أبلغت شركة البحرين للمواشي قصابين في اجتماعهم معهم قبل أيام، أن الشركة باعت ذبيحتين فقط من اللحوم الأسترالية المذبوحة محليا، مطلع هذا الأسبوع مقابل 3500 ذبيحة على الأقل كانت تباع قبل رفع الدعم مطلع الشهر الجاري.
وقال القصابون لـ «الوسط» إن الشركة أخبرتهم أنها ستعقد اجتماعا الأسبوع المقبل لبحث خياراتها إزاء عزوف سوقي المنامة والمحرق عن شراء اللحوم التي ارتفعت أسعارها بنسبة لا تقل عن 220 في المئة عن السعر السابق، مشيرين إلى أن هذا الاجتماع سيخصص فيما يبدو لإعلان الشركة رسميا بيعها اللحوم على المطاعم والفنادق مباشرة دون استلامها من القصابين كما كان معمولا به سابقا، على أن يضاف 100 فلس على سعر الكيلو نظير توفيرها لهم بعد التقطيع والتنظيف.
وأردفوا «ماذا يعني أن دولة يزيد عدد السكان فيها على مليون شخص، لا تباع فيها إلا ذبيحتان فقط في يوم كامل! في الوقت الذي كانت الشركة تبيع فيه 3500 رأس قبل قرار رفع الدعم، ويصل العدد إلى 5000 ذبيحة في أيام الإجازات والعطل؟ هذا يعني أن هناك مشكلة كبيرة خلقتها الحكومة بسبب هذا القرار، وينبغي عدم دفن الرؤوس في الرمال، بل العمل مع كافة الأطراف على إيجاد بدائل لمعالجتها والتقليل من أضرارها، فماذا كان سيضر المسئولين لو أخذوا بالآراء المختلفة التي طرحت سابقا وناقشوها وأوجدوا لها الحلول؟ أليس ذلك أفضل من كل هذا اللغط الذي تعيشه البحرين كلها اليوم!».
وأكملوا «مع بدء وقف بيع وشراء اللحوم من الشركة، باتت محلاتنا مغلقة رسميا لأجل غير معلوم، ما يسبب لنا المزيد من الخسائر والضرر، وخاصة مع وجود العمالة التي نقوم بتوفير رواتبهم الشهرية وإيجار المحلات التجارية، بالإضافة إلى انه لم يعد هناك مصدر دخل لأسرنا حاليا».
وختم القصابون «حذرنا سابقا من تداعيات قرار الحكومة رفع الدعم عن اللحوم، وقلنا اننا سنكون المتضرر الأكبر من هذا القرار؛ لأن رفع السعر سيؤدي إلى عزوف المستهلكين عن الشراء وبالتالي لن يكون بمقدورنا بيع كميات من اللحوم تحقق لنا ولو حتى المبلغ الذي نصرفه على شراء الذبائح، لذلك فإن قرار وقف البيع والشراء لم يكن إلا تحصيل حاصل بسبب حالة الكساد التي أصابت السوق، وهو ما تعبنا من ترديده للمسئولين على مدى الأشهر السابقة».
وبدأ عزوف المستهلكين عن شراء لحوم الأغنام الاسترالية مستمرا بعد رفع أسعارها بواقع 220 في المئة بعد دخول قرار إعادة توجيه الدعم الحكومي للحوم حيز التنفيذ مطلع الشهر الجاري، في الوقت الذي التحق قصابو المنامة بنظرائهم في المحرق في رفض استلام اللحوم من الشركة وبيعها للمستهلكين.
وذكر قصابون بسوق المنامة المركزي للحوم أنهم تعرضوا لخسائر مادية كبيرة نظير شراء الذبائح الطازجة، وكذلك الأخرى المبردة المعروفة بالمكفنة خلال الأيام الماضية، حيث لم تلق إقبالاً من جانب المستهلكين لاسيما المواطنين منهم، حيث بقيت أغلب الذبائح تراوح مكانها منذ يوم الجمعة، واضطر القصابون والجزارون إلى تخزينها لتفادي تلفها ثم عرضها باليوم التالي.
وبيّن عدد من القصابين والجزارين بالسوق المركزي أنهم أوقفوا شراء وبيع الذبائح التي توفرها شركة البحرين للمواشي، سواء الطازجة أم الأخرى المبردة اعتباراً من يوم أمس (الثلثاء) (6 أكتوبر/ تشرين الأول 2015)، حيث تعرض الجميع للخسارة لعدم إقبال الزبائن، على أمل أن تتخذ الحكومة قراراً أو تعيد النظر في قرارها السابق في هذا الشأن.
العدد 4778 - الثلثاء 06 أكتوبر 2015م الموافق 22 ذي الحجة 1436هـ
النتيجة اكيد بتكون فساد على حساب المواطن البحريني الفقير