تلقى منتخبنا الوطني هزيمة قاسية من ضيفه المنتخب الأوزبكستاني بأربعة أهداف دون رد في المباراة التي جرت بينهما أمس (الخميس) على ملعب استاد البحرين الوطني ضمن الجولة الخامسة من التصفيات المزدوجة لكأسي آسيا 2019 والعالم 2018.

وانتهى شوط المباراة الأول بالتعادل السلبي من دون أهداف، وفي الشوط الثاني أمطر الضيوف مرمى وشباك «الأحمر» برباعية جاءت عن طريق سيرغييف «52»، وأحمدوف «56»، ورشيدوف «66»، والبديل شمردوف «90+5».

الخسارة «المروعة» لمنتخبنا قضت على آماله في المنافسة وخطف بطاقة العبور للمرحلة الثالثة من تصفيات كأس العالم وخصوصاً أنها جمدت رصيده عند 3 نقاط في المركز الرابع وبفارق 4 نقاط عن الفلبين الذي سنواجهه بعد أيام، فيما ارتفع رصيد أوزبكستان إلى 9 نقاط وقلص الفارق مع المنتخب الكوري الشمالي إلى نقطة واحدة بعد تعثره أمام الفلبين أمس بالتعادل السلبي.

قدم منتخبنا واحدة من أسوأ مبارياته وكان صيداً سهلاً لضيفه خصوصاً مع الأسلوب الفني العقيم والفقير الذي انتهجه الأرجنتيني باتيستا ومنح من خلاله الأفضلية للمنتخب الأوزبكي الذي لعب بذكاء وهدوء وترجمه إلى فوز ثمين ومستحق، وأقل ما يقال عن مستوى منتخبنا في هذه المباراة هو «مأساة».

تشكيلة منتخبنا

مثل منتخبنا في المباراة سيدمحمد جعفر في حراسة المرمى، وأمامه رباعي دفاعي مكون من عبدالله الهزاع وحسين علي بابا في العمق الدفاعي، وفي الجانب الأيمن عبدالله عمر، والجهة اليسرى راشد الحوطي، وفي منطقة المناورات لعب سيدمحمد عدنان وسيدأحمد جعفر «كريمي»، وسيدضياء سعيد، وعلى الجانب الأيسر عبدالوهاب المالود وسامي الحسيني في الجانب الأيمن، وفي المقدمة لعب وحيداً عبدالله يوسف.

بداية سريعة من منتخبنا من خلال مطالبته بركلة جزاء بعد لعبة مشتركة بين المهاجم عبدالله يوسف والمدافع الأوزبكي إسماعيلوف وسقوط يوسف ولكن حكم المباراة كان له رأياً آخر «3»، البداية لم تستمر خصوصاً مع الأسلوب التكتيكي والفني الذي انتهجه مدرب منتخبنا سيرجيو باتيستا ومنح من خلاله الأفضلية للمنتخب الضيف.

وسيطر الحذر والتحفظ على أداء منتخبنا ولعب بأسلوب تأمين الخط الدفاعي عبر دفاع المنطقة لتقليل المساحات أمام الخصم، ولم يتمكن منتخبنا من تشكيل أي ضغط على أوزبكستان الذي حقق أفضلية واضحة في عملية الانتشار والاستحواذ على الكرة وكانت له اليد الطولي في تسيير اللعب خلال هذا الشوط.

واعتمد منتخبنا على تحركات راشد الحوطي والمالود في الجانب الأيسر في حين لم يظهر عبدالله عمر في الطرف الأيمن ولعب سامي الحسيني دون مساندة حقيقية وواضحة من عمر، وفي منطقة المناورات اكتفى سيدمحمد عدنان بالأدوار الدفاعية وشكل ستار أول أمام الدفاع، وجاءت أدوار سيدأحمد «كريمي» وسيدضياء في الجانب الهجومي سلبية مع غياب الكثافة العددية لمنتخبنا داخل منطقة الجزاء.

سيناريو الشوط الأول

كانت أول الفرص لصالح الضيوف عندما كاد الخطأ من حسين بابا في تشتيت الكرة أن يتسبب في هدف للمنتخب الأوزبكي ووصلت إلى أحمدوف وسددها خارج المرمى «30»، وجاءت أخطر الفرص من المنتخب الضيف عن طريق هجمة مرتدة سريعة مستغلاً المساحات الخالية في صفوف دفاعات منتخبنا ومرر أحمدوف كرة إلى جباروف داخل المنطقة الذي سددها قوية وقف لها الحارس سيدمحمد جعفر «35»، ورد منتخبنا بكرة سريعة عن طريق سامي الحسيني عبر تسديدة أرضية اصطدمت بقدم الحارس الأوزبكي لوبانوف «35»، ومرر المالود كرة بينية للمنطلق راشد الحوطي الذي لعبها عرضية دون وجود متابعة هجومية من الحسيني وعبدالله يوسف «39»، وانتهى الشوط الأول على وقع تسديدة سيدمحمد عدنان البعيدة عن مرمى الخصم «47»، وتسديدة رشيدوف البعيدة «48».

الشوط الثاني

لم يجرِ مدرب منتخبنا باتيستا أي تغيير على تشكيلته مع بداية الشوط الثاني إلى جانب عدم تغيير أسلوب اللعب، ونجح المنتخب الأوزبكي من التقدم بالنتيجة بعد هجمة منظمة لم يواجه فيها ضغط دفاعي ووصلت الكرة من الطرف الأيمن وتخطت الكرة جميع المدافعين ووصلت إلى ماييف ومنه إلى سيرغيف دون وجود رقابة وتغطية ووضع الكرة في الشباك هدفاً أول للضيوف «52».

ولم تمضِ دقائق إلا والمنتخب الضيف يأتي بالهدف الثاني وبنسخة كربونية من الهدف الأول، وتلاعب لاعبو الأوزبك بمنتخبنا عبر تمريرات سريعة وقصيرة ووصلت خلالها الكرة إلى الجهة اليمنى ولعبت بالطريقة ذاتها قابلها أحمدوف في الشباك البحرينية «56».

وأجبر تأخر منتخبنا باتيستا على الدفع بأول أوراقه بدخول المهاجم إسماعيل عبداللطيف بدلاً من عبدالله يوسف «57»، وكاد راشد الحوطي أن يقلل الفارق ولكنه وقع في مصيدة التسلل «58»، وغابت ردة فعل منتخبنا خصوصاً مع عدم وجود تدخل «جراحي» من باتيستا الذي يبدو أنه كان غائباً عن مجريات اللعب، وعاقب رشيدوف منتخبنا من خلال جملة تكتيكية واضحة من ركلة ركنية وسدد بأريحية في الشباك هدفاً ثالثاً للضيوف «65».

تغييرات دون هوية

وأخيراً... صحى باتيستا من سباته عندما أجرى تغييره الثاني بدخول المهاجم علي سيدعيسى «علاوي» بدلاً من سيدأحمد جعفر «70»، ولم يكن لهذا التغيير أثر فني كبير وخصوصاً أن «علاوي» لعب على الجانب الأيسر إلى جانب الاستسلام الواضح للاعبي «الأحمر» في المباراة، وكانت تسديدة سيدمحمد عدنان الضعيفة خير دليل «79»، ورد سيرغييف بتسديدة قوية أرضية زاحفة كادت تصيب شباك منتخبنا «80».

ملل ويأس

وجاء التغيير الثالث لمنتخبنا بدخول عبدالوهاب علي بدلاً من سيدمحمد عدنان «85»، ومضت الدقائق الأخيرة من المباراة وسط يأس وملل من لاعبي منتخبنا على رغم إضافة الحكم الياباني 5 دقائق كاد أن يضيف الضيوف هدفهم الرابع لولا يقظة وبراعة سيد محمد جعفر في مناسبتين، إلا أن الشوارع المفتوحة للمرمى «الأحمر» جاء بالهدف الرابع بالطريقة ذاتها ومن الجهة اليمنى وهذه المرة عن طريق البديل شمردوف «90+5»، وانتهت المباراة بفوز الضيوف برباعية نظيفة.