لأول مرةٍ أجد نفسي متحفّزاًً للكتابة عن كتابٍ جديدٍ، قبل أن أتمّ قراءته، لكثرة ما أثاره من شجون وغضب وأحزان.
الكتاب يتحدّث فيه الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل عن «مبارك وزمانه»، ويبدأ فيه بالاعتراف بأنه لم يكن يعرف الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، رغم أنه كان الصحافي الأول في فترة جمال عبدالناصر، وبقي كذلك في عهد السادات حتى 1974، وحتى حين أخرج من «الأهرام»، ظل يكتب عن مصر وقضايا الأمة العربية، بقلم صحافي خبير مطلع على الكثير من الخبايا والأسرار.
من هنا يبدأ هيكل برسم لوحةٍ لمبارك، جزءاً جزءاً، حيث يكشف في كل فصل، نتفاً من المعلومات المتفرقة، ليخرج بالصورة الأخيرة. والغريب أن هيكل الذي كان غائصاً في السياسة المصرية، يكرّر حيناً بعد آخر، أن شخصية مبارك ظلت لغزاً مخفياً عليه، حيث كانت العلاقة بينهما فاترة ومحدودة، رغم أنه أمر بإخراجه من السجن الذي أودعه فيه السادات في سبتمبر/ أيلول 1981، والتقائه به في القصر الرئاسي بعد شهرين من توليه الحكم.
بدأ هيكل بالإشارة إلى الوصف الذي شاع بين المصريين عن مبارك يوم كان نائباً للرئيس، وكنا نسمعه من أصدقائنا الذين كانوا يدرسون في القاهرة، وهو «البقرة الضاحكة»، أخذاً من إعلانات أحد أنواع الجبنة الفرنسية، ويتساءل: «كيف استطاعت «بقرة ضاحكة» أن تحكم مصر ثلاثين سنة؟» وهو سؤالٌ طرحه هيكل ليظلّ عالقاً بذاكرة القارئ يعيد طرحه على نفسه كلما قرأ فصلاً جديداً من الكتاب ويطلق زفرة تأوه: «إششششش». كان يريد أن يوصل رسالةً ضمنية: «كيف حكم هذا الرجل مصر 30 عاماً؟ إنه أمرٌ لا يصدق»!.
مقابل هذه الصورة الشعبية، تبرز الصورة التي رسمها الإعلام الرسمي لمبارك، في أعقاب توليه الرئاسة، باعتباره بطل «الضربة الجوية» في حرب أكتوبر، ويتساءل: كيف تنازلت «الأسطورة» إلى ذلك المشهد الأخير، حيث رأيناه ممدّداً على سرير طبي في محكمة جنايات مصرية، مبالِغاً في إظهار ضعفه، يختلس النظرات بطرف عينه لما يجري حوله. وهي صورةٌ لا تتفق مع ما كان يعتبره مبارك «زمن الإنجاز الأعظم» منذ محمد علي، فكيف يمكن تفسير الأحوال التي ترك مصر عليها، من تفريطٍ وانفراطٍ للموارد والرجال، وتجريفٍ كامل للثقافة والفكر. والغريب أنه حين سأله أحد أصدقائه الخليجيين عن توريث الحكم لابنه ردّ بحدة: «يا راجل حرام عليك... ماذا أورّث لابني؟ أورثه خرابة؟». مع إن موضوع التوريث ثابت تاريخاً، وكان أحد أسباب الثورة الجماهيرية ضده، لأنه مثّل ذلك استفزازاً صارخاً وإهانةً لكرامة المصريين لم يستطيعوا ابتلاعها، رغم كثرة ما ابتلعوه من أمواس.
الكتاب يوحي بأن مبارك عاش في الظل، رجلاً من الصف الثاني، ربما لخلفيته العسكرية وشخصيته الحذرة، وظلّ كذلك حتى حين عُيّن نائباً للسادات، وينقل عن الملك الأردني الراحل حسين، ما أبداه من استغرابٍ حين استقبله في عمّان برسالةٍ من السادات، ولم يستطع الإجابة عن استيضاحٍ بخصوصها إلا بعد عودته للقاهرة ومراجعة الرئيس.
هيكل رسم لوحاتٍ زاهيةً لعبدالناصر، من خلال سلسلة كتبه عن الحقبة الناصرية، ورسم لوحةً بشعةً لحقبة السادات في كتابه «خريف الغضب»، أما مبارك فبدأ برسم لوحته من خلال رصد دوره في اغتيال الزعيم السوداني الهادي المهدي، الذي كان معارضاً لجعفر النميري، حيث ألمح إلى أنه مهندس العملية، التي تمّت بتفجير عبوة ناسفة أخفيت في سلّة مانجو، قُدّمت هديةً للضحية المغدور.
من الجانب السياسي، كان مبارك امتداداً لسياسات السادات، فهو ينظر إلى الروس حيث درس في الاتحاد السوفياتي، على أنهم فقراء، أما الأميركان «مريّشين»، و «لا يمكن لأحد أن يختلف أو يعادي الأميركان». إنها نسخةٌ أخرى باهتةٌ لنظرية السادات بأن «99 من أوراق الحل بيد أميركا»، التي دفعت المنطقة العربية ثمنها تبعيةً وارتهاناً للسياسات الأميركية طوال أربعين عاماً.
الكتاب مثيرٌ للأشجان والغضب والحزن على أمةٍ خرجت من التاريخ ومهدّدة اليوم بالخروج من الجغرافيا... ولابد من عودةٍ أخرى للحديث عن مبارك وزمانه الذي هو زماننا، بعد إكمال الكتاب.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4778 - الثلثاء 06 أكتوبر 2015م الموافق 22 ذي الحجة 1436هـ
عادي
يحكم لاثين خمسين سنة
انت في بلد عربي
كل شيء عادي
نهاية
نهاية كل ظالم
وصدقو الاوليين لك يوم يا ظالم خل السرقات تنفعك
لو كل حاكم نفد وصايا رسول الله \\ص\\ فى امور الاسلام شان الدنيا بخير
هيكل
يتكلم حقائق وارقام. ويجيب فضايح بعض الناس. لذلك يكرهونه بعضن من الناس.
الى زائر 2
وماذا عمل السادات للامة العربية؟ وباع المصريين وهم بانه عام الرخاء 1980 ومحين حل الاجل ما كانوا يحصلون لحم في السوق. وماذا عمل حسني مبارك؟ عمل من مصر خرابة بتصريحه نفسه (الذي ذكره قاسم حسين في مقاله. 30 سنة جعل مصر خرابة وبعدين يمثل دور مريض على طريقة (سو نفسك ميت). بلاء الأامة من هؤلاء الحكام الذين تمجدهم. ما ندري شنو عاجبنك فيهم
السبب العلمي
لمعرفة اسباب استمرار شخصية مثل حسني مبارك يجب مشاهدة جميع حلقات المسلسل التلفزيوني البريطاني القديم : نعم معالي الوزير و نعم معالي رئيس الوزراء.
فعلا هذا هو السؤال
كيف استطاع هذا الرجل ان يحكم مصر 30 سنة؟؟؟؟؟
هيكل شخص كئيب يعشق الفاشلين أمثال صدام و القذافي و ناصر
هيكل يحب القادة العنتريين، أهم شيء يكون هذا القائد معادي للغرب، مو مهم الشعب يموت من الجوع، مو مهم تدخل في حرب تدمرك و تدمر اقتصادك .... أهم شيء تكون ممانع عنتري من شلة صدام و القذافي و عبد الناصر و تشافيز و الخميني و نصر الله. شخص باختصار غاوي مشاكل.
أمثال هيكل هم مأساة الأمة العربية، يبيعونها الأوهام بأنها ند للغرب و يورطونها في حروب تنتهي بهم إلى الدمار و الحروب و الأمراض و الفقر.
الله يرحمك يا أنور السادات و يفرج عنك يا أبو علاء، إن شاء الله السيسي يقتدي بكم و لا يسمع لنصائح هيكل.
كلام غريب
هل اصبح اصحاب المبادئ (بعض الذين ذكرتهم) قاده فاشلين؟ ماذا تعرف عن حقبة عبد الناصر و هل تعلم ان من افقر المصريين و دمر اقتصادهم هي سياسات السادت و خليفته مبارك. اما عن السيد نصر الله فحدود الجنوب اللبناني شاهدة على ما انجزة رجالة من تحرير غير مشروط و بدون اي اتفاق مذل مع المحتل. .....
زائر 9 اللي يسمعك يقول مصر أيام عبدالناصر كانت اليابان
يا عمي من يومها مصر جوع و ... و عشوائيات، الحين وقفت على حسني مبارك و السادات بتحطون عليهم كل مصايبكم. يكفي السادات شرف أنه حرر سيناء اللي الفاشل عبدالناصر خسرها لإسرائيل في 6 أيام و مساحتها 16 أضعاف أرض فلسطين! يكفي حسني مبارك أبو علاء شرف انه ما تمسك بالكرسي و رحل بعد 18 يوم و لا استخدم الجيش و الطيران مثل المجرم بشار الأسد .... يقصف شعبه. تريدون مجرم مثل بشار الأسد يقصفكم بالبراميل المتفجرة، بس حسني مبارك هالذهب اللي كان له فضل كبير في تحرير الكويت تسمونه (.....).
ماذا تقول يا مان
حسني مبارك رحل لأن تخلت عنه أمريكا و صارت أزمة بين أمريكا و ...بهالسبة هذا اولا
ثانيا يعني الناس ما تموت إلا بالبراميل المتفجرة؟ عجل شهداء الثورة المصرية ماتوا من ويش!
هيكل هو عراب الفاشلين
أول من ابتلي بنصائح هيكل كان عبدالناصر و النتيجة نكسة 67
بعدها التف على القذافي و بدأ يوسوس في أذونه مثل ابليس و ورطه في دعم الجيش الجمهوري الإيرلندي و شفنا شلون انتهى القذافي في النهاية
و التف أخير على صدام و ورطه في الكويت.
هذا مصيبه و أنا ما أدري معجبين فيه على ويش!
حشيش فاخر.
من جايب هالهرار؟ معلومات عجيبة