«يجب أن يرحل فوراً... اللاعبون لا يرغبون في استمراره» بهذه الكلمات علق نجم كرة القدم الفرنسية السابق مارسيل ديسائي على خسارة فريق تشلسي الأخيرة أمام ساوثهمبتون في الدوري الإنجليزي وذلك في تحليله على مجريات اللقاء الدراماتيكي على قناة «بي إن سبورت» الإنجليزية.

فتشلسي الذي كان في مفترق طرق ولا مجال أمامه لخسارة رابعة في المسابقة نجح في التقدم مبكراً على ملعبه وبين جماهيره ليتلقى بعدها ثلاثة أهداف متتالية.

وضعية تشلسي فسرها الخبير ديسائي بأن اللاعبين لم يعودوا يرغبون في استمرار المدرب ولا يثقون به، وأن ردة فعلهم السلبية طوال الموسم وتحديداً في مباراة ساوثهمبتون تبين بشكل واضح حالة التململ في صفوفهم وعدم الرضا على فلسفة واستراتيجية المدرب.

مورينهو الذي اشتهر بقدراته التحفيزية العالية وبتمكنه من بناء المجموعة على روح واحدة افتقد هذا الموسم أهم مميزاته، فاللاعبون لم يعودوا يثقون به وقاده غروره الكبير إلى السقوط المدوي إلى الآن بعد أن افتقد لاعبوه الحماس الكافي للعب.

عندما تفقد الرغبة لن تنفعك كل الخطط والتكتيكات الفنية للتغير من وضعك، فالأساس أولاً هو الحافز الداخلي الذي يقودك نحو العطاء وتجاوز المحن ومن دونه فإن الأمور تسير للأسوأ وهو ما بات جلياً في فريق تشلسي الذي تلقى خسارته الرابعة في 8 مباريات مقابل فوزين وتعادلين ليجمع 8 نقاط احتل بها المركز 16 في الدوري في واحدة من أسوأ بداياته على الإطلاق.

حامل اللقب والفريق الذي بدا لا يقهر الموسم الماضي على رغم احتفاظه بتشكيلته التي دعمها أيضاً إلا أنه انهار سريعاً بعد انهيار اللاعبين نفسياً.

غرور مورينهو دفعه إلى الاعتقاد أنه قادر متى ما أراد على تحفيز لاعبيه مجدداً، فاستمر في انتقادهم علنا واصطدم أيضاً بجهازه الطبي ومعاونيه وبوسائل الإعلام وبالمدربين المنافسين وحتى الحكام لم يسلموا من لسانه.

النتيجة كانت أنه فقد أهم عناصر قوته وبات بلا حيلة أو قدرة على التغيير، ولكنه مع ذلك مازال يكابر رافضاً الاستقالة تماماً ومصرحاً أن تشلسي لن يجد أفضل منه.

وقال مورينهو: «لن أستقيل... لن أستقيل، وإذا ما أردتم إقالتي فأقيلوني ولكن لن تجدوا أفضل مني».

موقف مورينهو المتشبث بموقعه على رغم رفض اللاعبين الواضح له هو موقف المصدوم الذي وجد نفسه فجأة دون مستقبل واضح ودون بدائل حقيقية، وهو موقف من أعماه غروره عن قراءة الواقع.

ليفربول الذي يعتبر وضعه أفضل بكثير من تشلسي لم تتحمل إدارته ما وصل إليه الفريق فقررت التخلص من المدرب رودجرز سريعاً والتعاقد مع الألماني كلوب.

إدارة تشلسي ربما مازالت تؤمن بقدرات مورينهو الخارقة في تعديل الوضع، ولكن الواضح تماماً أن الزمن لا يعود للوراء، والسبيشل ون ربما بات من الماضي.