أدى القصف الذي استهدف مستشفى أطباء بلا حدود في مدينة قندوز الافغانية والذي قد يكون ناجما عن غارة أميركية، إلى مقتل 19 شخصا فيما اعتبرته الامم المتحدة "غير مبرر" وقد يكون "اجراميا".
واعلن المفوض الاعلى لحقوق الانسان في الامم المتحدة زيد رعد الحسين ان الغارة الجوية "غير مبررة" و"قد تكون اجرامية".
ودعا زيد الى تحقيق معمق وشفاف معتبرا انه "اذا اعتبر القضاء ان (الغارة) متعمدة فان ضربة جوية على مستشفى قد تشكل جريمة حرب". واضاف ان "هذا الحدث مأسوي جدا وغير مبرر وقد يكون اجراميا".
من جهته اعلن وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر اليوم السبت (3 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) ان "تحقيقا كاملا" يجري لكشف ملابسات القصف الذي استهدف مستشفى اطباء بلا حدود لكن من دون تاكيد ما اذا كان الاميركيون شنوا الغارة.
واكد كارتر ان "القوات الاميركية المساندة للقوات الامنية الافغانية كانت تنشط بالقرب من المنطقة، مثلها مثل حركة طالبان".
وأعلن الوزير الاميركي ان التحقيق يتم "بالتنسيق مع الحكومة الافغانية" وان الولايات المتحدة "ستواصل العمل مع شركائها الافغان سعيا لانهاء العنف في قندوز ومنطقتها".
وفي كابول اكد القصر الرئاسي ان الجنرال الاميركي جون كامبل قائد مهمة حلف شمال الاطلسي في افغانستان "قدم اعتذاراته" للرئيس اشرف غني خلال مكالمة هاتفية.
لكن الحلف الاطلسي الذي لا يزال ينشر 13 الف عنصر في افغانستان بينهم عشرة الاف اميركي، لم يقر رسميا بان قصف مستشفى اطباء بلا حدود مرتبط فعليا بغارة اميركية واكتفى بالحديث عن "اضرار جانبية" لعملية جوية.
وبحسب حصيلة جديدة اوردتها منظمة اطباء بلا حدود فان الضربة ادت الى مقتل 19 شخصا بينهم 12 موظفا وسبعة مرضى بينهم ثلاثة اطفال. واصيب 37 شخصا على الاقل.
وما اثار رد الفعل الشديد اللهجة من الامم المتحدة هو ما اعلنته المنظمة الليلة الماضية.
فقد اكدت المنظمة ان عمليات القصف "استمرت اكثر من نصف ساعة" بعدما ابلغت القوات الافغانية والاميركية باصابة مركزها بضربة اولى.
وشددت المنظمة على انها ابلغت على سبيل الاحتراز الاحداثيات الجغرافية للمستشفى الى "جميع اطراف (النزاع) .. ولا سيما كابول وواشنطن" فيما تحدث الحلف الاطلسي عن "ضربة جوية" اميركية بدون ان يحدد عدد القنابل التي القيت.
وشهدت هذه المدينة الكبيرة في شمال افغانستان معارك طاحنة بين مقاتلي طالبان وقوات الامن الافغانية خلال الاسبوع الجاري.
واوضحت وزارة الدفاع الافغانية ان العملية استهدفت على الارجح "ارهابيين مسلحين هاجموا مستشفى اطباء بلا حدود ثم استخدموه قاعدة لمهاجمة القوات الافغانية والمدنيين".
وعند وقوع القصف كان هناك 105 مرضى و80 موظفا افغان واجانب في المستشفى.
وروى قيام الدين وهو تاجر من قندوز لوكالة فرانس برس كيف ملأت رائحة الاجساد المحترقة المستشفى وقد حضر الى الموقع للاستعلام عن جاره الذي كان يعمل فيه.
واوضح "اصبت بصدمة وكانت عيناي دامعتين حين وصلت" مضيفا "اضطررت الى توسل عناصر طالبان المتحصنين في بعض الاحياء حتى يسمحوا لي بالمرور" من اجل الوصول الى المستشفى حيث علم ان جاره قتل.
وقدم المركز الطبي لاطباء بلا حدود مساعدة اساسية للسكان في قندوز منذ الاثنين عند استيلاء حركة طالبان على المدينة والهجوم المضاد الذي شنته القوات الافغانية لاستردادها. وقد قتل ستون شخصا وجرح اكثر من 400 آخرين في هذه المعارك.
وهو المستشفى الوحيد في المنطقة الواقعة شمال افغانستان القادر على معالجة المصابين بجروح خطيرة. وقال مدير العمليات في هذه المنظمة غير الحكومية الطبيب بارت بانسنز ان "اطباء بلا حدود عالجت 394 جريحا منذ الاثنين" مضيفا ان "هذا الهجوم شكل لنا صدمة هائلة".
وندد الصليب الاحمر ب"ماساة مروعة" فيما دانت بعثة الامم المتحدة في افغانستان "باشد العبارات" الغارة ودعت فرنسا الى "اجراء تحقيق". كما اعرب المفوض الاوروبي للشؤون الانسانية كريستوس ستيليانيدس عن "صدمته الكبيرة".
وتثير الضربات الجوية لقوات حلف شمال الاطلسي جدلا حادا في افغانستان وخصوصا بشأن جدوى هذه الغارات و"الاضرار الجانبية" التي تسببها. وفي تموز/يوليو الماضي قتل عشرة جنود افغان خطأ في غارة اصابت حاجزا كانوا يتمركزون عليه في ولاية لوغار شرق البلاد.
لكن هذه الضربات كانت حاسمة في الدعم الذي قدمه الحلف الى الجيش الافغاني في هجومه المضاد لاستعادة قندوز من طالبان.
وتمكن المتمردون الاثنين من السيطرة على المدينة خلال ساعات قليلة، في اول انتصار لهم منذ سقوط حكمهم في 2001، ملحقين بذلك هزيمة كبيرة بالرئيس اشرف غني.
ولم تتمكن قوات الامن الافغانية من مقاومتهم طويلا في ما يدل على الصعوبات الهائلة التي تواجهها لاحتواء المقاتلين الاسلاميين الناشطين في معاقلهم في الجنوب والشرق والآن في الشمال.
والى جانب قندوز، تشهد ولايات بدخشان وبغلان وتخار هجوما يزداد شراسة لطالبان التي تريد الاستيلاء على مدن. وفي بدخشان، سيطر مقاتلو الحركة لفترة وجيزة الجمعة على اقليم بهاراك القريب من العاصمة فيض اباد، قبل ان يتم طردهم.
ولم يعد الجيش الافغاني يحظى بدعم على الارض من الحلف الاطلسي الذي انهى مهمته القتالية في هذا البلد ولم يعد ينشر فيه سوى 13 الف جندي تقتصر مهمتهم على تقديم المشورة والتدريب.
روسيا وامريكا
علقت امريكا سابقا ان روسيا تدعم الاسد وتقتل الأبرياء في سوريا ... وعذا الخبر يؤكد تورط امريكا في قتل اطباء ابرياء...
هل هناك قانون يجرم امريكا ويمنع السياسه الخبيثه.