سعدت، كما سعد غيري من المواطنين، بزيارتكم الأخيرة لمنطقتنا، وأشكركم على هذه الزيارة الكريمة، ليس لشخصكم فقط، وإنما لما أحدثته من تغيُّرات إيجابية، تهم جميع أبناء المنطقة.
الزيارة، التي قمتم بها، أحدثت تغيُّرات، وتحولات نفسية، وسلوكية، واجتماعية، وخدمية كبيرة في منطقتنا.
فلأول مرة نرى وجوه الموظفين، ومسئولي الإدارات، تعلوها الابتسامة الكبيرة، ويبدون تواضعاً واحتراماً للناس، بدلاً من حالة التجهُّم، والترفُّع، والكبرياء، التي عادة ما نراها، ونواجهها دوماً. أصبحوا وقت زيارتكم يبتسمون للمارة، وعموم المواطنين، ويحترمون مشاعرهم، بل ويستقبلون شكاواهم بكل مودة وترحيب.
ولأول مرة نرى شوارعنا مزدانة، ونظيفة، تكسوها الأشجار المقلَّمة، والزهور المتنوعة، بلا مطبات، أو حفر فيها، حتى إن أرصفتها تم طلاؤها بألوان زاهية وجميلة، وتم إعادة سفلتتها بصورة مستوية، كما تم تشغيل الإنارة فيها لتصبح متلألئة.
استغربنا من قيام المقاولين بجهود كبيرة لتنفيذ كل هذه الأعمال خلال أيام قصيرة، بينما كنا نطالب بإصلاح هذه الشوارع، وتنظيفها منذ عدة سنوات، حتى تنازلنا، وطلبنا فقط ردم الحفر، وإصلاح المطبات كي لا «تُعدم سياراتنا»، ولكن لا مجيب.
توقعنا أن هذه الأعمال ستتفرَّع عن الشارع الرئيسي، الذي ستمرون عليه، لتشمل أيضاً شوارع الأحياء المجاورة له، التي تملؤها الحفريات «المزمنة»، وتعيش في ظلام دون إنارة، ولا خدمات، أو أرصفة للمشاة.
كانت زيارتكم المستشفى محل تقدير كبير، حيث وقف الطاقم الإداري والطبي فيه وهم في أجمل حلة، وعمت الروائح الزكية غرف المرضى، وعملت كل الأجهزة الطبية ومكيفات التبريد دون خلل، وهو أمر لم نكن نراه يحصل عندما نراجع المستشفى في أي وقت مضى.
معالي المسئول: من المفارقات الجميلة التي لمسناها خلال زيارتكم المجمع التعليمي في منطقتنا، المعاملة الإنسانية والتربوية الرائعة من قِبل المعلمين، وتعاملهم الراقي مع أبنائنا الطلبة، بينما كنا نشكو دوماً من سوء تصرفاتهم، ومعاملتهم، التي تصل أحياناً إلى الضرب، والتعنيف لأبنائكم الطلبة.
فهؤلاء الطلاب الذين رأيتهم يقدمون لكم أناشيد وطنية رائعة، وهم في تمام فرحتهم، وبهجتهم أثناء زيارتكم، كانوا قبل ذلك يبدون عابسين، ومتذمرين من أجواء وبيئة المدرسة، وكأنهم يذهبون إليها مكرهين.
فعلاً كانت لزيارتكم آثار إيجابية عديدة، ولذا أقترح على معاليكم، والرأي لكم، تكرار مثل هذه الزيارات شهرياً حتى يمكن إنجاز ما لم يتم عمله من خلال المكاتبات، والاجتماعات الروتينية، ويمكن تحقيق مستوى أكبر وأفضل من الخدمات للمواطنين، والأهم إضفاء روح التعامل الإنساني مع الناس من قِبل المسئولين، وضمان استمرار توزيع الابتسامات علينا من قِبلهم، وإنهاء إجراءات معاملاتنا المعطَّلة.
إذا أردت معاليكم التأكد مما سبق، وما كتبناه، فلعلك تقوم بزيارات مفاجئة وغير معلنة، وتتجول في أحياء، ومناطق في غير المسار المحدد من قِبلهم، وتلتقي بعموم الناس، وتسألهم عن آرائهم، وانطباعاتهم، وملاحظاتهم.
مرة أخرى نتقدم لمعاليكم بالشكر الجزيل، ونترقب تكرار هذه الزيارة الميمونة بصورة مختلفة.
إقرأ أيضا لـ "جعفر الشايب"العدد 4778 - الثلثاء 06 أكتوبر 2015م الموافق 22 ذي الحجة 1436هـ