ماذا لو صحت توقعات بعض المراقبين الدوليين، بشأن تورط روسيا في ميادين الحرب الملوثة في سورية؟ وهل سيكون ذلك كتورط الجيش الأحمر السوفياتي في مستنقع أفغانستان في العام 1979 الذي تدخل بشكل مباشر في الأزمة الأفغانية، إلى جانب «الحكومة الاشتراكية الصديقة»، التي ظلت تعاني من تمرد القوى الإسلامية المناهضة للحكم الاشتراكي «الشيوعي» في ذلك الوقت؟
لقد قرر مجلس الاتحاد الروسي بالاجماع، خوض «الحرب على الإرهاب»، واستخدام القوات الروسية للقضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي، الذي يحتل مناطق شاسعة في الأراضي السورية والعراقية معاً... ومع هذا القرار سيكون على روسيا، التي خططت لوضع نهاية محتومة ـ بحسب ـ السياسيين والقادة العسكريين الروس، لهذا التنظيم المتطرف والإرهابي، أن تتوقع خوض معارك شرسة وطويلة الأمد على الساحة السورية، مع محاربين أقوياء ومتعصبين لايديولوجية متطرفة أشبعوا جميع المناطق السورية التي يسيطرون عليها بكميات كبيرة من الدماء وقطع الرؤوس والسيارات المفخخة وهتك الاعراض. وعليه فإنه سيتوجب على الروس مواجهة هذه التنظيمات الإرهابية بقوة، في وقت أصبح فيه حلفاء موسكو الأساسيون يعولون كثيراً على القوة العسكرية الروسية الضاربة، كما لو أنها «العصا السحرية» التي تستطيع أن تقلب الطاولة، وتغير قواعد اللعبة، وتحرز النصر النهائي المنشود على ساحة المعركة.
لقد وعدت روسيا حلفاءها بتحقيق انتصارات مذهلة في ميادين الحرب في سورية، وأخذت تضع القوة العسكرية الصارمة والرادعة في المقام الأول من أولويات التعاطي الجدي مع تنظيم داعش وجبهة النصرة وغيرها من الفصائل المرتبطة بنهج تنظيم «القاعدة».
الإعلان الصادر عن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية في (3 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) قال إن الطائرات الحربية الروسية، التي ركزت بقوة على الأهداف الرئيسية في المعركة، استطاعت أن تقوض القدرات المادية والتقنية للإرهابيين في سورية بشكل ملموس، بعد أن قامت أسراب المقاتلات الروسية في غضون بضعة أيام بأكثر من 60 طلعة جوية، استهدفت خلالها أكثر من 50 موقعاً من مواقع البنية التحتية لتنظيم داعش الإرهابي، واستمرار طلعاتها الجوية اللاحقة، التي شنت من خلالها غارات مكثفة، استهدفت مواقع هذا التنظيم في عقر داره بمدينة الرقة، وتركزت بصورة خاصة على معسكر الطلائع ومحطة البحوث الزراعية ومحطة الوقود العسكرية ومطار الطبقة، وأدت إلى فرار أعداد هائلة من مقاتلي التنظيم الأجانب ونقل عوائلهم من الرقة، باتجاه مدينة الموصل العراقية خوفاً على أرواحهم من حمم نيران الغارات المكثفة، والتي قيل إنها أودت بحياة ما لا يقل عن 12 من مقاتلي التنظيم بينهم قياديون بارزون.
الاعلام الروسي يذكر بانتصار القوات الروسية في حروب الشيشان وجورجيا، وينوه بأنه ليس مثل الجيش الأحمر السوفياتي الذي انتكس وتقهقر من أفغانستان، وأن ما تمتلكه القوات المسلحة الروسية في الوقت الراهن، من مختلف الأدوات والمعدات والأجهزة التقنية والعلمية المتطورة والحديثة داخل الترسانة العسكرية الروسية، سيكون بمقدورها أن تواجه جميع التحديات الخطيرة، وتقوض أو تقطع دابر أعتى المنظمات المتطرفة والإرهابية حول العالم.
في الوقت ذاته، تحدثت وسائل الإعلام الروسية الحكومية الرسمية والأهلية على حد سواء، بشأن الصعوبات الشاقة والمضنية كافة، التي ستواجه روسيا على مختلف جبهات الحرب في سورية، وقال بعضها: «إن خطوات روسيا الأخيرة باتجاه مشاركة القوات الجوية الروسية في غمار الحرب المقدسة ضد الإرهاب، كانت بالطبع مجازفة غير محمودة العواقب، لكن لم يكن لموسكو أية خيارات أخرى لمحاولات التصدي للإرهاب الدولي، والإجهاز النهائي على جماعات تنظيم داعش الإرهابية، وإفشال كل مخططاتها الرامية إلى احتلال العاصمة السورية دمشق؛ لأن سقوط الأخيرة في أيادي عناصر هذا التنظيم، يعني انفتاح الطريق إلى أراضي آسيا الوسطى المتاخمة إلى أراضي الاتحاد الروسي، إذ إن القوى الإسلامية المتشددة في مختلف مناطق القوقاز وحوض الفولغا ينتظرون الفرصة المؤاتية لوصول الطلائع الأولى من المحاربين وأنصار تنظيم داعش وجبهة النصرة». وأبدت جهات أخرى تخوفها من اضطرار القوات الروسية إلى البقاء في سورية لفترة طويلة جداً، قبل أن تقوم بحسم هذه المعركة وبأقصى سرعة ممكنة.
إقرأ أيضا لـ "هاني الريس"العدد 4779 - الأربعاء 07 أكتوبر 2015م الموافق 23 ذي الحجة 1436هـ
احم احم
ليش حرب ملوثة ؟ اذا كانت المعارضة شريفة وفعلا تدافع عن مصلحة السوريين ؟؟؟؟؟
ليش لما ترك النظام اليهم اراضيهم راحوا اللا ايريدون ايقاتلون العلويين واللا ايسقطون الاسد واللا يستبدوا بالناس ؟ وحتى تعرف ان روسيا كانت صديقه لسوريا وما زالت ليش ما اتدخلت اللا بعد ما طفح البحر بجثث السوريين الهاربين من اراضي تسيطر عليه المعارضة ؟ جرب اسال اغلب اللاجئين وهم معارضين ليش ما هربتوا من الاسد ليش هربتوا اراضي المعارضه ؟ احنا مو امخبلين وما نفهم ؟
وانا اتمنى لكل انسان سوري محترم السلامة حتى لو يهودي
أخي الكاتب
روسيا اليوم فرق عن قبل ، قديماً كانت تحارب وجها في زجه اما الآن حروب الكترونية و فضائية .
ليست روسيا فقط
ليست روسيا فقط تحارب وحدها بل تحالف من سوريا وروسيا والعراق والصين وإيران