في أجواء تعبق بها روائح الورود والعود وتغمرها السعادة والفرح وتطرزها الضحكات وبسمات الخريجين والأساتذة وأولياء الأمور، احتضن مركز الخليج للمؤتمرات بفندق الخليج، احتفاء الجامعة الأهلية بالفوج العاشر من خريجيها، مساء السبت الماضي الموافق (3 أكتوبر/ تشرين الأول 2015)، حيث تم تخريج نحو 300 طالب وطالبة ممن أنهوا متطلبات برامج الماجستير والبكالوريوس من كليات الجامعة الأهلية الخمس بمختلف تخصصاتها.

وقد حضر حفل التخرج عدد من كبار المسئولين وأعضاء مجلسي الشورى والنواب وأعضاء مجلس إدارة الأكاديمية العربية للخدمات التعليمية والبحوث، الشركة القابضة للجامعة الأهلية، وأعضاء مجلس الأمناء والوجهاء والأعيان وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية بالجامعة وأولياء أمور الطلبة الخريجين وأقاربهم وأصدقائهم.

وفي كلمة مؤثرة للبروفيسور الرئيس المؤسس للجامعة الأهلية وربان سفينتها، عبدالله يوسف الحواج، قال مخاطبا طلبته الخريجين: «إن الجامعة الأهلية لن تودعكم أبدا، ولن تترك أيا منكم فريسة للمجهول على أية حال، سنكون دائما معكم وإلى جواركم، بالمتابعة المستمرة والتواصل الحميم، أبوابنا ستظل مفتوحة أمامكم سواء استكملتم مراحل دراساتكم العليا أم اخترتم طريق الحياة العملية سبيلا لتتويج ما تحصلتم عليه من علوم ومعارف».

وأضاف «وعدتكم أن أتحدث عن المستقبل، أن أحلم به ومعكم، كيف سيكون ياترى؟ وأنتم تودعون مرحلة لتستقبلون مرحلة أخرى؟ ماهو الحال الذي ستكونون عليه بعد خمس سنوات مثلا؟ هل سترضون عن وظائفكم؟ عن رواتبكم؟ ماذا ستقولون لأبنائكم عن مرحلة الدراسة والاجتهاد؟ عن الفرح عندما يتكلل سهركم بالنجاح، عن القلق العميق عندما تنتظرون مع زملائكم نتيجة المادة الأصعب في المقرر؟ بالتأكيد ستكون هناك عشرات القصص والحكايات، وبالتأكيد سيكون كل منكم على أعلى درجة من المسئولية وهو يحاول نقل تجربته إلى أبنائه من بعده وإلى أحفاده بعد أن تنضج التجربة، ويمضى قطار العمر، وبالتأكيد سيكون كل منكم في شأن، وسيان أدركتكم جل أحلامكم أو بلغتم المختلف عنها في مشوار حياتكم، فإن الابتسامة العريضة ستكون حتما مرسومة على جباهكم، وأنتم تتذكرون كلماتي لكم، فتسألون أين أستاذنا الآن؟ كيف حاله؟ فيكون الجواب هو: ذلك الحلم الكبير الذي عاشرتموه معي ونحن نبني هذا الصرح العظيم، ونخوض من الصعاب ما لايمكن أن يتصوره عقل من أجل أن يكون للعلم ذلك الأثر المهيمن على منظومة البناء في مملكتنا الحبيبة البحرين».

وفي السياق نفسه سجل البروفيسور الحواج كلمة شكر وعرفان للقيادة العليا ممثلة في قائد المسيرة عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وباني النهضة رئيس الوزراء الموقر صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، ورجل المستقبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، حفظهم الله ورعاهم على ما قدموه ولايزالون من دعم ومساندة ومؤازرة ورعاية للجامعة الأهلية منذ انطلاقتها ولعموم القطاع التعليمي في مملكة البحرين.

كما وسجل الرئيس المؤسس خالص الشكر والعرفان إلى الجهات التي لولاها لم يتحقق للجامعة الأهلية ما تريد، وفي مقدمتهم وزير التربية والتعليم رئيس مجلس التعليم العالي، وأعضاء المجلس وأمانته العامة، والهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريب، ووزارتي المالية والإسكان، ومجلس التنمية الاقتصادية.

ثم كانت كلمة رئيس الجامعة الجديد البروفيسور منصور العالي والتي بارك فيها للطلبة الخريجين وعائلاتهم، كما ونوه فيها بجهود وعطاءات خلفه البروفيسور الحواج، حيث قال: أقف أمامكم لأخلف رجلا فذا، وانسانا معطاء، وهو أخي وصديقي ومعلمي، البروفيسور عبدالله الحواج.

وأضاف «البروفيسور عبدالله الحواج، هذه الشخصية البارزة في مجتمع البحرين، جاهد وحاول لسنين عديدة بإطلاق فكرة إنشاء الجامعات الأهلية الخاصة من منطلق وطني لتضاهي أعرق الجامعات في العالم. ومثلما هو معروف لقد نجح الرجل في بناء الجامعة الأهلية لتقدم مثالاً يحتذى من أجل تعليم متميز للشباب البحريني والخليجي والطلبة من شتى انحاء العالم، حيث أنه ومن خلال عطائه ومتابعته فازت الأهلية بتصنيف الفئة الاولى من بين الجامعات البحرينية، كما أنه باهتمامه ومتابعته حصلت الجامعة على تقدير (جدير بالثقة) في 11 برنامجاً بمعنى 11 من 11 أو 100 في المئة.

وتطرق رئيس الجامعة إلى استراتيجيتها الجديدة للخمسة أعوام المقبلة، ليكشف اللثام عن عزم الجامعة استنباط برامج جديدة متميزة شديدة التوافق مع مقتضيات سوق العمل، ومواصلة الجهود الرامية إلى الارتقاء بالبحث العلمي بين الأساتذة والطلبة والتركيز على الأبحاث التي تخدم البحرين، بالإضافة إلى استخدام أرقى الطرق في التعليم والتعلم لتخرج الجامعة طلبة متميزين، مبدعين ، Entrepreneurs، منتجين، طلبة يتحلون بالخلق الكريم، طلبة معززين بانتمائهم وولائهم لوطنهم، وكذلك التعاون مع جامعات عالمية مرموقة في مجال البحث العلمي والتبادل الطلابي والأكاديمي.

وفي كلمة الطلبة الخريجين التي قرأتها الخريجتان شيخة حسن ونوره قلداري، عبرتا عن عظيم شكرهما وامتنانهما للجامعة ممثلة بقائد مسيرتها البروفيسور عبدالله الحواج وخير خلف له وهو البروفيسور منصور العالي وجميع أعضاء هيئتها الأكاديمية والإدارية على الجهود المبذولة التي وصلت بهم إلى هذا اليوم المشرف.

وذكرتا أنها لحظاتٌ حاسمةٌ ومؤثرةٌ في تاريخِ كلِ طالبٍ وطالبة، لحظاتِ الفرحِ الممزوجةِ بالألمِ الذي يعتصرُ قلوبنا لأننا سنودعُ مقاعدَ الدراسةِ التي عشنا عليها أجملَ السنواتِ، لمرحلةٍ جديدةٍ في عالمِ الغدِ المأمولِ، لحظاتٍ تحملُ كلَ معنى الحبِ والتقديرِ للجامعة التي احتضنتهم ومثلت البيت الثاني بالنسبة لطلابها.

وفي أعقاب ذلك كرم الرئيس المؤسس البروفيسور عبدالله الحواج بمعية القائم بأعمال رئيس مجلس الأمناء البروفيسور مروان راسم كمال ورئيس الجامعة البروفيسور منصور العالي 29 من الخريجين المتميزين، ثم كرموا عموم الخريجين وسط بهجة وسرور ملأت أرجاء القاعة وتفاعل معها أولياء أمور الخريجين والجمهور.