة 1436هـ

اللحوم... وردَّة الفعل الطبيعية

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بعيداً عن السياسة، وفي خضمّ تطورات الأزمة المالية، أصبحت قضية رفع الدعم عن اللحوم الحمراء والبيضاء الشغل الشاغل للمواطنين وحتى المقيمين، حتى ارتفعت الأصوات بمقاطعة اللحوم، سواء كان ذلك من قبل القصابين الواقعين بين الأمرّين، بين رفع الأسعار التي تجاوزت ثلاثة دنانير للكيلوغرام الواحد، وبين المستهلكين من المواطنين والمقيمين العاجزين فعليّاً عن توفير ذلك المبلغ لسد حاجتهم من اللحوم، لذلك أُجبروا قسراً على مقاطعة اللحوم وشرائها بأسعارها الجديدة.

القصابون هم الآخرون رأوا أنفسهم مجبرين على الامتناع عن شراء الذبائح من شركة «البحرين للمواشي» حتى لا يتعرضون للخسائر المالية الكبيرة في ظل عزوف المواطنين والمقيمين عن شراء اللحوم.

خلال سبعة أيام انشغل الناس وكذلك الصحافة بحركة سوقي المنامة والمحرق المركزيين، كونهما ثقلي ومركزي بيع اللحوم الرئيسيين في البحرين حتى بلغت حالة البيع في السوقين في بعض الأيام مستوى الصفر.

خلال الأيام السبعة سرت شائعات كثيرة، كان أهمها تهديد قصابي المحرق بفقدان «فرشهم» في حال استمروا على موقفهم المتصلب بالامتناع عن شراء الذبائح وبيعها، فيما نشرت صحيفة محلية يوم الأربعاء (7 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) على صدر صفحتها الأولى اتهامات بتهديد قصابي سوق اللحم المركزي بالمنامة يفيد بإغلاق محلاتهم وسحب سجلاتهم حال استمر «إضرابهم» عن العمل، وذلك على حد زعم الصحيفة.

دائرة العزوف والامتناع عن شراء اللحوم تتوسع، وهو أمر متوقع، ولا يمكن أن يلام فيه أحد، سواء كان ذلك من قبل المواطنين والمقيمين أو القصابين أو حتى المطاعم التي عزفت هي الأخرى عن شراء اللحوم أو بيعها تفادياً لرفع أسعارها بشكل مبالغ فيه مع عزوف زبائنها عن شراء الأغذية التي يشكل اللحم مكوناً أساسيّاً فيها.

ردة الفعل طبيعية ومتوقعة جدّاً، وقد تطول كثيراً، وقد تخلق حالة جديدة في السوق البحريني، تجعل من اللحوم سلعة غير رئيسية أو أساسية لدى المواطنين والمقيمين؛ نظراً إلى ارتفاع أسعارها لثلاثة أضعاف ما كانت عليه، (من دينار إلى أكثر من ثلاثة دنانير)، وهو ما لا يستطيع المواطن العادي تحمله.

الكثير من المطاعم استوعبت الدرس، فلم ترفع الأسعار ولم تصطدم مع زبائنها، وفضلت إرضاءهم أو الانسياق مع توجهاتهم، وعزفت عن بيع اللحوم الحمراء، وركزت مبيعاتها على اللحوم البيضاء (الدجاج) وغيرها من السلع التي حافظت على استقرار أسعارها.

لا مجال لأن ينزعج أحد من ردة فعل المواطنين والمقيمين وكذلك القصابين وأصحاب المطاعم، فهي ردة فعل طبيعية ومتوقعة، ويجب أن تكون مدروسة حتى من قبل شركة «البحرين للمواشي»، فارتفاع الأسعار بالشكل الحالي سيؤدي بشكل طبيعي إلى تقليص حجم مبيعاتها عن السابق، فما كان يباع بدينار بالتأكيد لن يلقى الإقبال بعد أن يصل سعره إلى ثلاثة دنانير.

حتى الجهات الرسمية، يجب ألا تنزعج من ذلك، ويجب أن تؤمن بأن تحرير السوق، وتحرير الأسعار سيلاقيه رد فعل واسع من قبل المستهلكين، سواء كان ذلك مؤقتاً أو دائماً، وهو ما يعرف بتغير الأنماط السلوكية للمستهلكين.

شركة «البحرين للمواشي» تتحدث عن «تردد المستهلك» في الأيام الأولى، عازية ذلك إلى وجود كميات من اللحوم لديهم بعد تخزينها، وأنه بعد نفادها سيعود المستهلك للإقبال على اللحوم، وهي نظرة «متفائلة» جدّاً، لا تقرأ الواقع المعيشي للمواطن البحريني الذي هو فعلاً سيخفض من كمية استهلاكه للحوم الحمراء المعتاد عليها، إن لم يعزف عنها نهائيّاً، وان الأرقام التي صدرت عن الشركة تؤكد تراجع مبيعاتها بنسبة 95 في المئة ومن 2000 رأس يوميّاً إلى 95 رأساً فقط.

كما تطلب الجهات الرسمية من المواطن والمقيم تقبل المتغيرات الحالية والتأقلم معها، فإن المواطنين، وبينهم القصابون وأصحاب المطاعم، أيضاً يطالبون تلك الجهات بتفهم خياراتهم وعزوفهم أو امتناعهم أو حتى مقاطعتهم بيع أو شراء اللحوم الحمراء، وإن صح الحديث عن وجود تهديد لأي طرف فهو أمر مرفوض ويخالف سياسات تحرير الأسواق، والقبول بالمتغيرات.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4781 - الجمعة 09 أكتوبر 2015م الموافق 25 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 27 | 5:23 م

      احم احم

      انا من الاساس ما اشوف دعم واشوف ان الدولة عندما تتكلم الدعم او يتكلم النواب عن مكتسبات اشوف انهم يسخرون من المواطن ؟
      انا اشوف ان اللي اتقدمه الدولة للمواطن ما ايزيد عن عشرة دينار المواطن لا يشرب بنزين ولا ديزل والطحين والرز والشكر وعند دعمهم فهو ما راح يتجاوز عشرين او 25 دولار ؟
      زيدوا التصاريح واعطوا تسهيلات وقروض راح ينزل السعر
      واذا زادت

    • زائر 26 | 1:14 م

      اشتدي يا أزمه تنفرجي

      ان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا

    • زائر 25 | 7:38 ص

      احسن شي المقاطعة

      من غير المحبذ ان يكثر المرء من اكل اللحم لانه يجلب قسوة القلب ....و يكره ان لا ياكل اللحم اكثر من 40 يوما
      علينا ان نغير نمط غذائنا لانه السبيل للرشاقة و الصحة وانخفاض الكولسترول ...و نستبدلها باطعمة نباتية مع اكل اللحم بعض الاحيان ...!

    • زائر 24 | 7:38 ص

      صفعة بصفعة

      صفعوا الناس بخمس دينار وصفعونا باسعار نار وصفعتنا لعم خله يخيس الا بعد زيادة التعويض دبل

    • زائر 23 | 7:19 ص

      الوفاء

      احسن من المقاطعة لا يوجد سبيل ياشعب الوفاء ياشعب البحرين والكل يقول لانريد لحم نريد الكرامة للموطن ياحكومة واين انتم عن المواطن يانواب السلام وعليكم السلام

    • زائر 21 | 7:05 ص

      اللحم

      اسعار السمك نار محد تكلم ولا نطق والناس تشتري اصلا كثرة اكل اللحوم غير صحي ليش مغربلين روحكم

    • زائر 20 | 6:07 ص

      اين الصواب يانواب

      يجب ان يكون التغير الجدري... وليس فى دعم اللحوم فقط ولاكن على اساس الموساوة بين الجميع وامابنسبة لدعم اللحوم السعر غير معقول فى ارتفاع السعر بهذة الصورة الكبيرة واين اصحاب السعادة مجلس النواب عن المواطن ؟؟؟ وبارك اللة فيك يااستاذ هاني ولد الفردان

    • زائر 18 | 3:26 ص

      الناس ما قاطعة وانما امتنعت لأرتفاع السعر

      كم تكلف سعر الدبيحة في بلاد المصدر حتي تصل الينا

    • زائر 16 | 2:21 ص

      المقاطعة القوية

      الحكومة تخشى استمرار المقاطعة وعزوف الناس عن اللحوم هذه الخشية ستؤثر على الاقتصاد بشكل غير مباشر

    • زائر 15 | 2:19 ص

      مقال رائع

      عذا المقال يتميز بالهدوء في الطرح، ولذلك فهو رائع

    • زائر 14 | 2:14 ص

      هلا هلا!

      في البدء.كان الهدف ولا زال هو اعادة توجيه الدعم بسكل منصف ومقبول سواءا للمواطن او للشركة او للحكومة . الآن ومع تجمع الخبرات حول سوء أداء وجشع العقل الاستثماري في الشركة فيجب ان يكون الهدف هو إعادة الاعتبار للمواطن باعتباره الطرف المعني بإعادة توجيه الدعم وعدم المس به او بكرامته وهذا لا يكون الا بحل واحد .من جهتي كمواطن لن اقبل ان يتنعم فلان او فلان من ملاك الشركة بالخير والرفاهية من على حساب ظهري. وسأقاطع من أجل ان "تكسر"هذه الشركة الجشعة وينتهي وجودها من السوق نهائيا.

    • زائر 13 | 2:12 ص

      رب ضارة نافعة ..

      بعد أن كنا من آكلي لحوم البقر قد نتحول إلى شعب نباتي بامتياز وتبدو عليه سمة الرشاقة وتختفي الكروش المزعجة دون الحاجة إلى وسائل الرياضة التي أودت بحياة عدد من المواطنين .

    • زائر 12 | 2:08 ص

      لا

      لايمكن للمواطن ان يتحمل فشل الحكومه. وقلنا من زمان ضعوالرجل المناسب في المكان المناسب فأصحاب الكراسي ليس كلهم جهابده ودكاتره بل هم وضعو بالمحسوبيه.

    • زائر 11 | 12:41 ص

      أستاذ هاني : نريد منك لفتة لأصحاب المطاعم

      تحدثت مع احد اصحاب المطاعم وقد رأيت الحيرة على وجهه فلا هو يستطيع ان يرفع سعر المنتج ولا هو يستطيع الاستمرار في فتح المطعم وهو يتحمّل الخسارة بهذه الطريقة .
      ان اصحاب المطاعم سوف يضطرون لغلق محلاتهم ان عاجلا او آجلا اذا لم يتم تدارك الموضوع

    • زائر 10 | 12:35 ص

      المطاعم سوف تغلق كلها اذا لم== يا جماعة تعقّلوا

      كيف يطالب المطاعم بعدم رفع سعر منتجاتها التي تعتمد على اللحم في حين ارتفع سعر كيلو اللحم ثلاث مرات ونصف.
      انظروا لحال هذه الفئة من المجتمع اصحاب المطاعم فهم في حالة حيرة بين رفع السعر او غلق المطاعم

    • زائر 17 زائر 10 | 2:46 ص

      لما يكون لحم محلي

      هؤلاء اساسا يستخدمون لحم غير مدعوم منذ سنوات .. فلماذا يرفعون السعر .. اي تعقل انت بعد !!

    • زائر 19 زائر 10 | 6:02 ص

      ومن قال

      أخي الكريم.المطاعم 95% منها كانت تقدم لحم الجاموس الهندي المثلج وحتى الشوارمه فهل كانت هذه اللحوم مدعومة؟ ؟حتى يقوموا الآن برفع سعرها انها فرصة ذهبية لأصحاب هذه المطاعم للاثراء على حساب المستهلك. ولكن حسنا فعلت إدارة حماية المستهلك بمراقبة اسعارهم. .وإغلاق من انتهزها فرصة ليرفع الأسعار.

    • زائر 9 | 12:07 ص

      نعم

      المطاعم لم ترفع اسعارها ولكنك عندما تذهب للمطاعم فستلاحظ بأن صحن المشويات مثلا قلت فيه الوجبة المقدمة

    • زائر 8 | 12:07 ص

      الناس مسلطون على أموالهم

      القاعدة الفقهية تقول " أن الناس مسلطون على أموالهم و أنفسهم" فنحن من سيدفع و اذا كانت الاسعار لا تعجبنا لن ندفع و لتنزعج الجهات المسؤولة و نحن براحتنا

    • زائر 7 | 12:04 ص

      الحكومة ما يهمها نوع او حجم ردة الفعل

      أصلا الحكومة متى كان الشعب على رأس أولوياتها الإيجابية؟ فقط في النقاط السلبية يتم تقديم المواطن على باقي الاولويات، ورفع الدعم اكبر دليل.
      اللي يقهر الحكومة هو وجود فاسم مشترك يوحد كلمة الشارع على موضوع واحد، وهذا ما لا تريده.

    • زائر 6 | 12:03 ص

      هل التهديد قانوني ؟؟؟!!!

      ثم هل التهديد بسحب الرخص التجارية للفرشات قانوني ؟؟!!! أم هو رد فعل بائس

    • زائر 5 | 11:55 م

      الأزمة ... أزمة مسؤولون!؟

      تدل تصريحات المسؤولون في الفترة الماضية على ضحالة تفكيرهم و عدم أهليتهم لهذه المناصب، و ذلك لأنهم كانوا يركزون على معالجة الأزمة الأقتصادية بالتقشف و التضييق على المواطنيين،و لم نسمع مسؤول واحد يتكلم عن عمل دراسة توضح أسباب الأزمة ثم حلها، و التي هي واضحة وضوح الشمس لمن يريد أن يحل هذه الأزمة بتوجية الميزانية من وزارة الداخلية عن طريق حل الأزمة التي تمر بها البلاد بفتح حوار جدي مع المعارضة، بالأضافة إلى تنويع مصادر الدخل عوضاً عن الاعتماد على النفط فقط و الاهتمام بمورد الإنسان.....

    • زائر 22 زائر 5 | 7:14 ص

      الحم

      وين دور البرلمانيين ولا واحد تكلم الكل

    • زائر 4 | 11:03 م

      للتوضيح

      الهنود والبنغاليه عندما استبدلوا اللحوم المذبوحه محليا بأخرى هنديه مكفنه واعتقد انها من لحوم الجواميس وكذلك الشوارما .. صغروا حجم قطعة اللحم وانقصوا عددها وازالوا قطعة الشحم .. هؤلاء لا ينفع معهم الا التسفير والقائمه السوداء .. بينما شوارما اللحم .. يكفي شمها للعزوف عنها

    • زائر 3 | 11:01 م

      في البحرين فقط يمكن ان يحدث ذلك

      السلع الأساسية في العالم لا يمكن ان يقفز سعرها بهذه الصورة.
      لا مجلس نوّاب يستطيع توقّع كم سيكون سعر كيلو اللحم
      والحكومة تريد صدم المواطن بهذا الارتفاع وتحميله نتيجة فشل سياستها

    • زائر 2 | 10:57 م

      هل يعقل ان يقفز سعر سلعة 250% مرّة واحدة ولا تكن ردّة الفعل كما حصل

      250 % قفزة وزيادة في سعر سلعة حيوية وأساسية لحياة الناس هل هذا معقول؟ نعم في بلد اللامعقول يكون ذلك معقول

    • زائر 1 | 10:45 م

      الكاسر

      أصلا اذا الناس استمرو في لمقاطعة راح يصير تغير جدري وخضوع من قبل الحكومة بتغير سياسات الدعم وراح الحكومة تعمل وزن ليكم في الأيام القادمة لسياسات تغير اي سعر خلكم صمود بس

اقرأ ايضاً