لم يكن مفاجئاً أن يغيّر الغربيون مواقفهم تجاه النظام في سورية، لكن المفاجئ أن يغيّر رئيس تركيا رجب طيب أردوغان موقفه بعد خمس سنوات من المشاركة الفعالة في الأحداث في سورية.
حتى فرنسا التي كانت أكثر الدول الغربية تشدّداً ضد النظام السوري، إذ تعارض وتتشدّد وتتمنع في مواقفها الدولية، إلا أنها في الأخير تُسلِم قيادها إلى واشنطن، وتعمل على تنفيذ رغباتها، كما حدث في الغزو الأميركي للعراق أيام جاك شيراك.
بريطانيا غيّرت موقفها في سورية، وكذلك ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبقية دول الاتحاد الأوروبي. كلهم غيّروا مواقفهم، لينسجموا مع الموقف الأميركي المهادن للروس في سورية.
أما أردوغان فكان أكثر المتشدّدين ضد نظام بشار الأسد، وكان أول وآخر المراهنين على سقوطه، وقد نشرت الصحف الغربية في الأعوام الثلاثة الماضية تقارير مفصّلة تتهم فيها تركيا بالمشاركة في الأحداث السورية، بينما كانت تركيا تنفي باستمرار. واليوم تتهم هذه الصحف نفسُها أردوغان بالوقوف وراء موجة نزوح اللاجئين السوريين التي نشهدها منذ أسابيع. وحجتها أنه لجأ إليها بعد فشله في فرض منطقة الحظر الجوي شمال سورية التي كان ينادي بها منذ عامين، ولم يستجب الغربيون لرغبته. وفي المقابل قامت ألمانيا بسحب صواريخ باتريوت من الأرض التركية؛ تعبيراً عن رفضها سياسته قبال سورية. وهي مواقف قابلها أردوغان بإطلاق موجة الهجرة على سواحل أوروبا كما تقول هذه الصحف.
هذه السياسة - إطلاق المهاجرين - كان يهدّد بها الرئيس الليبي السابق معمر القذافي في سنواته الأخيرة، كورقة ضغط، لمعرفته بحساسية موضوع المهاجرين في القارة الأوروبية. وكان القذافي يرسل أعداداً صغيرةً من المهاجرين الأفارقة في قوارب صغيرة غير مأمونة، ويسهل مرورهم باتجاه الشمال لتوريط الأوروبيين بهم، إذ كانوا بين خيارين: إما قبولهم والاضطرار إلى إيوائهم وتوفير ملاجئ وفرص عمل لهم، وإما إرجاعهم من حيث جاءوا ليسلط الإعلام الأضواء على مأساتهم وانتقاد دول الاتحاد الأوروبي. وهي بهذه الصفة، رد فعل على مواقف الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو؛ لعدم مجاراتهما سياسته قبال السورية، وتغييرهما دفة السفينة باتجاه تسليم المقود إلى الروس ليفعلوا ما يشاؤون، بحكم الأمر الواقع.
حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان، ارتكب في السنوات الأخيرة أخطاء كبيرة بلا شك، نسفت كل ما حقّقه من إنجازات سياسية واقتصادية، في ظل سياسة «تصفير المشاكل» مع دول الجوار. فما أقامه من علاقات تصالحية طيبة مع كل جيرانه، نسفها كلها بعد تورطه في الموضوع السوري. حتى في الداخل انقلب على اتفاقه مع الأكراد، وأعلن الحرب عليهم في الشهرين الأخيرين، ليعيد العلاقات معهم إلى المربع الأول. والآن يقف أردوغان وحيداً في مواجهة الكثير من الأعداء والمتربصين والمنافسين، بعد أن أحرق مراكبه مع الجميع.
اليوم، ومن موسكو، يعلن أردوغان قبوله ببقاء بشار الأسد في الحكم لفترة انتقالية، وهي فترةٌ من المؤكّد أن الروس لا يعترفون بها، وإنّما يريدون بعدها أن يتوّجوا حليفهم الأسد رئيساً دائماً على سورية.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4775 - السبت 03 أكتوبر 2015م الموافق 19 ذي الحجة 1436هـ
احم احم
تركيا مضطرة للتعامل بواقعية ويا الاحداث في سوريا ؟ ولا تنسى ان موضوع سوريا اشعل الصراع القديم بين حزب العمال الكردستان واردغان ؟
وهذا يكفي بان يضع الامبراطورية العثمانية على المحك ويعقد الصراع في المنطقة اكثر ؟ خوف اردغان من تمدد الصراع وانتقاله لتركيا اصبح من الماضي ؟ وتركيا مضطر ان تتعامل بواقعية مع الصراع في المنطقة وتخوض حرب ضد الارهاب في سوريا
4 سنوات خبزت الجميع وكشف الغطاء
نعم هي 4 سنوات كشفت الكثير من المستور من أردوغان وغيره
سقطت الكثير من الاقنعة
مهما اختلفنا
فالسبب فيما نحن فيه واضح وجلي ومعروف وهو لو لا وجود هذه الغده السرطانيه الخبيثه ( اسرائيل) اللتي زرعتها مملكة الشر العجوز بريطانيا ورعاها محور الشر امريكا وزرعو ورعولنا سياج امني وكلوه لحفظ مصالحهم علينا وقمعنا كلما عارضنا ذلك لما أصبح حالنا هكذا.
أنت مخطأ أستاذي العزيز
أساسًا هو ليس «الموقف التركي» بل «الموقف الأمريكي في تركيا».
حيث المصالح فلا مباديء ولا قيم وأردوغان اكثرهم ركضا وراءها
والقصد ليست المصالح التركية بل المصالح الشخصية لأرد وغان ولحزبه هم هكذا الاخوان
عبد علي البصري
سوريا تمثل اقرب ما يكون بختلاف اتجاهات القوى , البعض يريد تقسيم الشرق الاوسط من اجل مصلحه بلده , والآخر من اجل اديولوجياته , والبعض صديقي عدو عدوي , والبعض لارجاع سوريا لخط التوازي , وإسرائيل تريد سوريا شبك اسرائيلي للاعداء . داعش لا تمثل رأي سياسي ولا اديولوجيه وإنما هم أداه صنعوا من مشرات السنين . بل من مئات السنين .
8
اوردغان يدور حيث تدور المصلحة