أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اليوم الأحد (4 أكتوبر/ تشرين الأول 2015)، أن المنطقة الخضراء شديدة التحصين في وسط بغداد باتت مفتوحة أمام جميع المواطنين. ويأتي ذلك في إطار إصلاحات وضعت جراء احتجاجات تطالب بمزيد من الشفافية والانفتاح.
وكانت المنطقة التي تبلغ مساحتها عشرة كيلومترات مربعة على ضفة نهر دجلة محظورة إلى حد بعيد بالنسبة للعراقيين العاديين جراء المخاوف الأمنية من بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 للإطاحة بنظام الرئيس الأسبق صدام حسين.
وتضم المنطقة الخضراء مباني حكومية وسفارات أجنبية بينها سفارة الولايات المتحدة. وترمز المنطقة لعزلة حكام العراق عن المواطنين وتسببت في تعطيل مروري كبير في المدينة التي يقطنها سبعة ملايين نسمة.
وعلى مدى سنوات سدت الحواجز الخرسانية ونقاط التفتيش الجسور والطرق السريعة المؤدية إلى المنطقة التي كانت في وقت من الأوقات تضم مقار قيادة الاحتلال الأمريكي وقبلها كانت قصور صدام حسين.
وكتب العبادي في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر "أن افتتاح المنطقة الخضراء من الإجراءات التي وعدنا مواطنينا بها وها نحن نشهد افتتاحها... إننا ماضون بإجراءاتنا الإصلاحية ولن نتراجع عنها من اجل مصلحة مواطنينا وبلدنا."
وتأتي هذه الخطة بعد موجة احتجاجات في العاصمة العراقية وفي كثير من المدن الجنوبية تطالب بتوفير الخدمات الأساسية ومحاكمة الساسة الفاسدين وبتطهير النظام المثخن بالفساد وانعدام الكفاءة.
وألغت الحكومة العراقية مناصب حكومية كبيرة وخفضت التدابير الأمنية والامتيازات للساسة في مسعى لخفض تبديد الأموال العامة ولإرضاء المواطنين الغاضبين بسبب سوء الأداء الحكومي.
وقال مسئولو أمن إن مدخلي المنطقة الخضراء فتحا أمام المواطنين العاديين وإن القوات الخاصة التابعة للجيش ستتولى مهمة الحفاظ على الأمن.
وقال سعد الحديثي إن العبادي بنفسه كان في استقبال بعض المواطنين بسياراتهم لدى دخولهم المنطقة الخضراء اليوم الأحد عبر واحد من المداخل التي افتتحت في الآونة الأخيرة.
وقال العميد سعد معن المتحدث باسم وزارة الداخلية إن القوات الخاصة التابعة للجيش ستضمن بالتنسيق مع العملية الأمنية ببغداد أن يستتب الأمن لمنع أي هجمات.
وعلى الرغم من الحواجز الخرسانية التي تحمي المنطقة الخضراء فقد كانت في كثير من الأحيان هدفا لتفجيرات خلال السنوات الماضية.