لا يختلف اثنان من المحللين والمراقبين السياسيين حول الدور الذي لعبته ثلاثة أطراف سياسية هي كل من روسيا وايران وحزب الله في الحيلولة دون سقوط النظام السوري حتى الآن منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية السلمية ضده بالتزامن مع اندلاع ثورات الربيع العربي مطلع العام 2011، وإذا ما نحينا جانباً الاعتبارات الدينية والسياسية المشتركة لفهم دوافع طهران وحزب الله لنجدة النظام السوري، فإن دوافع موسكو لدعمها اللامحدود لدمشق في ظل النظام الروسي الجديد باتت تختلف عن دوافعها في العهد السوفياتي، فخلال عهد هذا الأخير استند دعم موسكو لدمشق الى اعتبارات التقارب الفكري والايديولوجي بين البلدين وعدائهما السياسي المبدئي المشترك ضد الإمبريالية الأميركية والصهيونية واسرائيل، أما في العهد الروسي الحالي فإن دوافعها باتت أقرب ما تكون إلى المنطلقات البراغماتية أكثر منها الى الاعتبارات العقائدية - الايديولوجية، ممزوجة بحنين جارف لاستعادة شيء من مراكز نفوذها السياسية والاستراتيجية الذي افتقدتها في المنطقة العربية، والتي كانت تتمتع بها في الحقبة السوفياتية، وخصوصاً في كل من مصر الناصرية واليمن الجنوبي والعراق والجزائر وليبيا، حتى لم يتبق لها اليوم سوى التعويل على سورية، آخر حصون نفوذها في الشرق الأوسط والذي تستميت للحيلولة دون سقوطه؛ لعلها تثبت بذلك أنها استعادت قوتها كدولة عظمى كما كانت في العهد السوفياتي، لا تقل في الندية عن غريمتها الولايات المتحدة التي كانت تتفرد معها في التربع على النظام الدولي السابق الثنائي القطبية قبل انهيار الاتحاد السوفياتي.
والآن وإثر الانهاك والاستنزاف الرهيبين اللذين بلغهما النظام السوري على مدى أربع سنوات ونيف من حرب الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا والغرب وقوى إقليمية عربية فقد باغتت موسكو الغرب والمجتمع الدولي بإقدامها على شن غارات على مواقع داعش مستخدمة مقاتلات حديثة آخر فخر الصناعة العسكرية البالغة التطور ما أثار حفيظة واحتجاج أميركا والغرب الذين لا يريدون قضاء مبرماً سريعاً على داعش مادامت سياسة غاراتهم على داعش البطيئة والصبورة بعيدة المدى تحقق مصالحهم.
وأكبر الظن أن الغارات العسكرية الروسية على داعش أرادت منها موسكو اختبار كفاءة وفاعلية مقاتلاتها من جهة، وإنقاذ نظام بشار حليفها الأساسي في المنطقة من جهة أخرى، ولتكسب بذلك مقعداً لها مؤثراً في أية تسوية دولية مصيرية وشيكة حول مستقبل ومصير النظام.
بيدَ أنَّ هذا الدفاع العسكري الروسي المباشر اليوم يختلف عما كان عليه في العهد السوفياتي، سواء خلال حرب 1967 في مواجهة العدوان الاسرائيلي، أم خلال حرب أكتوبر 1973، أم حتى خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان 1982، والذي شاركت خلاله القوات السورية المتواجدة في لبنان مع التحالف الوطني اللبناني مع المقاومة الفلسطينية في صد العدوان الأسرائيلي إثر تعرض القوات السورية لضربات موجعة من قِبل العدوان ذاته.
وفي تلك الفترة وفي أعقاب رحيل الزعيم السوفياتي ليونيد بريجنيف الذي اقترن اسمه بجمود الدولة السوفياتية أدلى خلفه يوري اندربوف المعروف بحزمه مع الغرب وأميركا، وكان من سوء حظ الدولة السوفياتية والعرب رحيله المبكر، أدلى بتصريح شهير أشبه بالانذار جاء فيه «لن أسمح لأحد بهزيمة سورية»، بل لم تتردد القوات السوفياتية المتواجدة على الاراضي السورية حينذاك باسم «خبراء سوفيات» في المشاركة في القتال سرياً وفي اسقاط طائرات اسرائيلية، ومنها اسقاط طائرة اميركية فوق الاراضي اللبنانية جرى تفكيكها ونقلها الى موسكو للتعرف على أسرارها التقنية المتطورة. (حوار مقدم برنامج «رحلة في الذاكرة» خالد الرشد في قناة روسيا اليوم مع رئيس اركان فوج صواريخ الدفاع الجوي السوفياتية في سورية الجنرال السوفياتي الكساندر كوزاك).
وكم كانت موسكو قد تسببت بترددها خلال الحقبة السوفياتية في استخدام كل ثقلها ونفوذها السياسي والعسكري للحيلولة دون هزيمة حلفائها العرب (مصر وسورية تحديداً) في حرب (يونيو / حزيران 1967) بدعم عسكري مباشر من الولايات المتحدة، في خسارة نفوذها في الشرق الأوسط، وكذلك بتفرجها على احتلال ثلثي لبنان في عدوان 1982، وكان كل ذلك، كما نعلم، من أسباب زوال نفوذها في الشرق الأوسط، فتضعضع نفوذ قوتها كدولة عظمى داخليّاً وخارجيّاً وصولاً إلى انهيارها المريع مطلع تسعينات القرن الماضي.
إقرأ أيضا لـ "رضي السماك"العدد 4777 - الإثنين 05 أكتوبر 2015م الموافق 21 ذي الحجة 1436هـ
المصلحه فوق كل شي
دائما ننظر للامريكان والاروبين والروس علي انهم متعاطفين معنا ومع قضيانا ولكن في نهايه المطاف هم مع مصالحهم البحته ومستعدين يتعاونوا مع ابليس اذا تطلب الامر لتحقيقها واليوم كل حليف قاعد يحارب بالوكاله بدم الشعب السوري الجريح ولاندرى أين نهاية هذا الصراع
أنقاذ بشار كما تدعي
أنقاذ بشار كما تدعي = أنقاذ الشعب السوري من جحيم المتشددين
لله تضحياتك يا سوريا
مضحك مبدأ انقاذ نظام بشار
مضحك مبدأ انقاذ نظام بشار في حين يجب ان يعتبره كاتب عربي هو أنقاذ شعب منهك قتل منه مئات الآلاف وشرد منه المئات
يجب ان ينقذ الشعب السوري أولا والذي هو وبعد تجربة متشددة سيكون رحوم على سوريا مقارنة بالمتشددين
مجرد تعقيب على كلامك ليس كل ما قلته صحيح ونعرف التاريخ افضل
راح تعرف ان بوتين لما نصب رئيس لروسيا قد قال انه راح يسترجع القرم وفيه فيديوات حقه وهو ماشي على خطى ثابته وراح تشوف ان رئيس الاتحاد السوفيتي واللي قبل بوتين كانو مجرد عديمي التقدير بالاصح ما عرفو شلون يستغلون قدرات السوفيت ولا حافظو على السوفيت وتفكك الاتحاد ,, حاليا بقيادة بوتين تحاول تستعيد قوتها ودورها الدولي والاقليمي في المنطقه ,, اما الناتو فهو من يتعدى على روسيا ويحاول يهمشها ويضعفها ويكيد لها المكائد فحاليا منهج وفكر وقدرات وقوة روسيا تغيرت خصوصا بعد ما انكشف وجه اميركا الدكتاتوري