القرار المفاجئ الذي اتخذه الاتحاد البحريني لكرة السلة بإيقاف تدريبات المنتخب الوطني الأول وتعليق مشاركته في بطولة الألعاب الجماعية الخليجية بعد تهديد طويل برفض المشاركة من دون توافر الدعم الكافي من اللجنة الأولمبية البحرينية وقت بعد دراسة مستفيضة لوضعية المنتخب في الوقت الحالي.
قرار التوقف والعودة السريعة بني بشكل من الأشكال على عدد من الاعتبارات التي حتمت مثل هذا القرار في هذا التوقيت وقبل قرابة الثلاثة أسابيع من انطلاق مسابقة كرة السلة المقررة في 21 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وفي نظرة تحليلية للأحداث يتضح أن اتحاد السلة كان يرغب بداية في مشاركة قوية بمدرب خبير يعرف حيثيات الدوري واللاعبين وهو الأميركي سام فينسنت، على أن يوفر له معسكر خارجي في الولايات المتحدة الأميركية ومحترف أميركي يقوم المدرب باختياره للعب في هذه البطولة.
إذ إن مثل هذه المشاركة كانت ستجعل من المنتخب قريبا من الفوز باللقب الخليجي والميدالية الذهبية للمرة الأولى في تاريخه.
الصدمة التي تلقاها الاتحاد أن اللجنة الاولمبية البحرينية لن توفر الدعم المطلوب سواء للمعسكر أو للمحترف في ظل أن البطولة غير مؤهلة آسيويا، وهذا سينطبق على جميع المنتخبات الجماعية الأخرى المشاركة.
اتحاد السلة حاول كثيرا ومن خلال عدة مراسلات للجنة توفير الدعم المطلوب وخصوصا أن البطولة ربما تكون في متناوله في حال توافر معسكر ومحترف وهو ما سيحسب للاتحاد.
بعد محاولات حثيثة فكر الاتحاد في عدة خيارات إلا أن القرار النهائي الذي تلقاه من اللجنة دفعه إلى التفكير بطريقة مختلفة.
فالتعاقد مع الأميركي سام فينسنت كان سيكلفه 11 ألف دولار لمدة شهرين غاب المدرب عن الشهر الأول منها بتواجده في أميركا واعتذاره عن عدم العودة لقيادة مرحلة الإعداد التي استمرت بالأميركي أرون ميتشيل والذي لم يلق الرضى من جانب الكثير من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد واللاعبين.
سام فينسنت وبعد عودته كان مستعدا لاستلام المنتخب بحسب الاتفاق السابق، غير أن الاتحاد وجد أن صرف مبلغ 11 ألف دولار على المدرب لمدة 3 أسابيع ومن دون محترف ومعسكر قد يعني صرف مبالغ كبيرة دون مقابل.
لذلك كان القرار باستبدال الجهاز الفني كاملا وتعيين جهاز فني وطني، فتم أولا إيقاف التدريبات وتعليق المشاركة ومن ثم إعلان المشاركة مجددا بعد يومين بجهاز فني بديل.
أيضا تم تجاوز فكرة اللعب بالمنتخب البديل وسيشارك المنتخب بتشكيلته الأساسية المعروفة وبأفضل اللاعبين المتاحين في الوقت الحالي، وهو إجراء أصر عليه مدرب المنتخب الوطني عقيل ميلاد الذي قام سريعا بتصفية المنتخب والإبقاء على 12 اسما فقط.
فلا معنى أصلا للمشاركة بالمنتخب البديل في ظل أن المنتخب الأساسي ليس لديه أصلا الكثير من المشاركات.
القرار أيضا شكل عنصر ضغط بيد اتحاد السلة من أجل تهيئة الأجواء أكثر لتوافر دعم إضافي للمنتخب إن لم يكن في مشاركته هذه ففي مشاركاته المستقبلية.
فقرار الإيقاف ومن ثم العودة كان باعتقادي موجها باتجاهين؛ الأول استبدال سام فينسنت والثاني الضغط لتوفير مزيد من الدعم حاليا ومستقبلا.
العدد 4779 - الأربعاء 07 أكتوبر 2015م الموافق 23 ذي الحجة 1436هـ