أنتَ دوماً تستطيع...

ماذا لو استيقظتَّ صباحًا، وأخبرك الطبيب أنَّ هنالك قدرًا عالياً من السُّكّرِ في دمك؟! هل تنتهي الحياة ؟! ويبدأ الصراع الداخلي بالإشارة بالبَنَان إلى العالم لتوجيه التهمة على أنكَ أنت الضحية؟! لا !

إن تعرُّضك لمرضٍ مزمن لا يعني أنك في مأزقٍ لا منفذ منه، بل هي مُهلة لتعيد لجسدك حق الحياة!

في هذه اللحظة تحديدًا، ستخرج بجسدٍ غير قادر على إفراز الأنسولين، أو جسدٍ لا يستعمل الأنسولين على نحوٍ صحيح. لكنك بالطبع ستجد أن الحياة تستقبلك في الخارج، لتدرك أنه لايزال بإمكانك ضبط مستوى السُّكر في دمك للوقاية من المضاعفات.

بمجرد أن تبدأ بالإيحاء الذاتي السلبي والتسربُل بالدائرة الانفعالية التي تجعلك تستجيب للاكتئاب من قشرتك المخية، وللتشوه المعرفي تجاه نفسك، وتجاه الحاضر والمستقبل والعالم، والتهويل والمغالاة وتوبيخ الذات، إضافة إلى الاستدلال القسري حينما تعتقد أنك لم تُصب بهذا المرض إلا لأنَّك أقلُّ شأنًا من الآخرين، وكذلك الانطواء الذاتي، كل تلك العوامل النفسية تجعل الأعراض الفسيولوجية والسيكولوجية تتداخل وتعرضك للمضاعفات! ولاسيما أن الاكتئاب يجعل قدرتك على التحكم في مستوى الجولوكز ضعيفة!

فقط أمعن النظر في الأسباب الشائعة لمرض السكر، كالسمنة المفرطة التي سببتها الأطعمة المليئة بالدهون، والخمول والافتقار إلى النشاط والحركة والرياضة وغيرها، ستجد أن جميعها أسباب لا يُستحالُ علاجها.

سواءً أكنت تعاني من النمط الأول للمرض المتمثل في عدم إفراز جسدك الأنسولين أم النمط الثاني المتمثل في عدم استعمال جسدك الأنسولين على نحوٍ صحيح، فأنتَ بكلتا الحالتين قادر على ضبط مستوى الجولوكوز في دمك والتحكم في المرض.

كل ما عليكَ أن تلتزم بالنظام الغذائي الذي يقدمهُ لك الطبيب لضبط الوزن ومستوى السُّكَّر، إضافة إلى الحركة والحيوية والنشاط الجسدي لإنتاج الطاقة، والالتزام بالأدوية التي يحددها الطبيب، وتعد المراقبة المستمرة لمستوى السكر في الدم سبيلاً للتفادي المباشر لأي نقص أو زيادة، إضافة الراحة النفسية والإيحاء الذاتي الإيجابي.

كل تلك العوامل قادرة على إعانتك على ضبط مستوى السكَّر في دمك والوقاية من المضاعفات المتمثلة في المشاكل التي تؤذي العين والكِلى والأعصاب، وأمراض القلب والسكتة الدماغية، حمانا الله، وتلف الأوعية الدموية والأعصاب، والأمراض الكلوية، إضافة إلى المضاعفات التي تستدعي بتر أحد الأطراف، والتي قد تصل آثارها في بعض الأحيان إلى الذاكرة، ولربما الخرف أحيانًا أخرى.

صديقة أمين مجيد علوي سلمان

أستاذ جامعي... قصة فيلم!

بعض الأنظمة العربية مريضة بمرض «تورد القمة» وأول مظهر من مظاهر هذا المرض، التفاف الأوراق الصغيرة حول قمة المباني وكأنها ستخنقه وهم يمثلون «الشباب» أو الثوار وأسفل القمة توجد موخرة جامدة وهي تمثل الفساد والتي تسببت في إتلاف الأوراق الصغيرة وذبولها وضعفها حتى تصبح هشة سهلة الكسر وهم «الغلابة» الناس أو الشعب والعلاج هو اقتلاع القمة وإعدامها وحرقها ودفنها وتطهير مكانها بالقير وتعرض النبات للشمس والهواء وهي الثورة!

هذه إحدى خطب وأقوال الممثل القدير عادل إمام الحماسية وهو يلقيها على طلابه وجماهيره في الجامعة في حلقات المسلسل «استاذ ورئيس قسم» والذي أدى فيه الممثل القدير دور الأستاذ الجامعي الذي يعمل في كلية الزراعة، وفي نفس الوقت يحرض الطلاب ضد النظام الفاسد البائد، الذي طلعت روائحهه، سعيا في الحقوق والتغيير، رافضا التوريث، ثائرا على الأوضاع السياسية قبل ثورة 2011.

تدور أحداث المسلسل حول أستاذ جامعي (عادل إمام) في مقدمته العجيبة التي تحكي حال الأنظمة العرببة التي تضيق ذرعا بأي رأي ورأي آخر! حيث كان خارجا من الجامعة ماشيا على رجليه تعترض سبيله مركبات فيختطفوه إلى مكان و»يعملوله علقة» (بالمصري) من دون أية أسباب! ثم يرمى في الشارع فيحمل إلى أحدى المستشفيات ثم يعود إلى بيته وهكذا من سجن إلى سجن ومن عذاب إلى عذاب وهو ثابت صابر على مكائد النظام، يزاول عمله مدرس في الجامعة فيجد فرصة للقاء الثوار الذين يطلبون التغيير.

لجرأته رمى أحد المدرسين المرتشين بجزمتين لسبب انه أراد من عادل إمام أن يكون واسطة له للقاء أحد الوزراء... حلقات المسلسل تنقلك إلى حال مصر والمصريين الذين لايزالون يعيشون الطبقات فوق الطبقات، والطبقة السفلى يباتون في المقابر ويفترشون الزبالة بحثا عن الطعام والرشى هي سيد الملعب والراشي هو الغالب.

ومن بين فكاهات المسلسل أيضا كيف يصور حال المدرس والمثقف المصري حينما يلتقي الممثل بإحدى الراقصات في أحد الكباريهات والتي تجني 200 جنيه في الليلة الواحة أي في الرقصة الواحدة!، حيث تعمل ليلة وتجلس عشرة أيام للراحة والأستاذ يعمل طول الشهر وراتبه 200 وفي حواره معها مستنكرا راتبها، فتقول له «أنك تبيع الكلام لطلابك وانا ابيع جسمي لزبائني». وهذا حال المدرس والمثقف في الدول العربية، فمن يملك المعرفة أو شهادة جامعية باطل عاطل أو سائق شاحنة أومكانة السجن أو يشحت أو يموت.

السؤال من المسئول عن تدهور الحال في بلاد العرب وتشكل الطبقات والقتل والإرهاب؟ والبحث عما في الزبالة والنوم في القبور، أو تشغيل الأطفال في الكراجات وتنظيف الأسماك؟ أم أنها امتثالا للمثل الروسي «تستطيع العربة الخربة ان تسير إذا وضعتها في أعلى طريق منحدر»!

في نهاية الفيلم، كيف يصور لنا المخرج وصول «الإخوان» إلى الحكم فيستلمون المناصب الوزراية وجميع الخدمات والبعثات الدبلوماسية، يعني «قشرها عبود وأكلها خلود» أي الثوار الشباب قدموا النفس والدم والجوع والحرمان من أجل التغيير وفي نهاية الفلم تتم تصفيتهم وتسريح بعضهم أو ملاحقتهم وسجنهم واللعب على ورق الأرهاب وتوجيه التهم لهم وظهور قوائم الممنوعين من السفر وتخوين الشباب منهم، إلا من تلبس بلباس الإخوان وأطلق اللحى وصبغ الجبهة وتناغم مع نغماتهم، ليتسلم الحكومة والبلد والحكم أناس رقصوا على جرحى الثوار واندسوا فيما بينهم لتنفيذ مخططاتهم، كان الممثل «عادل إمام» بارعا في توصيفه للثواروتنفيذه لأدواره واختياره وجوه الفيلم من الممثلين وأحوال الشعب المصري، ليقدم للشعب المصري قصة ثورة سرقت ووئدت في ربيعها ويستلم ثمرها وخيراتها اناس طوال القامة كطول عمارة، عقول جامدة لا يفرقون بين الرواية والحكاية، ضخام الجثث، كبار الكرش مملوءة من الحرام، هل هذه الشخصيات والعقول ستحكم يوما مصر؟ إنها الحكاية والنهاية!.

مهدي خليل

سكينة النفس

سكينة النفس هي تلك الركيزة الكبرى للسعادة بين الناس ومن دونها يفقد الإنسان الرضا والطمأنينة، وعندما تنعم نفس المرء بالصفاء الروحي والطمأنينة النفسية يكون قد حظي بنعمة سكينة النفس التي هي واحة يلجأ إليها المكروب فتنزاح عن صدره الهموم ويركن إليها المغموم فيفرح ويهرع إليها الخائف فيأمن.

فالسكينة هي هبة الله التي يدخرها لأصفيائه من غمرت قلوبهم بالإيمان به والتسليم المطلق لقضائه وقدره المكتوب، إن سكينة النفس وما أحوجنا إليها هذه الأيام شيء لا يثمره الذكاء ولا العلم ولا المكانة الاجتماعية ولا غير ذلك من مظاهر الحياة ورغائبها المادية والمصدر الوحيد لاكتساب نعمة سكينة النفس هو الإيمان.

صالح بن علي