أعلن مسئولون في «البنتاغون» أمس (الثلثاء) أن روسيا أبدت في شكل غير رسمي استعدادها لبذل جهود لتفادي أي حوادث محتملة في الأجواء السورية بين الطيارين الروس والأميركيين.
وأوضح أحد هؤلاء المسئولين متحدثاً في إطار جولة أوروبية لوزير الدفاع الأميركي، أشتون كارتر أن موسكو أعلنت استعدادها للوفاء بالتزامات قطعتها خلال جولة أولى من التفاوض.
من جانبه، قال المسئول بوزارة الدفاع الروسية، إيجور كوناشينكوف إن وزارة الدفاع التركية اقترحت على روسيا ضرورة أن يشكل الجانبان مجموعة عمل مشتركة لتنسيق التحركات المتصلة بالغارات الجوية الروسية في سورية.
من جانب آخر، أعلنت موسكو أمس أنها لا تعتزم إرسال قوات برية لقتال تنظيم «داعش» في سورية، ولن تدعم أي متطوعين روس يرغبون في المشاركة في النزاع.
إلا أن رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الروسي، الأميرال فلاديمير كومويدوف قال لوكالة «إنترفاكس» للأنباء إن وحدة من المتطوعين الروس سينضمون إلى الجيش السوري.
بيروت - أ ف ب
اتهم حلف شمال الأطلسي أمس الثلثاء (6 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) روسيا بتعمد انتهاك المجال الجوي التركي خلال شنها ضربات في سورية، في حين حذر الرئيس رجب طيب أردوغان موسكو من خسارة صداقة بلاده بعد كشف أنقرة عن تعرض مقاتلاتها لمضايقة جديدة.
وتزامن هذا التوتر مع شن روسيا للمرة الأولى منذ بدء عملياتها الجوية في سورية ضربات استهدفت مدينة تدمر الأثرية ومحيطها في وسط سورية، الواقعة تحت سيطرة تنظيم «داعش»، بحسب الاعلام السوري الرسمي والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
لكن الجيش الروسي سرعان ما نفى هذا الأمر.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي في بروكسل إن تكرار روسيا خرق الأجواء التركية «ليس عرضياً. إنه انتهاك خطير» داعياً إلى «عدم تكرار الأمر».
وأعلن الجيش التركي الثلثاء عن تعرض مقاتلات تركية من طراز إف16 الإثنين لـ «مضايقات» جديدة من طائرة ميغ29 مجهولة الهوية أقدمت على تشغيل رادارها لتحديد هدفها استعداداً لإطلاق صاروخ لمدة «استمرت أربع دقائق وثلاثين ثانية».
وأضاف أن «مضايقة» أخرى طالت طائراته هذه المرة بصواريخ أرض-جو نشرت على الأراضي السورية استمرت أربع دقائق و15 ثانية.
وشدد الرئيس التركي في تصريح من بلجيكا على أنه «لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي والتغاضي عن ذلك»، محذراً أنه «إذا خسرت روسيا صديقاً مثل تركيا تتعاون معه في عدة مجالات، فإنها ستخسر الكثير. يجب أن تعلم روسيا ذلك».
ويعد إعلان الجيش التركي الثلثاء الثالث من نوعه في غضون يومين، إذ أعلنت انقرة الإثنين عن اعتراض مقاتلات إف 16 تركية لطائرة حربية روسية انتهكت المجال الجوي التركي يوم السبت عند الحدود السورية وأرغمتها على العودة. وأفادت عن تعرض مطاردتين تركيتين الأحد «لمضايقة» من طائرات ميغ-29 مجهولة على الحدود السورية أيضاً.
وبحسب ستولتنبرغ، استمر هذان الحادثان «لفترة طويلة بالمقارنة مع الانتهاكات السابقة للمجال الجوي (من قبل روسيا) في مناطق أخرى في أوروبا» موضحاً «لهذا السبب نأخذ ذلك على محمل الجد الكبير».
وحاولت روسيا احتواء التوتر مع أنقرة وحلف شمال الأطلسي، وأقر المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشنكوف مساء الإثنين بدخول «طائرة عسكرية روسية من نوع سوخوي 30 لبضع ثوان إلى المجال الجوي التركي أثناء مناورة فيما كانت عائدة إلى مطارها»، لكنه برر الحادث بأنه «نتيجة أحوال جوية سيئة في هذه المنطقة ولا يتوجب النظر إليها بوصفها مؤامرة».
ونقل التلفزيون السوري الرسمي الثلثاء عن مصدر عسكري أن «القوات الجوية لروسيا الاتحادية بالتعاون مع القوات الجوية السورية استهدفت أوكار تنظيم «داعش» في مدينة تدمر ومحيطها، ما أدى إلى تدمير عشرين عربة مصفحة وثلاثة مستودعات ذخيرة وثلاث منصات صواريخ».
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» إن «الطائرات الحربية الروسية شنت ثلاثين غارة على الأقل على مدينة تدمر أمس وبعد منتصف ليل الإثنين الثلثاء، ما أدى إلى مقتل 15 عنصراً من التنظيم وإصابة العشرات بجروح».
لكن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشنكوف صرح لاحقاً لوكالات الأنباء الروسية أن «كل معلومات وسائل الإعلام الأجنبية عن أن مقاتلات روسية شنت غارات جوية على مدينة تدمر عارية تماماً عن الصحة».
وأضاف أن «سلاحنا الجوي في سورية لا يستهدف المدن المأهولة، فكم بالأحرى إذا كانت تضم مواقع أثرية».
وشنت الطائرات الروسية ليلاً وفق المرصد، أربع غارات استهدفت محافظة الرقة، معقل التنظيم الجهادي في شمال سورية، أدت إلى مقتل أربعة من عناصر التنظيم.
وفي محافظة حلب (شمال)، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر عسكري أن الطائرات الروسية نفذت «سلسلة من الضربات الجوية الدقيقة على مجموعة أهداف لتنظيم «داعش» الإرهابي في منطقة دير حافر والباب»، أدت إلى تدمير مقر قيادي للتنظيم.
في موازاة ذلك، نقلت صحيفة «الأخبار» اللبنانية القريبة من دمشق عن «ضابط سوري رفيع» إن الضربات الحالية للطائرات الروسية «تستهدف نقاط ارتكاز المجموعات المسلحة التي تربط المحافظات، كتلبيسة والرستن التي تربط حمص بحماه (وسط)، واللطامنة وكفرزيتا وخان شيخون التي تربط حماه بإدلب (شمال غرب)، وجسر الشغور التي تربط اللاذقية (غرب) بإدلب».
وأوضح مصدر عسكري سوري لوكالة «فرانس برس» أن «العمليات الروسية لا تزال في مرحلتها الأولى ولن تقتصر على هذه المناطق» مضيفاً أنها «ستتوسع لتشمل مناطق أخرى في الأشهر المقبلة».
واعتبر أنه من المبكر الحديث عن عملية عسكرية برية انطلاقاً من أن «المجال مفتوح اليوم أمام الضربات الجوية التي يشنها الطيران الروسي».
وحذرت الأمم المتحدة الإثنين من أن ما تشهده الأجواء السورية من وجود لمقاتلات تابعة للائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وأخرى تابعة لروسيا «يؤدي إلى وضع مليء بالمخاطر».
وفي مؤشر على تعقيد الوضع الراهن، أكد الجيش الإسرائيلي الثلثاء انعقاد مباحثات بين مسئولين روس وإسرائيليين في تل أبيب على مدى يومين بعد اتفاق الطرفين على آلية لتنسيق الأعمال العسكرية الثنائية بهدف تجنب أي احتكاك في سورية.
العدد 4778 - الثلثاء 06 أكتوبر 2015م الموافق 22 ذي الحجة 1436هـ