دشن مركز عيسى الثقافي مساء أمس الأول الأربعاء (7 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) بمقره في الجفير كتابي «نخلة التمر: تاريخ وتراث... غذاء ودواء»، و«نخلة التمر: الزراعة؛ الخدمة؛ الرعاية الفنية والتصنيع» للباحث الأكاديمي وخبير بستنة نخلة التمر عبدالباسط عودة إبراهيم، في حفل أقيم تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس مجلس أمناء المركز.
ووصف نائب راعي الحفل، نائب رئيس مجلس الأمناء، المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة الكتابين بأنهما يوثقان دور النخلة التاريخي في الحضارة العربية، قائلًا «نحتفل بإصدار الكتابين اللذين كان لهما الفضل الكثير من تثقيف المجتمع البحريني بأهمية النخلة ودورها التاريخي في الحضارة العربية بشكل عام. وتأتي هذه الفعالية في إطار أهداف مركز عيسى الثقافي لدعم وتشجيع الإبداع ورفد الساحة الثقافية بالإنتاج الفكري والمعرفي، وكذلك العناية بالتراث الأصيل. فالنخلة، لها مكانة عزيزة في قلوب وذاكرة أهل البحرين بلد المليون نخلة».
وقال في كلمته أمام حفل التدشين أنه في العام 2009، نظم المركز ندوة علمية بعنوان «النخلة حياة وحضارة» برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، استعرضت عددًا من الأطروحات التي عالجت الأبعاد التاريخية والاقتصادية والطبيعية للنخلة، معيدةً بذلك المكانة التي تستحقها النخلة في موروثاتنا العربية العريقة، خصوصًا وأن الباحث عبدالباسط عودة كان له مساهمة مهمة في إثراء تلك الندوة علميًا وتاريخياً، ما يجعلنا نعتز بدوره في إصدار هذين الكتابين المتميزين».
ومن جانبه، استعرض الباحث عبدالباسط عودة في معرض حديثه عن الكتابين علاقته بالنخلة تجربة (سومري عراقي) مع شجرة ارتبطت بالعراق وبتاريخه وبحضارته، بل وبحضارة العالم باعتبار النخلة (شجرة العالم)، فهو ابن البصرة وابن النخيل، لذلك جاء وصفه «كان لي شرف المساهمة بتأسيس مركز أبحاث النخيل في جامعة البصرة العام 1995، وكان لي تجربة غنية في مجال التطوير والاهتمام وتعويض ما خسره العراق من نخيل وخاصة ما خسره في غابة النخيل الممتدة من أبي الخصيب إلى الفاو، والتي كانت ضحية أحداث الحرب العراقية الإيرانية. ولي مع النخلة تجربة ذاتية؛ ولذلك سميت ما كتبته أنا والنخلة».
وتطرق إلى جوانب تاريخية بالقول ان البصرة من أقدم مناطق زراعة النخيل في العالم، حتى أن بعض الدراسات تشير إلى أن موطن النخلة هو ديلمون، فيما بعض روايات بابل تشير إلى أن النخلة «بابلية»، فكان هناك تواصل حضاري وامتداد بين ديلمون وسومر، والبحرين كانت تسمى ديلمون في الكتابات السومرية وتلمون في الكتابات الأكدية، وكانت تسمى بلد المليون نخلة، حتى قيل بيت من الشعر:
تثير حضور النفس باللوم والشك
تعالت له في الأفق مليون نخلة
وذكر أن أهل ديلمون كانوا يقدسون النخلة ويعاملونها معاملة متميزة، فقانون شعب ديلمون يعاقب من يقطع سعفة واحدة وليس من يزيل نخلة، وكان هناك مثل سومري يقول «كانوا يدللون ملوكهم كما تدلل نخيل ديلمون»، فتدليل النخلة أعلى من دلال الملوك، حتى أن قصيدة الملك السومري «شلجي» تشير في عبارة «أنت مدلل من قبل مان جار (وهي إحدى آلهتهم) كنخلة في أرض ديلمون المقدسة»، وكانت الأختام تزخر بصور النخلة لمكانتها.
وفي شأن حال النخلة -ليس في البحرين بل في كل المنطقة العربية- يتطرق الباحث عودة إلى أن هناك نهضة وتوجهات في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان حيث أعمل معهم لزراعة مليون نخلة وفق الامكانات.
العدد 4780 - الخميس 08 أكتوبر 2015م الموافق 24 ذي الحجة 1436هـ
ابوناصر
شفت الوفى ياعيد مات النخل وياك
ضاع الوفى في الناس الا النخل وافي
خل تظنه زين خله على يمناك
من عقب ماتنداس خلك بدا جافي
مات النخل يا عيد حزن على فرقاك
بيت ينوح الليل وقظ به الغافي
فاق العطش والظيم فاق الشقى بلياك
عاف الهوى والماي ويا الضوى الدافي
شفت الوفى ياعيد مات النخل وياك
ضاع الوفى في الناس الا النخل وافي