استعادت القوات العراقية خلال الساعات الماضية السيطرة على مناطق واسعة حول مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار، في إطار عملية لتحرير المدينة من تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» بدعم من غارات الائتلاف الدولي، حسبما أفادت مصادر أمنية ومحلية أمس الأربعاء (7 أكتوبر/ تشرين الأول 2015).
وقال ضابط في الجيش برتبة عميد من قيادة عمليات محافظة الأنبار لوكالة «فرانس برس»: «تمكنت القوات العراقية من استعادة مناطق استراتيجية ومهمة حول مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد)، من قبضة تنظيم داعش».
وأوضح أن «قواتنا تمكنت من استعادة السيطرة على مناطق زنكورة والبوجليب والعدنانية وأجزاء واسعة من منطقة البوريشة» الواقعة غرب الرمادي. كما سيطرت على منطقة الخمسة كيلو بعد انسحاب المسلحين منها.
وتحدث المصدر عن مقتل عدد كبير من المتطرفين وتدمير عدد آخر من آليات التنظيم الذي اضطر إلى الانسحاب أمام تقدم القوات العراقية.
وأكد عضو مجلس محافظة الأنبار، عذال عبيد الفهداوي لـ «فرانس برس» أن «القوات العراقية تمكنت بمساندة طيران التحالف الدولي الذي يلعب دوراً كبيراً في تنفيذ العملية، من استعادة مناطق واسعة شمال وغرب الرمادي».
وأشار الفهداوي إلى «تحرير حوالى 20 في المئة من المناطق المحيطة بالرمادي» والتي وصفها بأنها «أكثر أهمية من مركز الرمادي كونها تمثل مناطق تحرك وتواصل مسلحي (داعش) بالمناطق الأخرى».
وتوقع الفهداوي أن «يتم تحرير الرمادي بالكامل نهاية الشهر الجاري»، مشيراً إلى أن القوات العراقية تحظى بمساندة من أبناء العشائر».
من جانب آخر، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف للصحافيين أمس (الأربعاء) إن موسكو لم تتلق أي طلب رسمي من بغداد لشن غارات جوية روسية ضد «داعش» في العراق.
كان رئيس لجنة الدفاع والأمن بالبرلمان العراقي قد قال في وقت سابق أمس إن العراق قد يطلب قريباً توجيه غارات جوية روسية ضد «داعش» على أراضيه وإنه يرغب في أن تلعب موسكو دوراً أكبر من الولايات المتحدة في الحرب ضد التنظيم المتشدد.
وفي تطور آخر، قالت وزارة شئون البشمركة في كردستان العراق أمس (الأربعاء) إن مقاتلي تنظيم «داعش» أطلقوا قذائف مورتر تحتوي على غاز الخردل على مقاتلي البشمركة الكردية خلال اشتباكات في شمال العراق في أغسطس/ آب.
وقالت الهيئة المشرفة على القوات المسلحة الكردية في شمال العراق في بيان إن فحوصاً أجريت على عينات دم أخذت من حوالى 35 مقاتلاً كردياً تعرضوا للهجوم في جنوب غرب أربيل عاصمة الإقليم إلى جانب فحوص أجريت لجروح المصابين أظهرت «أعراض الإصابة بغاز الخردل».
ولم تفصح الهيئة عما إذا كان أحد من مقاتلي البشمركة قد توفي نتيجة الهجوم أو مدى خطورة إصاباتهم.
وقال البيان إن العينات أرسلت إلى مختبر خارج العراق لتحليلها بمساعدة أعضاء التحالف الدولي ضد «داعش».
ودعا البيان الدول التي تحارب تنظيم « داعش» لتزويد مقاتلي البشمركة بالمعدات اللازمة للوقاية من هجمات الأسلحة الكيماوية.
وتقدم خمسة دول بينها الولايات المتحدة المساعدة العسكرية للقوات الكردية في شمال العراق.
ويشكل بيان وزارة شئون البشمركة دليلاً يضاف إلى عدد متزايد من الأدلة على أن «داعش» يمتلك مخزوناً من الأسلحة الكيماوية في العراق.
العدد 4779 - الأربعاء 07 أكتوبر 2015م الموافق 23 ذي الحجة 1436هـ