أعلنت منظمة "أطباء بلاد حدود" اليوم الأحد (4 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) انها سحبت موظفيها من مدينة قندوز بعد يوم من قصف يعتقد انه ناجم عن غارة اميركية استهدفت مستشفى تابع للمنظمة في المدينة المضطربة وادى الى مقتل 19 شخصا.
واعلنت المنظمة مقتل 19 شخصا في المستشفى احترق عدد منهم حتى الموت على اسرتهم في القصف الذي استمر اكثر من ساعة حتى بعد ابلاغ السلطات الاميركية والافغانية بان المستشفى يتعرض للقصف. وصرحت متحدثة باسم المنظمة لوكالة فرانس برس ان "المستشفى التابع لمنظمة اطباء بلا حدود لم يعد صالحا للعمل. وتم نقل جميع مرضى الحالات الحرجة الى مرافق صحية اخرى ولم يتبق اي من موظفي المنظمة يعملون في المستشفى".
واضافت "لا استطيع ان اؤكد في هذه المرحلة ما اذا كان مركزنا للطوارئ في قندوز سيعاد فتحه ام لا".
ودانت المنظمة الغارة التي استهدفت المستشفى السبت ووصفتها بانها "مريعة وتشكل انتهاكا خطيرة للقانون الدولي".
وقالت ان القوات الافغانية وقوات التحالف على معرفة تامة بالموقع المحدد للمستشفى بعد ان تم تزويدها بالاحداثيات الجغرافية للمستشفى التي تقدم خدماتها الطبية منذ اربع سنوات.
واضافت انه رغم الاتصالات مع مسئولين في كابول وواشنطن، الا ان المبنى الرئيسي الذي يضم وحدة العناية المركزة وغرف الطوارئ تعرض لضربات "مكررة ودقيقة للغاية" كل 15 دقيقة تقريبا لاكثر من ساعة.
وقالت المنظمة إن نحو 105 مرضى ومرافقيهم اضافة الى اكثر من 80 من موظفي الوكالة المحليين والدوليين كانوا في المستشفى حين حدوث القصف.
وصرح رئيس برامج المنظمة في شمال افغانستان هيمان ناغاراثنام بأن "القنابل سقطت وبعد ذلك سمعنا صوت طائرة تحوم فوقنا".
واضاف "بعد ذلك كان هناك فترة توقف، ثم سقطت المزيد من القنابل. وتكرر ذلك مرارا. عندما خرجت من المكتب، كان المبنى الرئيسي للمستشفى مشتعلا".
وتابع "تم نقل الأشخاص الذين كانوا قادرين على الحركة الى مكانين محصنين في المبنى لضمان سلامتهم. اما المرضى الذين لم يكونوا قادرين على الهرب فقد احترقوا حتى الموت بينما كانوا راقدين في اسرتهم".
وقتل في القصف 12 من موظفي المستشفى وسبعة مرضى على الاقل بينهم ثلاثة اطفال، وأصيب 37 آخرون.
واعلن المفوض الاعلى لحقوق الانسان في الامم المتحدة زيد رعد الحسين ان الغارة الجوية "غير مبررة" و"قد تكون اجرامية".
ودعا زيد الى تحقيق معمق وشفاف معتبرا انه "اذا اعتبر القضاء ان (الغارة) متعمدة فان ضربة جوية على مستشفى قد تشكل جريمة حرب". واضاف ان "هذا الحدث مأسوي جدا وغير مبرر وقد يكون اجراميا".
وقدم الرئيس الأميركي باراك اوباما السبت التعازي قائلا انه ينتظر نتائج التحقيق.
واضاف في بيان نشره البيت الابيض "اوجه باسم الشعب الاميركي احر التعازي للعاملين الطبيين وباقي المدنيين الاخرين الذين قتلوا او جرحوا في الحادث الماسوي في مستشفى اطباء بلا حدود في قندوز".
واضاف "ان وزارة الدفاع بدات تحقيقا كاملا وننتظر النتائج قبل الحكم النهائي على ملابسات هذه الماساة".
وتابع "وسنستمر في العمل بتعاون وثيق مع الرئيس (الافغاني اشرف) غني والحكومة الافغانية والشركاء الدوليين لدعم قوات الامن والدفاع الافغانية في عملها من اجل ضمان امن البلاد".
وكان وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر اعلن السبت ان "تحقيقا كاملا" يجري لكشف ملابسات القصف الذي استهدف مستشفى اطباء بلا حدود لكن من دون تاكيد ما اذا كان الاميركيون شنوا الغارة.
واقر حلف شمال الاطلسي سابقا بان القوات الاميركية ربما كانت وراء عملية القصف بعد ان وجهت قواتها ضربة قالوا انها استهدفت مواقع للمسلحين.
وشهدت هذه المدينة الكبيرة في شمال افغانستان معارك طاحنة بين مقاتلي طالبان وقوات الامن الافغانية خلال الاسبوع الجاري.
ولم تتمكن قوات الامن الافغانية من مقاومتهم طويلا في ما يدل على الصعوبات الهائلة التي تواجهها لاحتواء المقاتلين الإسلاميين الناشطين في معاقلهم في الجنوب والشرق.