قتل شاب وأصيبت فتاة فلسطينيان بجروح إثر إقدامهما على طعن إسرائيليين أمس الأربعاء (7 أكتوبر/ تشرين الأول 2015)، ما يلقي ظلالاً على بوادر التهدئة التي صدرت خلال الساعات الماضية عن مسئولين إسرائيليين وفلسطينيين.
وتوسعت دائرة التوتر أمس للمرة الأولى إلى مناطق كانت بمنأى عنه، ودفع التصعيد المتواصل منذ أسابيع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إرجاء زيارة مقررة إلى ألمانيا. وقتل شاب فلسطيني برصاص الشرطة الإسرائيلية أمس (الأربعاء) في بلدة كريات جات في جنوب إسرائيل بعد أن طعن جندياً إسرائيلياً وأخذ سلاحه، بحسب ما أعلن الجيش والشرطة الإسرائيليان.
وقالت الشرطة والجيش إن الشاب قام بطعن الجندي في ذراعه بسكين، وأخذ سلاحه ثم لجأ إلى بناية سكنية حيث قتلته الشرطة.
وبحسب مصادر أمنية فلسطينية فإن الشاب يدعى أمجد حاتم الجندي (17 عاماً) من بلدة يطا في الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة. وحاصر الجيش الإسرائيلي منزل دويات في بلدة يطا، بحسب شهود.
وكانت فتاة فلسطينية تدعى شروق دويات (18 عاماً) أقدمت في وقت سابق على طعن يهودي في ظهره في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة على مقربة من المسجد الأقصى، قبل أن يتمكن الرجل (35 عاماً) من سحب سلاحه وإطلاق النار عليها وإصابتها بجروح خطيرة.
وبذلك يرتفع إلى تسعة عدد القتلى الذين سقطوا منذ الخميس، أربعة إسرائيليين وخمسة فلسطينيين، وهم مستوطنان في شمال الضفة الغربية المحتلة وإسرائيليان في البلدة القديمة بالقدس، وشابان فلسطينيان قتلا بعد مهاجمتهما إسرائيليين بالسكاكين في القدس، وفلسطينيان آخران في الضفة الغربية خلال مواجهات مع جنود إسرائيليين، بالإضافة إلى الشاب الذي قتل أمس.
وأصيب شاب فلسطيني بجروح خطيرة صباح الأربعاء بعد إطلاق مستوطنين إسرائيليين النار عليه في الضفة الغربية المحتلة، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني وشهود عيان. وأصيب الشاب البالغ من العمر 18 عاماً قرب بيت ساحور ونقل إلى قسم العناية المكثفة في المستشفى وحالته مستقرة، وفق مصادر طبية.
وأوضحت الشرطة الإسرائيلية أن الفلسطينيين قاموا بإلقاء الحجارة في المنطقة ما دفع المستوطنين إلى إطلاق النار.
كما أصيب ثلاثة فلسطينيين، أحدهم بجروح خطيرة، بعد أن أطلق عليهم عناصر من وحدة المستعربين الإسرائيلية النار إثر تسللهم إلى صفوف تظاهرة قرب الحاجز العسكري في بيت إيل. وروى صحافيون في وكالة «فرانس برس» أن أربعة رجال ملثمين، أحدهم يحمل علم حركة «حماس» كانوا يلقون الحجارة مع آخرين خلال التظاهرة.
وبعدها، انفصلت مجموعة من الشبان عن باقي المتظاهرين، وأخرجوا مسدسات وأطلقوا النار على شبان فلسطينيين.
وأصيب أحد الشبان في مؤخرة جمجمته. ووصل بعدها جنود إسرائيليون كانوا على مسافة عشرات الأمتار لمساعدة مطلقي النار على سحب الشبان الثلاثة عبر سحلهم من أيديهم باتجاه المركبات العسكرية الإسرائيلية. من جهة أخرى، أعلن مسئول إسرائيلي الأربعاء أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أرجأ زيارة كانت مقررة اليوم (الخميس) إلى ألمانيا بسبب الوضع الأمني. وقال المسئول الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه لوكالة «فرانس برس»: «تم تأجيل الرحلة بسبب الوضع الأمني».
وبدأ التوتر على خلفية إصرار يهود متشددين على الصلاة في باحة المسجد الأقصى. ووصل التوتر أمس إلى مدينة يافا الساحلية قرب تل أبيب حيث تظاهر عرب إسرائيليون ليل الثلثاء دعماً للمسجد الأقصى واندلعت اشتباكات عنيفة بعدها مع الشرطة الإسرائيلية.
ويلوح مع هذه الجولة الجديدة من العنف شبح اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة مماثلة لانتفاضتي 1987 و2000.
العدد 4779 - الأربعاء 07 أكتوبر 2015م الموافق 23 ذي الحجة 1436هـ