برغم انغماس بعض الأطفال في لهوهم ومرحهم ولعبهم الدائم، وبرغم غزو التكنولوجيا حياتهم بواسطة مجموعة الألعاب والأجهزة الإلكترونية المحمولة، مازلنا نجد أطفالاً متعلقين بالكتاب، وخصوصاً أولئك الذين ينحدرون من أسر محدودة الدخل لا تستطيع توفير هذه الألعاب والأجهزة لهم. فقد ذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن ساعي البريد الأميركي رون لينش في مدينة ساندي الأميركية، قد حقق حلم طفل مولع بقراءة الكتب، فساعده على الحصول على كتب مجانية إلى أن أصبحت لديه مكتبة كاملة.
إذ تنقل الصحيفة أن الطفل الأميركي ماثيو فلورز، البالغ من العمر 12 عاماً مولعٌ بالكتب، لكن عجز عائلته المادي الذي منعه من شرائها، أو زيارة المكتبة العامة بسبب كلفة المواصلات، دفعه لقراءة الإعلانات المجانية التي تصل عبر البريد للجيران، أو حتى البريد غير المقروء الذي يتخلص منه بعضهم.
ولكن عندما التقى الطفل بساعي البريد رون لينش، سأله عن إمكانية حصوله على المزيد من تلك المواد الإعلانية، وعندما سأله رون عن السبب واكتشف سرّ ولعه بالقراءة، قرر مساعدته فنشر إعلاناً عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وكتب لينش على صفحته قصة ماثيو مرفقة بصورته، آملاً من جميع الأصدقاء التبرّع بالكتب، مضيفاً «لقد حصلت على كتب كثيرة في طفولتي، حان الآن وقت مساعدة طفل آخر».
ولاقى طلب لينش تفاعلاً كبيراً، فالتجاوب لم يقتصر على الولايات المتحدة الأميركية وحدها، بل امتد إلى أستراليا والهند، وكثُرت التبرعات ليمتلك الطفل الصغير بعد عهد من قراءة الإعلانات مكتبة كاملة مؤلفة من كتب تبرع له بها عشرات الأشخاص من دول مختلفة، بسبب نداء على فيسبوك، أطلقه ساعي بريد.
هذا الطفل استطاع أن يحصل على ما يحب لأنه عبّر عن حبه، ولأنه التقى بشخص مؤمن بالإنسان أولاً باعتباره كائنا يمتلك الحق في العيش كما يتمنى، فساعده لتحقيق حلمه بقراءة الكتب التي قدمها له أشخاص يقدرون الكتاب ويعرفون معنى العطاء بحب.
ولابد أن هنالك أطفالاً مثل ماثيو في أوطاننا، لكن من المهم تنمية هذه الهواية لديهم ومساعدتهم على استمرارها وتشجيعهم عليها لنحصل على أجيال واعية تعرف ماضيها كما تعرف حاضرها، وتعرف لغتها كما تعرف اللغات الأجنبية الأخرى، وهذا لن يتحقق إلا بالاهتمام بالطفل منذ بداية معرفته بالقراءة والكتابة.
أتذكر أنني في طفولتي كنت مولعة بالقراءة لحد الهوس، وهو ما جعل شقيقتي الكبرى تكافئني في كل فصل دراسي على تفوقي بمجموعة كتب لم تكن تكفيني، حتى بدأت أزحف إلى مكتبتها خلسة لأقرأ روايات نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس وتوفيق الحكيم وحنا مينا جميعها، وبعض كتب الشعر الأندلسي والجاهلي والتاريخ واللغة وأنا لم أتجاوز الرابعة عشرة، واستطعت أن أكون لي مكتبتي الخاصة وأنا في سن مبكرة، وكنت أشعر بالسعادة الغامرة كلما أهداني أحدهم كتاباً فأنتهي من أداء واجباتي مبكراً في كل يوم لأتفرغ لقراءة ما هو جديد لدي، فأقلب الكتاب بين يدي وأشم رائحته بإدمان وأبتسم قبل أن أبدأ القراءة.
هذا الشغف بالقراءة كان يلقى استحسانا من معلماتي أيضا، فكن يكافئنني على تفوقي بالكتب أيضا ويناقشنني فيها وكأنني أمتلك عقلا بعمر عقولهم، وهو ما لا نجده كثيراً اليوم؛ إذ قل اهتمام المدارس والمناهج بالقراءة الخارجية، ونادراً ما نجد معلماً يسعى بالفعل لتشجيع تلاميذه على القراءة وتحبيبها إلى قلوبهم، واندثر أيضا اهتمام أولياء الأمور بهذا الجانب إلا نادراً، فصارت المكافآت في الغالب أجهزة إلكترونية وألعاباً تأخذهم من القراءة التي لم تعد تشعرهم بالمتعة.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4781 - الجمعة 09 أكتوبر 2015م الموافق 25 ذي الحجة 1436هـ
اكبر مشاهير الكلمة والكتابة ولدوا من رحم القراءة
اكبر مشاهير الكلمة والكتابة ولدوا من رحم القراءة والكتاب لان المساحة التي خصصوها لهذا المنبع تفوق مساحات اخرى كاللهو والكرة والحدائق والمجالس الفارغة فهل يولد لنا مثلهم جيل جديد؟؟
نادرا
ما نجد أسرةً تغرس حبّ القراءة في نفس صغيرها ، فلا ينشأ على حبّ الكتاب بالضرورة ، و نادرا ما نجد تلميذا يقرأ أصلاً ، و لو قرأ التلميذ النص في الكتاب المدرسي ، أو لو استطاع إلى قراءته سبيلا بسبب تهجّيه ، فتلك غاية مُنى المعلم ، و نادرا ما نجد المعلم نفسه يقرأ غير ما بين يديه من كتاب المنهج ، لزُهده في القراءة أصلا و بسبب ما ينوء به عاتقه من أثقال و أحمال في المدرسة و خارجها .
حينما
صارت المكافآت في الغالب أجهزة إلكترونية وألعاباً ممتعة تحلّ محلّ الكتاب ، باتت القراءة تشعرهم الملل ، فأضحى الكتاب عهداّ تولّى .
صباح الورد ..
شكرا ي... المقال قي الصميم
القراءة بكل اللغات
الآن أولادنا يقرأون روايات أجنبية ويفضلونها على الكتب والروايات العربية
فحب القراءة لا يتجزأ
الكاتبة قالت بجميع اللغات
جميل هو اهتمام الاطفال بالقراءة في ظل غزو الالعاب والايباد والبلاي ستيشن