في أمر لافت، أزاح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الحكم الدولي الإيراني علي رضا فغائي وبقية الطاقم وهو من بلاده عن إدارة مباراة الإياب في نصف نهائي دوري أبطال آسيا بين الأهلي الإماراتي والهلال السعودي والتي ستقام في دبي يوم العشرين من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، وعينت بدلاً منهم الطاقم المونديالي البحريني المكون من نواف شكرالله حكماً للساحة ومساعداه ياسر تُلفت وإبراهيم سبت والحكم الرابع جميل جمعة.

ويأتي ذلك وفقاً للمطالبات السعودية بإبعاد الحكام الإيرانيين بسبب الظروف السياسية التي تمر بها المنطقة وتوتر العلاقات، وكان هذا الحكم الإيراني سبق له أن أدار ذهاب نهائي النسخة الماضية بين الهلال السعودي أيضاً وسيدني الأسترالي في أرض الأخير وانتهت المباراة بفوز أصحاب الأرض بهدف دون رد، ويومها أشار السعوديون لوجود بعض الأخطاء من الحكم، لكنهم صبوا جام غضبهم على حكم لقاء الرد وهو الياباني نيشيمورا الذي أغفل مالايقل عن ثلاث ركلات جزاء هلالية يومها، وبالتالي لا يريد الهلاليون خسارة اللقب الآسيوي من جديد وفقاً لأخطاء تحكيمية كما يقولون، علماً بأن العلاقة متوترة بين السعوديين وبالذات الهلاليين والاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي حرم جماهير الفريق الأزرق من حضور ذهاب مباراة دور الثمانية بنسخة هذا العام أمام لخويا القطري بناءً على ماتم اعتباره خروجاً عن النص من هذه الجماهير في مباراة بيروزي الإيراني بدور الـ16، في قرار اعتبره الهلاليون بأنه مُجحف وذكروا أنه لا يُقارن بالتصرفات المستمرة الخارجة عن النص من جماهير كل الفرق الإيرانية والتي لم تلقَ سوى التهديد بالإيقاف والغرامات فقط من الاتحاد الآسيوي.

ولم يتوقف مسلسل التوتر عند هذا الحد، إذ ثارت ثائرة الهلاليون حينما تم إيقاف مدافعهم البرازيلي ديغاو لمباراتين قبل يوم واحد فقط من مباراة الذهاب أمام أهلي دبي والتي انتهت بهدف لكلا الفريقين، إذ عوقب بناءً على تصرفه الخارج عن النص في مباراة الإياب أمام لخويا، علماً بأن الفاصل بين المباراتين كان 14 يوماً، لكن قرار الإيقاف لم يصل للسعوديين إلا قبل يوم من مباراة الأهلي.

وحفلت بعض القرارات الآسيوية بالإثارة في السنوات الأخيرة، ومن أبرزها مثلاً مطالبة نادي أولسان هونداي الكوري الجنوبي بإبعاد الطاقم البحريني بقيادة شكرالله عن نهائي دوري أبطال آسيا 2012 بين الفريق الكوري والأهلي السعودي على اعتبار قوة العلاقة بين البحرين والسعودية وقرب البلدين من بعضهما البعض!، ويومها لاقى هذا التغيير الاستياء من قبل الكثير من المتتبعين!

ويمتلك شكرالله ومساعداه تلفت وسبت خبرة كبيرة ستمكنهم إن شاء الله من قيادة اللقاء القادم الذي سيتحدد على إثره المتأهل للنهائي بنجاح تام، بالذات كونهم قادوا الكثير من المباريات الهامة على الصعيد الآسيوي بالإضافة للمشاركة في تحكيم مباريات مونديال كأس العالم 2014 بالبرازيل بالإضافة لكأس العالم للأندية في اليابان 2012 وكأس العالم للشباب في تركيا 2013، وإياب نهائي دوري أبطال آسيا 2013 بين جوانزو الصيني وسيئول الكوري الجنوبي، وآخر محطات هذا الطاقم التحكيمية الكبيرة كانت في ذهاب دوري أبطال آسيا هذا العام بين جوانزو الصيني وغامبا أوساكا الياباني يوم الأربعاء الماضي 30 سبتمبر/ أيلول وانتهت صينية بهدفين لهدف، وبالتالي سيكون الحكام البحرينيون أول طاقم يدير مباراتين في نصف نهائي دوري أبطال آسيا بالنظام الجديد.

ولم يشأ الإماراتيون التعليق سابقاً على أي خطوة ممكن أن يقوم بها الاتحاد الآسيوي من ناحية الحكام، ولكن القارئ لمابين السطور يعرف تماماً ومن خلال حسابات نادي أهلي دبي الرسمية على وسائل التواصل أن هنالك رضاً على قيادة الحكام الإيرانيين للمباراة وعدم الرغبة في تغييرهم، وبالتالي فإن هذا من الممكن أن يُثير حفيظتهم بعض الشيء على اعتبار أن اتحاد اللعبة استجاب لطلب السعوديين دون سبب!