ارتفعت حصيلة الإصابة بمرض الكوليرا خلال الـ48 ساعة الماضية في العراق إلى 827 حالة في مختلف مناطق الغرب والوسط والجنوب، بحسب آخر الإحصائيات الصادرة من الجهات الصحية في العراق.
وأعلنت وزارة الصحة العراقية في آخر إحصائية لها أنَّ" عدد الإصابات بالكوليرا في العراق وصل إلى 827 حالة مؤكدة "، مشيرة إلى أن "محافظة بابل احتلت المرتبة الأولى بعدد الإصابات البالغ 349 إصابة، فيما سجلت بغداد المرتبة الثانية بعدد 233 إصابة، وجاءت الديوانية بالمرتبة الثالثة مسجلة 133 إصابة بالمرض"، بحسب ما ذكره موقع "العربي الجديد" اليوم السبت (3 أكتوبر/ تشرين الأول 2015).
وأوضح بيان لوزارة الصحة العراقية أن "جميع الحالات المصابة بالكوليرا تماثلت للشفاء". كما أفاد مدير عام دائرة الصحة العامة في وزارة الصحة العراقية في تصريح صحافي أنَّ "مستشفيات العراق سجلت 50 إصابة جديدة بالكوليرا شملت مناطق الرصافة والكرخ في بغداد وكربلاء والديوانية وميسان جنوب العراق".
ومن جهته وأوضح الباحث في الأمراض الوبائية عامر النجفي أنَّ" وزارة الصحة أعلنت قبل خمسة أيام سيطرتها على مرض الكوليرا في البلاد، مع وصول الإصابات إلى نحو 502 إصابة بالمرض، واليوم تعلن الوزارة ارتفاع عدد الإصابات في عموم البلاد إلى 827 إصابة أي أنَّ لدينا 325 إصابة جديدة خلال الأيام الخمسة، وهذا يعني أنَّ ما أعلنته الوزارة عن سيطرتها على المرض غير صحيح".
وبين النجفي للصحيفة "أنَّ "الوزارة تصدر بين فترة وأخرى أرقاماً متضاربة، وتحاول التقليل من شأن المرض حتى إنها لا تصفه بالوباء، وهذا سيؤدي إلى انتشار المرض وعدم اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة سواء من قبل المواطنين أو الفرق الطبية المختصة".
ونفت وزيرة الصحة والبيئة عديلة حمود في تصريح صحافي سابق أن يكون مرض الكوليرا قد تحول إلى وباء في البلاد. وبينت خلال مؤتمر صحافي عقد في محافظة ميسان جنوب العراق أنَّ " مرض الكوليرا تحت السيطرة وتم توزيع أقراص الكلور المعقمة لمياه الشرب في كافة المحافظات".
من جانب آخر اتهم عضو مجلس البصرة محمد المنصوري وزارة الصحة العراقية ومديرية البيئة في المحافظة بإخفاء أعداد الإصابات الحقيقية في المحافظة". ولم يكن مسؤولو البصرة وحدهم من اتهموا الوزارة بالتعتيم على الأعداد الحقيقية للإصابات بالكوليرا في البلاد بل إنَّ باحثين وكتاباً ومراقبين اتهموا الوزارة بالتعتيم على انتشار الوباء.
وقال الباحث الصحي صادق البصري أنَّ" وزارة الصحة تحاول التقليل من الأرقام الحقيقية في كافة المحافظات، وترفض إطلاق صفة الوباء على المرض رغم انتشاره في عموم مناطق الغرب والوسط والجنوب وبأعداد كبيرة جداً، ورغم وفاة العديد من المواطنين".
ودعا البصري منظمة الصحة العالمية للتدخل وإرسال لجان تفتيش للتقصي عن الحقيقة، والإعلان عن الأرقام الحقيقية لأعداد الإصابات بوباء الكوليرا في البلاد، معتبراً أن "وزارة الصحة مشغولة بتلميع صورة الحكومة العراقية أمام الرأي العالمي، دون مراعاة خطورة هذا الوباء على الشعب العراقي".