أطلقت الحكومة الفرنسية أمس (الأربعاء)، مجموعة من الإعلانات التلفزيونية لثني الشبان عن التوجه إلى سورية للمشاركة في القتال، تعبر فيها أربع عائلات معنية عن حزنها لمشاركة أبنائها في المعارك هناك ، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الخميس (8 أكتوبر / تشرين الأول 2015).
وذهب أبناء كل من فيرونيك وباتيست وصالحة إلى سورية، أما جوناتان، فانتقلت إلى هناك شقيقته (17 عاماً). وجلسوا أمام كاميرا للإدلاء بشهاداتهم، واختنقت أصواتهم بالحزن.
وكانت ابنة باتيست (17 عاماً) عندما ذهبت إلى سورية وساعدها صديق تعرفت إليه على موقع للتعارف وأصبح أحد الناطقين باسم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
وقال الأب وعيناه ممتلئتان بالدموع: «أخذت حقيبة ظهر وقبعة واختفت»، مضيفاً: «كأن الارض بكاملها وقعت فوق رؤوسنا، وخطفت منا ابنتنا».
وهذه الشهادات المقتضبه تشير إلى رقم أخضر للإبلاغ عن الذين يريدون المشاركة في الجهاد. ووضعته في 29 نيسان (أبريل) العام الماضي وزارة الداخلية في تصرف العائلات والأقارب.
وسجل هذا الرقم أكثر من ثلاثة آلاف تبليغ عن أشخاص يريدون المشاركة في الجهاد في سورية أو في العراق، منهم 23 في المئة من القاصرين وبينهم أكثرية من الفتيات.
وقال رئيس الوزراء مانويل فالس اليوم، إن «ثمة ألـفاً و300 شخص معني بهذه الشبكات الجهادية، وأن أكثر من 500 فرنسي أو مقيم في فرنسا موجود اليوم في سورية أو العراق». وأضاف: «ثمة أيضاً مئات، وبالتالي آلاف من الشبان المعنيين بالتطرف، وهذا تحد كبير للمجتمع الذي يتطلب دعم العائلات».
وأعلن وزير الداخلية برنار كازنوف قبل بدء هذه الحملة، أن الحكومة تنوي «إنتاج خطاب مضاد».
وسيبث أكثر من 20 وسيلة اعلامية وموقع إنترنت فرنسي هذه الإعلانات مجاناً، ومنها شبكات «تي أف1» و«تي في 5 موند» و«فرانس» تلفزيون وموقعا الـ «فايسبوك» و«دايلي موشن» على الإنترنت وشبكة «يو جي سي» السينمائية و مواقع الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية الوطنية.
وقال كازنوف، إلى جانب الأُسر المعنية بالإضافة إلى العائلات التي تظهر في الإعلانات، «نحن نخوض معركة بالغة الصعوبة»، مضيفاً «أنها تتسبب بكثير من الآلام والمآسي للعائلات التي يتورط أحد أفرادها».
وتنوي الحكومة أيضاً أن تنشئ في إطار هذه الحملة شبكة للمساعدة النفسية للأهالي «من أجل التصدي للتجنيد». وتقول الحكومة إن «هذه محاولة جديدة على صعيد الوقاية».