انطلقت في مدينة دبي الإماراتية اليوم الاثنين (5 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) جلسات "القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي" بحضور أكثر من ألفي شخصية من صانعي القرار وقادة الأعمال من جميع أنحاء العالم.
وهذه القمة هي الثانية التي تنظمها دبي، وتحمل دورة العام الجاري عنوان "دعم الابتكار، استحداث للفرص".
وافتتح الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الإمارات، حاكم دبي، جلسات القمة ،مؤكدا أنها "تخط مساراً صحيحاً لإحداث تغيير جوهري في الخارطة الاقتصادية على مستوى العالم".
وأضاف :"عندما فكرنا في إطلاق مبادرة دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي، وضعنا نصب أعيننا أن تكون هذه المبادرة إسهاماً منّا في صناعة منظومة اقتصادية مستدامة، تفرض نفسها بما تحمله من ميزات على خارطة الاقتصاد العالمي."
وتابع :"منظومة الاقتصاد الإسلامي هي منظومة تتناغم فيها الأخلاق مع الإبداع في العمل، والالتزام العالي بغايات التنمية الحقيقية لتعطي نتائجها بحجم آمال وتطلعات كافة شعوب الأرض مهما اختلفت الساحات أو العوامل والظروف".
واستطرد :"الاقتصاد الإسلامي ليس وسيلة لإنتاج السلع ونمو الثروات فحسب، بل هو حاضنة لإنتاج القيم والأخلاق التي تحقق رفعة الإنسان وتطور الشعوب. ولا أظن أننا بحاجة لبذل جهد كبير في إقناع العالم بجدوى الاقتصاد الإسلامي، لأنه وبكل بساطة بات يشكل ضرورة موضوعية ملّحة للخروج من الأزمة الاقتصادية المتواصلة حتى اللحظة".
واعتبر حاكم دبي أن "الاقتصاد الإسلامي هو الضمانة الأكيدة لعدم تشكل الأزمات من جديد. هذه المنظومة الاقتصادية التي نرعاها ونطورها اليوم هي تعبير عن جميع القيم الإسلامية التي تنشر العدالة والرحمة والمساواة في الأرض، وهي أداتنا الحكيمة في تجفيف منابع التطرف والتعصب، عبر تحقيق التنمية والارتقاء بالمستوى الثقافي والوجداني للبشر".
من جانبه، قال محمد القرقاوي، رئيس مجلس إدارة مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي أن القمة "ستنقل العالم إلى مرحلة اقتصادية جديدة تشكل فيها الاستثمارات الإسلامية العصب الحيوي للنشاط الاقتصادي العالمي".
وأضاف :"خلال السنوات القليلة الماضية، استطعنا الانتقال من مرحلة الدراسة والتمهيد، إلى مرحلة التفاعل العالمي مع قطاعات الاقتصاد الإسلامي، من المنتجات الحلال إلى الصيرفة والتمويل الإسلامي، مروراً بكافة الركائز والقطاعات التي تلاقي رواجاً عالمياً وطلباً متزايداً كل يوم. إن هذا التنامي السريع للاقتصاد الإسلامي كمّاً ونوعاً هو خير دليل على صوابية الرؤية، ودقة التوقيت، وعلمية الطرح الذي شكل بوصلة مسيرتنا في تطوير هذه المنظومة الاقتصادية."
وناقشت الجلسة الافتتاحية للقمة تفعيل النمو الاقتصادي الوطني من خلال فرص الاقتصاد الإسلامي.
وتضمّن اليوم الأول من القمة، التي ينظمها على مدار يومين مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة دبي وتومسون رويترز، جلسة رئيسية على هيئة مناظرة بين الرؤساء التنفيذيين للشركات حول مدى الارتباط بين قطاعات الاقتصاد الإسلامي والتمويل الإسلامي، فيما عقدت جلسات متوازية حملت عناوين: "التمويل الإسلامي: استراتيجيات التعاون والتقارب على المستوى العالمي"، "الاقتصاد الإسلامي: الاستفادة من الفرص الديموجرافية"، "الاقتصاد الإسلامي: الاستثمارات في قطاع الأغذية والسفر"، "التمويل الإسلامي: نمو الأوقاف".