سجل سوق الأجهزة المتنقلة المتصلة بمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي أكبر انخفاض في تاريخه في الربع الثاني من 2015، وجاء ذلك في أحدث دراسة نشرتها شركة IDC للأبحاث، المزود العالمي الرائد لدراسات السوق والخدمات الاستشارية والفعاليات الخاصة بأسواق تقنية المعلومات والاتصالات والتقنيات الاستهلاكية. وأوضحت IDC في دراستها أن السوق قد سجل انخفاضاً بلغ 8% في الشحنات خلال الربع الثاني، حيث عدد الشحنات تجاوز بقليل 8 ملايين وحدة.
ويتشكل سوق الأجهزة المتنقلة المتصلة بدول مجلس التعاون الخليجي من شحنات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والحاسبات المحمولة والتي تتوجه إلى كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين وسلطنة عمان وقطر والكويت. ويعزى ذلك الانخفاض بشكل رئيسي إلى تراجع الأوضاع الاقتصادية والاضطرابات السياسية وارتفاع المخزون والتحولات الموسمية في الطلب.
وعلى النقيض للأداء الضعيف للسوق في مجمله، سجلت سلطنة عمان والبحرين نمواً مقارنة بالربع الأول، وذلك نتيجة للدفعة القوية من جانب شحنات الهواتف الذكية والحاسبات المحمولة من منتجين بعينهم، ولكن لسوء الحظ فإن هذين السوقين لا يمثلان إلى 9% من سوق الأجهزة المتنقلة المتصلة بمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي، مما يعني أن أدائهما الإيجابي لن يتمكن من موازنة النمو السلبي في بقية دول المنطقة.
وتهيمن الأسواق الأكبر في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على بيئة الأجهزة المتنقلة المتصلة بمنطقة دول المجلس التعاون الخليجي، بحصة مجتمعة تبلغ 75%، إلا أن هذين السوقين قد سجلا أكبر انخفاضين في المنطقة نتيجة لتأثر الطلب بسبب التقلبات السياسية والاقتصادية والتغيرات الموسمية. وشكلت التوترات السياسية في اليمن مصدراً للمخاوف والتهديد الذي تشكله الحرب الدائرة هناك على المملكة والمنطقة بأسرها، كما كان لانخفاض أسعار النفط أثره على توقعات النمو، حيث قامت حكومات دول المنطقة بخفض الإنفاق. وتفكر بعض دول المنطقة في تطبيق أنظمة ضريبية جديدة قد تؤثر بشكل سلبي على القطاع التجاري وتقلل من دخل المستهلك وثقته بشكل عام.
وسجل سوق الهواتف الذكية بدول مجلس التعاون الخليجي أسوأ أداء له في الربع الثاني من 2015 منذ أن بدأت IDC في تتبع السوق في عام 2013، حيث انخفضت الشحنات بنسبة 9% مقارنة بالربع السابق. وسجلت أربع من دول المنطقة التي تضم ست دول نمواً سلبياً في هذا الربع، إلا أن الأداء الضعيف في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة هو الذي أدى بشكل مباشر إلى هذا الانخفاض في الشحنات. واستمرت الأجهزة العاملة بنظامي iOS وأندرويد في السيطرة على سوق الأجهزة الذكية، بحصة مشتركة بلغت 97%.
يقول سعد الخادم، محلل الأبحاث بشركة IDC الشرق الأوسط وافريقيا وتركيا معلقاً، "هذا الرقم سيرتفع في الأرباع المقبلة في ظل الأخبار التي تقوم أن المزيد من الشركات المنتجة – بما فيها بلاكبيري ونوكيا –ستطلقأجهزتها التي تعمل بنظام أندرويد. وسيكون لإطلاق نظام التشغيل ويندوز 10 أثر إيجابي، ولكنه ضئيل، على حصة مايكروسوفت في سوق الهواتف الذكية، حيث سيحتاج المستخدمون والموزعون على حد سواء لبعض الوقت لكسب الثقة في المنصة الجديدة، وستعتمد مايكروسوفت على مطوري التطبيقات لتوفير الدعم للمنصة الجديدة بما يمكنها من منافسة التطبيقات المتوفرة على نظامي iOS وأندرويد، وبخاصة وأن التطبيقات تشكل جزءً أساسياً في تعزيز تجربة المستخدم على أي منصة."
وتمكن سوق الأجهزة اللوحية بمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي من مقاومة هذا التوجه خلال الربع الثاني من 2015، ليسجل نمواً بلغ 2% وينجح في الحد من الانخفاض العام في سوق الأجهزة المتنقلة المتصلة. يقول فراس ابراهيم، محلل الأبحاث للحوسبة الشخصية بشركة IDC الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا، "على الرغم من الضبابية التي تكتنف المنطقة خلال هذا الربع، إلا أننا مستمرون في تتبع التحركات الهامة بالمنطقة، وما زلنا متفائلون بشأن أداء سوق الأجهزة اللوحية، ونتوقع أن نشهد نشاطاً ملحوظاً في هذا السوق، وهذا النشاط لن يقتصر على قطاع الأفراد. وستشهد الكويت تسليم ما يزيد على 70,000 وحدة لقطاع التعليم خلال الربع الثالث من 2015، بينما بدأ بالفعل تسليم شحنات كبيرة لقطاع الطيران في البحرين."
وانخفضت شحنات الحاسبات المحمولة بنسبة 13.2% في الربع الثاني من 2015 مقارنة بالربع السابق، حيث ما يزال المستخدمون يبتعدون بشكل متزايد عن الحاسبات المحمولة متجهين إلى الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، وهذا التوجه يحد من أي نمو في هذا القطاع. وفي هذا الجانب يقول ابراهيم موضحاً، "من المؤكد أن المنتجات التقنية الأخرى تشكل تهديداً للحاسبات المحمولة في دول مجلس التعاون الخليجي، وستستمر شحنات الحاسبات المحمولة في الانخفاض خلال فترة التوقع التي تستمر لخمس سنوات، وذلك لأن المزيد من المستخدمين النهائيين أصبحوا يعتمدون الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية وبل الأجهزة القابلة للارتداء كأجهزة متنقلة بدلاً عن الحاسبات المحمولة، وسيتطلب ذلك فترة مطولة لانتعاش سوق الحاسبات المحمولة ونموها في المنطقة."
وأوضحت IDC أن التراجع الذي شهده السوق في الربع الثاني من 2015 لا يعد دلالة على انخفاض دائم في سوق دول مجلس التعاون الخليجي، ولكنه يشير إلى أن أسواق المنطقة قد أصبحت أكثر حساسية تجاه البيئة الخارجية، وفي واقع الأمر تتوقع IDC استعادة السوق لنشاطه في الأرباع القادمة، حيث ستقوم الأسواق بضبط نشاطها حسب العوامل الاقتصادية التي تعيق أدائها في الوقت الحالي. وسيكون هناك دور للتوجهات الموسمية الإيجابية، حيث يتوقع أن يسهم معرض جيتكس في الإمارات العربية المتحدة في تعزيز شحنات كافة أنواع التقنيات خلال الربع الثالث من 2015.
وعادة ما يكون الربع الأخير من السنة فترة نشاط للأجهزة المتنقلة المتصلة، ويرجع ذلك بشكل رئيسي لموسم الإجازات وكذلك لإطلاق العديد من الهواتف الذكية الجديدة في الربع الثالث، حيث تبدأ في الانتشار خلال الربع الرابع. ومن هذا المنطلق، تتوقع IDC حدوث نمو بنسبة 6% في سوق الأجهزة المتنقلة المتصلة خلال الربع الثالث من 2015، إلى جانب نمو إضافي بنسبة 4% في الربع الرابع من 2015. وعند النظر إلى السنة بأكملها، تتوقع IDC نمو سوق الأجهزة المتنقلة المتصلة في دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 6% مقارنة بالعام السابق، ليصل عدد الشحنات إلى 34 مليون وحدة، وسيلي ذلك نمو بنسبة 10% في العام 2016.