5 أكتوبر/ تشرين الأول هو اليوم الذي يحتفل فيه المعلّم بيومه، هو اليوم الذي يتذكّر الجميع المعلّم، فيقال عنه شمعة ويقال عنه مجاهد ويقال عنه أب، ويتغنّى البعض بإلقاء قصيدة من الشعر له، وكلّ مدرسة من مدارس البحرين تحتفل بهذا اليوم لمدّة ساعة أو أقل تقريباً، وبعضها يكون أكثر بقليل، وتُعطى للمعلّم شهادة وهديّة رمزية، وينتهي اليوم، ويرجع المعلّم الى صفّه كأنّ شيئاً لم يكن!

في يوم المعلّم يشتكي كثير من أولياء الأمور عدم وجود معلّم في المدارس، على رغم وجود الكفاءة في البيوت! وفي يوم المعلّم، أي بعد شهر تقريباً من الدراسة، ينتهي المطاف بالطالب من دون معلّم، ووزارة التربية والتعليم ترد وتصد وتجول وتصول، بأنّها وفّرت المعلّمين، وأنّها أقامت الخطط حتى لا يخسر الطالب ساعات التمدرس، وفي كثير من الأحيان تلقي باللوم على الهيئة الادارية التي لم تبلّغها بوقت كافٍ، ودوماً ساحة مسئولي الوزارة بريئة مما يحدث حولها!

أتذكر في السابق عندما كنّا في صفوف الدراسة لمدّة 12 عاماً، بأنّ المعلّم لم يغب إلاّ في الضرورات، ليس لأنّه يريد الغياب ولكن لمرض ألمّ به أو لظرف طارئ حدث له، وفي كلا الحالتين كانت المدرسة لديها كم معقول من المعلّمين لكي يسيروا بالعملية التعليمية، حتى لا يفقد الطالب تلك الساعات التي تتكلّم عنها الوزارة، فيا ترى ما الخلل الموجود في أيّامنا هذه لكي يغيب المعلّم شهراً وشهرين من دون وجود بديل له؟!

نعتقد بأنّ وزارة التربية والتعليم هي المنوطة بتوفير المعلّم الذي سيحل محل زميله في حال غيابه، حتى لا يفقد الطالب شهراً من دون علم ومعرفة، ونعتقد بأنّ الوزارة لديها خلل في ايجاد المعلّم، على رغم عدد المعلّمين الوافدين الذين استقطبتهم، فأين هو الخلل وكيف تستطيع حلّه؟!

ويا حبّذا لو قامت الوزارة بإرسال الخبراء لمعرفة مدى تذمّر المعلّم من التدريس ومن المدرسة، فهناك شريحة غير قليلة من المعلّمين يبحثون عن عمل آخر، ويتمنّون لو لم يكونوا في سلك التربية والتعليم، مع انّها في بداية الثمانينات كانت من أرقى المهن وأفضلها على الإطلاق، وكان راتب المعلّم من أقوى رواتب الدولة.

نعم ليس لوزارة التربية والتعليم دخل في رواتب ودرجات المعلّم، ولكنّها صوت للمعلّم وتستطيع الدفاع عن حقوقه كاملة، فحتّى معلّمو المدارس الثانوية كانوا يشتكون من عدم دخول مكافأة تمديد الدوام، فمن يعوّضهم عمّا يخسرونه من وقت؟!

هم يخسرون التواجد مع أبنائهم، ويتأخّرون عن بيوتهم، وليس لديهم حيلة إلاّ القبول أو التحقيق لرفضهم الأوامر! وليس لديهم صوت بالرّفض، مع انّ أكثريّتهم يريدون الخروج في وقت مبكّر.

ناهيك عن المرشد الاجتماعي، الذي يحضر قبل الدوام بنصف ساعة ويتأخّر بعد الدوام بنصف ساعة أو ساعة، يعتمد على ادارة المدرسة، من دون حصوله على تعويض، أو حتّى تقدير لما يقوم به، وقد يقول قائل بأنّ المرشد الاجتماعي لا يتأخّر كل يوم، ولكن هذا أيضاً ليس في جميع المدارس، فهناك مدارس تعتمد على المرشد الاجتماعي فقط في دخول وانصراف الطلبة، ولكأنّ المرشد الاجتماعي (سوبرمان/ سوبروومان)! وليس هناك إجراء صحيح حول وضع التأخير والحضور مبكِّراً!

في يوم المعلّم لك الله يا معلّم، وفي يوم المعلّم ندعو لك يا معلّم يا ابن وطني، فأنت والغريب واحد، بل الغريب أفضل لأنّه ينصرف مع وقت الدوام، وأنت تبقى تكابد وتحل المشكلات إلى وقت متأخّر، فشكراً لك ألف شكر.