شدد الشيخ محمد صنقور في خطبته بجامع الإمام الصادق (ع) في الدراز أمس الجمعة (9 أكتوبر/ تشرين الأول 2015)، على أنه «لا ينبغي أنْ تستفزَّ الشعاراتُ والأعلامُ ومظاهرُ الحِدادِ أيامَ عاشوراء أحداً من المسلمين وكذلك الأجهزة الأمنية».
وفي خطبته، قال صنقور: «ونحن على أعتابِ موسمِ عاشوراء والذي هو مِن أخصبِ المواسمِ الدينيَّةِ وأكثرِها تأثيراً وأقدرِها على تأصيلِ القيمِ الإسلاميَّةِ نظراً للاستعدادِ الروحي لدى مختلفِ الشرائحِ الاجتماعيَّةِ لتلقِّي وتمثُّلِ قيمِ النهضةِ الحسينيَّة والتي هي قيمُ الإسلام. وذلك ما يضعُ القائمينَ على إحياءِ موسمِ عاشوراء أمامَ مسئوليةٍ إلهيَّةٍ كبرى تسترعي منهم شحذ الهممِ وبذلِ أقصى المجهودِ من أجلِ إنجاحِ هذا الموسمِ العظيم».
وبين صنقور أن «ضابطُ نجاحِ موسمِ عاشوراء يكونُ بتمكُّنِ القائمينَ على إحيائِه من الإنجازِ لأمرينِ أساسيين، الأمر الأول: هو تأصيلُ وتجذيرُ قيمِ النهضةِ الحسينيَّةِ في المجتمعِ روحيَّاً وثقافياً وعلى مستوى السلوكِ والعلائق، فبمقدارِ ما نقتربُ بالمجتمعِ من قيمِ النهضة تتحدَّدُ درجةُ النجاح، وهذا ما يسترعي من الخطباءِ والرواديد والشعراء وكتابِ المسرحيَّات والرسَّامينَ التركيزَ على بلورةِ قيمِ النهضةِ الحسينيَّةِ أولاً وصياغتِها ثانياً بمختلفِ الأساليب المؤثرةِ والمقتضيةِ لتأصيلها في وجدانِ المجتمعِ والباعثةِ على تمثُّلها في سلوكِه وممارساته اليوميَّة وعلاقاتِه الشخصيةِ والعامة. فحين يتمكنُ مثلُ الخطباءِ والشعراءِ والكتَّابِ والرسَّامين من بلورةِ قيم النهضةِ الحسينيَّةِ كالصدقِ والوفاءِ والعبوديةِ الخالصةِ للهِ تعالى، والتقيُّدِ التامِّ بشريعةِ الله في السرِّ والعلنِ، والكرامةِ والإباءِ والإيثارِ والعفَّةِ والسماحةِ والإخاءِ والتضامنِ والتكافلِ والتضحيةِ بكلِّ نفيسٍ من أجلِ إعلاءِ كلمةِ الله، وحبِّ الخيرِ ونبذِ الشرور، والصبرِ على عظائمِ الأمورِ وسعةِ الصدرِ ونبذِ اليأسِ والثقةِ بوعدِ الله تعالى. حين يتمكنُ هؤلاءِ الكرامُ من بلورةِ هذه القيمِ الحسينيَّة ويجتهدونَ ما وسعَهم في ابتكارِ مختلفِ الوسائلِ الباعثةِ على تمثُّلِ هذه القيمِ فإنَّهم حينذاك يكونونَ على درجةٍ متميِّزةٍ من النجاح، فالإحياءُ لموسمِ عاشوراء يساوقُ الإحياء لمثلِ هذه القيمِ التي نهضَ الحسينُ (ع) من أجلِ تأصيلِها وتجذيرِها في وجدانِ الأمة وثقافتِها».
وأشار إلى أن «الأمر الثاني الذي تتحدَّدُ به درجةُ النجاحِ هي طبيعةُ الرسالةِ التي نبعثُها للعالمِ من خلالِ ما نُمارسُه في عمليَّةِ الإحياءِ لموسمِ عاشوراء، فحين نقدِّمُ للعالمِ صورةً مشرقةً لنهضةِ الحسين (ع) كما هي واقعاً نكونُ قد أحرزنا درجةَ النجاح، وكلَّما كانتِ الصورةُ أكثرَ إشراقاً وتعبيراً عن واقعِ النهضة كلَّما أحرزنا درجةً متقدمةً من النجاح، فقيمُ النهضةِ أقربُ شيءٍ للقيمِ الإنسانيَّة وهي التعبيرُ الصادقُ لقيمِ الإسلام، فحينَ يُعبِّر الخطابُ الحسيني بجلاءٍ عن قيمِ الحسينِ ومكارمِ أخلاقِ الحسين وأهدافِ نهضةِ الحسين والشعاراتِ التي رفعَها والبطولاتِ والملاحمِ التي سطَّرها فإنَّه يكونُ قد تمكَّن من تعريفِ العالمِ بنهضةِ الحسينِ وقدَّم له صورةً ناصعةً عن قيمِ الإسلام وروَّاده وهكذا حين تكونُ مضامينُ القصيدةِ الحسينيَّة ولوحةُ الفنان وقلمُ الكاتبِ المسرحي، وكذلك حين تكونُ مظاهرُ العزاءِ والرثاءِ والمواكبِ التي نُسيِّرها والشعاراتِ التي نكتبُها ونرفعُها والكلماتِ التي نُردِّدُها والنشيد الذي نترنَّمُ به، حين يكون كلُّ ذلك واقعاً في صراطِ الحسين ومناسباً لوقارِه وكمالِ ورعِه وحريجتِه في الدينِ فإنَّنا نكونُ قد نجحنا في تسليطِ شيءٍ من الضوءِ على واقعِ نهضة الحسينِ (ع) وهو ما يفضي إلى أنْ يكونَ الحسينُ بقيمِه ومبادئِه حاضراً في وجدانِ الأمم على اختلافِ مشاربِها ومذاهبِها».
وذكر صنقور أن «نهضةُ الحسين (ع) سماويةٌ، فهي لكلِّ أبناء الأرض، والمسئوليَّةُ التي تقعُ على عاتقِنا هي إيصالُها ناصعةً مشرقةً لكلِّ أبناء الأرض، فكلُّ خطابٍ أو عملٍ أو ممارسةٍ تُساهمُ في تقزيمِ هذه النهضة أو تحجيمِها أو التشويشِ على عالميَّتِها يكونُ جنايةً - وإنْ لم تكن مقصودة - بحقِّ الحسين(ع) وهي جنايةٌ بحقِّ الدين».
وشدد صنقور على أنه «لا ينبغي أنْ تستفزَّ الشعاراتُ والأعلامُ ومظاهرُ الحِدادِ أيامَ عشوراء أحداً من المسلمين وكذلك الأجهزة الأمنية، فالحسينُ (ع) إمامُ المسلمينَ قاطبةً وهو نجلُ الرسول (ص)، وشعاراتُ نهضتِه وخطاباتُه وكلماتُ أهلِ البيتِ (ع) التي تُكتبُ وتُرفعُ في المحافلِ والطرقاتِ إنَّما تعكسُ قيمَ الإسلام ومبادءَه، والأعلامُ والسوادُ الذي تتَّشحُ به القرى والمُدن إنَّما هو للتعبيرِ عن الحِدادِ والحزنِ والأسى على نجلِ الرسول (ص) وريحانتِه وسيدِ شبابِ أهلِ الجنة، لذلك لا ينبغي أنْ يستفزَّ ذلك أحداً من المسلمين».
ونبه إلى أن «ما يتكرَّرُ وقوعُه من التمزيقِ والنزعِ لبعض الشعاراتِ والأعلامِ الحسينيَّة بطريقةٍ تتنافي وقدسيةَ الإمامِ الحسينِ (ع) مضافاً إلى كونِه عملاً غيرَ مبرَّرٍ فإنَّه يقعُ في سياقِ الاستفزازِ والامتهانِ لمشاعرِ قطاعٍ واسعٍ من أبناءِ هذا الوطنِ، وهو يتنافى مع الحقِّ الذي كفلَه الدستور بحريةِ الممارسةِ للشعائرِ الدينيَّة».
العدد 4781 - الجمعة 09 أكتوبر 2015م الموافق 25 ذي الحجة 1436هـ
ليش ؟
ليش تم أزلت بعض السواد في بعض القرى مع العلم كانت في نفس الوقت لا توجد اي مسيرات ؟
شعارات الحسين تاج على رأس السني قبل الشيعي ولكن ...
توظيف هذه الشعارات من بعض المتشددين وإسقاطها على أمة محمد أمة لا اله الا الله بشكل واضح يقطر حقد وكره وبقض بل في أوقات كثيرة يتحول الى استباحة لدم المسلم عرضه وماله اللهم احفظ أمة لا اله الا الله محمد رسول الله
اتّهام بلا دليل
الاتهام بالحقد والكره والدعوة لاستباحة الدماء، كلام بلا دليل ومخالف للواقع الذي نعيشه، وبإمكان أي شخص الحضور للحسينيات والمآتم أو متابعتها عبر البث المباشر ليرى بطلان هذا الإتهام، وكن على ثقة من إدانتنا لذلك ورفضه لو وجد.
لبيك ياحسين .
لبيك ياحسين .
إحياء المناسبة ..
وتجديدها في كل عام رسالة سلام ومحبة وعبرة وعبره فالشيخ قال قولا سديدا مقتديا بمنهج صاحب المناسبة .. مأجورين
توجيهات
ارجوا من الأوقاف الجعفرية نشر توجيهات العلامة صنقور إلى كافة المؤسسات الحسينية
السلام عليكم
بارك الله فيك يا شيخ علي و سدد خطاك و حفظك للاسلام و المسلمين