افتتح معرض البحرين للتدريب والتعليم أمس الثلثاء (6 أكتوبر/ تشرين الأول 2015)، أبوابه للباحثين عن فرص دراسية وأخرى وظيفية شاغرة، وسط تأكيدات من الشريك المنظم للمعرض «مؤسسة ميد بوينت» بتوافر 170 فرصة عمل تنتظر من يشغلها.

وفيما سيفتتح المعرض (رسمياً) اليوم (الأربعاء)، نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، فإن عددا كبيرا من الطالبات والباحثين عن عملٍ تواجدوا مبكراً في أجنحة المعرض الثلاثة في مقره، حيث يقام بقاعة التاج في فندق ريجنسي البحرين.

ممثل مؤسسة «ميد بوينت» بالمعرض حسين محمد حبيب، كشف في حديثٍ لـ»الوسط» عن توافر 170 وظيفة شاغرة في مختلف المؤسسات العارضة، داعياً الشباب البحريني الباحث عن عمل إلى «اغتنام الفرصة».

وقال: «إننا في المعرض نهدف إلى خلق فرص وظيفية حقيقية للباحثين عن عمل في مختلف التخصصات»، مضيفاً «قمنا بالتواصل مع وكالات التوظيف العالمية، واليوم لدينا في المعرض 60 عارضا مابين مؤسسات تعليم عال ووكالات توظيف».

وعن الهدف من وراء شمول المعرض لمؤسسات تعليم وتدريب في آن واحد، بيَّن حبيب «الطالب في نهاية المرحلة الثانوية يكون بين خيارين، إما اكمال مشواره الأكاديمي أو الالتحاق بسوق العمل. نحن في المعرض وفرنا كلا الخيارين ليكون الطالب على اطلاع مسبق بالفرص التعليمية والوظيفية المتاحة له على حد سواء».

السفارة الأميركية: بعثات للراغبين في إكمال دراستهم بواشنطن

في جناح السفارات، خصصت سفارة الولايات المتحدة الأميركية لها ركناً بالمعرض، قالت إن الهدف منه «تعريف الطلبة البحرينيين على الجامعات المعتمدة في أميركا والاشتراطات المطلوبة لمن يرغب في مواصلة دراسته هناك».

ويشتمل المعرض على 3 أجنحة، هي: المؤسسات التعليمية، السفارات، الشركات.

اخصائية الشئون الأكاديمية بالسفارة سمر حسن، ذكرت لـ»الوسط»، إن السفارة الأميركية حرصت على التواجد في المعرض لتعريف الطلبة في آخر سنة للثانوية على البرامج والجامعات الأميركية التي تقدم البرامج الأكاديمية المعتمدة في مختلف المجالات»، مشيرةً إلى أن السفارة توفر باشتراطات معينة منحاً مجانية لمن يرغب في مواصلة الدراسة بأميركا، وتشمل هذه المنح «طلبة المدارس والطلبة الجامعيين».

مؤسسة عارضة: نحتاج 35 موظفاً... ورواتبنا تصل إلى 2500 دينار

في جناح مؤسسات التوظيف، ازدحم المعرض بالمؤسسات العارضة والباحثين عن عمل الذين أودعوا «سيفياتهم» لدى كل المؤسسات العارضة كما قال أحدهم لـ»الوسط»: «هذا أحنا ندور... أمشي وأفلت سيفياتي وإن شاء الله أحصل وظيفة».

هذه النبرة اليائسة إلى حدٍ ما من شابٍ عاطلٍ من العمل، قابلتها نبرة واثقة مصدرها أحد مندوبي الشركات بالمعرض، والذي أكد لـ»الوسط» أن «العروض الوظيفية التي تقدمها شركتنا تتراوح رواتبها بين 400 إلى 2500 دينار»، مبيِّناً حاجة فرع الشركة بالبحرين إلى 35 موظفا في مختلف التخصصات»، ومفيداً «لدينا كثير من التخصصات منها، المصارف والسياحة والفندقة ونظم المعلومات وغيرها».

طالبوا بمنح المواطنين أولوية في التوظيف
جامعيون باحثون عن عمل: «الواسطة» و«مزاحمة الأجانب» أحبطانا

 لم يخفِ شباب بحرينيون باحثون عن عمل، شعورهم بالإحباط جراء بقائهم عاطلين لفترات طويلة بعد نيلهم الشهادات الجامعية، معتبرين أن «الواسطة ومزاحمة الأجانب» أبرز التحديات التي تواجه سوق العمل في البحرين.
تلك شهاداتٌ سجلتها «الوسط» على هامش معرض البحرين للتدريب والتعليم ماقبل العمل الذي افتتح أبوابه أمس (الثلثاء) ويستمر حتى اليوم (الأربعاء)، في فندق شيراتون البحرين بالمنامة.
فتاة بحرينية رفضت التصريح باسمها، قالت إنها حاصلة على دبلوم في الموارد البشرية ومتخرجة منذ العام 2003 ولاتزال تبحث عن عمل.
وأكدت أنها طوال الفترة الماضية كانت تبحث عن فرصة جيدة دون جدوى، مشيرةً إلى أن أغلب الشواغر التي عرضت عليها «لا تناسب فتاة جامعية»، كما أن «معظمها دون تأمين».
الفتاة ألقت باللائمة على ما أسمته بـ»مزاحمة الأجانب في سوق عمل صغير كالبحرين، الأمر الذي يقلص الفرص المتاحة للمواطن» -بحسب تعبيرها- ، مؤكدةً أيضاً أن «الشاب الذي ليس له معارف أو واسطة في مكان ما سيتعب كثيراً لحين الحصول على فرصة عمل حقيقية ومناسبة»، داعياً المسئولين البحرينيين المعنيين إلى «إيلاء المواطن البحريني أولوية في التوظيف».
شابٌ آخر التقته «الوسط» في ردهات المعرض وهو يبحث عن عمل.
السيد جعفر، مواطن عشريني تخرج للتو من الجامعة العربية المفتوحة بشهادة بكالوريوس في إدارة الأعمال.
ورغم حداثة تخرجه، إلا أن السيدجعفر عبر عن «تشاؤمه من الحصول على وظيفة مناسبة لمؤهله الأكاديمي»، وقال: «في البحرين يجب عليك ألا تضع طموحات كبيرة لأن الواقع صعب. يعني عليك أن تقبل بالحد الأدنى من الأجر المحدد للجامعي 400 دينار، ثم تفكر كيف يجب أن يزيد هذا الراتب»، مردفاً «مع أنه في ظل هذا الغلاء الفاحش فإن أقل راتب يجب أن يكون 600 دينار».
وأوضح «ورغم أن البحريني يجد نفسه مضطراً للعمل بأدنى الرواتب، إلا إن كثيرا من الشركات تضع تعقيدات أيضاً على عملية التوظيف وأهمها اشتراط الحصول على خبرات مسبقة»، متسائلاً «كيف يمكن للفرد اكتساب الخبرة قبل حصوله على العمل»، معتبراً أن دول الخليج تتمتع بظروف أفضل من حيث تسهيل دخول الخريجين الجامعيين إلى سوق العمل.
«الآن أتممنا عاماً كاملاً دون الحصول على وظيفة». بهذه العبارة أجاب مجموعة من الشباب الذين تحدثنا معهم بينما كانوا مشغولين بتقديم مؤهلاتهم إلى إحدى شركات التوظيف العارضة.
وقال الشباب: «تخرجنا من معهد البحرين للتدريب، تخصص الهندسة الإلكترونية، وذهبنا نبحث عن فرص عمل في مختلف الأماكن إلا أن أياً منا لم يتوظف حتى الآن، ويبقى الجواب الرسمي «مازلتم على قائمة الانتظار».
وتابعوا «شهاداتنا مطلوبة في السوق، ولكن الشركات تطلب عددا معينا من سنوات الخبرة، ونحن نتساءل كيف تأتي الخبرة إذا كل الشركات أوصدت أبوابها أمامنا»، مطالبين المسئولين عن سوق العمل في البحرين إلى ضرورة النظر في حالات الشباب المتعطل والذي يبحث عن الأمن المعيشي من خلال الوظيفة.
هذا وقبل خروجها من المعرض، صادفت «الوسط» قصة نصفها طموح ونصفها الآخر يأس. بطلها شاب بحريني باحث عن عمل، دفعه تعطله إلى مواصلة دراسته العليا أملاً في مستقبلٍ أفضل.
الشاب الذي رفض التصريح باسمه، قال إنه تخرج منذ عامين من جامعة البحرين بشهادة باكلوريوس في إدارة الأعمال، لكن سوق العمل الذي بخل عليه بوظيفة مناسبة، دفعه إلى الانضمام للجامعة مجدداً لمواصلة «الماجستير في إدارة الأعمال» أملاً في فتح أفقٍ جديد له أفضل من السابق.
عندما تحدث لـ»الوسط»، بدا الشاب يائساً من حصوله على وظيفة مناسبة، حتى قال: «لا أريد أن تكون نصيحتي للشباب عدم إكمال دراستهم الجامعية. ففي النهاية لن تحصلوا على وظائف»، مواصلاً «الدراسة مهمة لكن إذا لم تنفعك في الحصول على وظيفة تجعلك محبطاً».
وتابع «بحثت كثيراً ولم أجد فرصة عمل مناسبة، وبعضهم عرض علي العمل لقاء راتبٍ قدره 250 دينارا فقط!»، متسائلاً «هل هذا معقول؟»، ومؤكداً أن «العمالة الأجنبية تزاحم المواطنين في كل مكان، والواقع الاقتصادي الضاغط في البحرين إلى جانب الأحداث السياسية مابعد 2011 كلها صعَّبت فرص الحصول على عمل أكثر من ذي قبل».