يقول روبين سبكيولاند وهو متخصصٌ في علم الإدارة: «عند تطوير استراتيجيتك يجب ألا تطورها بمعزلٍ عن منافسيك؛ إذ يجب أن تحدد نقاط القوة فيهم، وتقابلها بنفسك وبذلك تتعرف على نقاط قوتك وضعفك».
بعض الأشخاص حين يريد أن يعمل في أمر ما، لا يفكر إلا في نفسه وما يمتلكه من قدرات وما ينقصه من موارد، من غير الإلتفات إلى ما حوله وما يمتكله غيره من أمور مادية ومعنوية ونفسية وقدرات بدنية وذهنية، ونخص بالحديث هنا أولئك الذين يفكرون في العمل التجاري الخاص أو العمل الإبداعي على سبيل المثال.
عند التفكير في البدء بأي مشروع تجاري، لابد من معرفة القدرة الاستيعابية للسوق، وما يمتلكه الآخرون العاملون في المجال نفسه، ومن المهم التعرف على نقاط قوتهم بقدر التعرف على نقاط ضعفهم، ومن هنا يمكن لأي فرد أن يعرف مواضع القوة والضعف لديه، فيقوّي الضعيف ويصححه وينمّي ويحافظ على القوي لديه.
حين تعرف نقاط ضعف وقوة منافسك، فأنت حينها تستطيع التعرف على مواضع تميزك، ولا يمكن بهذا هزيمتك أو التغلب عليك.
يحكى أنه بعد انتهاء الحرب الفيتنامية الأميركية سأل قائد أميركي أحد القادة الفيتناميين: أتعجب كيف كنتم تنقلون قواتكم وكنا ندمر كل جسر نراه؟ فقال له: لو أننا شيدنا جسورنا لتروها لما استطعنا أن ننقل جنديّا واحداً، لكننا كنا نعرف قدرتكم الجوية فشيدناها تحت الماء بحيث لا تراها طائراتكم ويستطيع جنودنا عبورها بسهولة.
لقد عرف الفيتناميون مواضع قوة الأميركان، وعرفوا مواضع تميزهم فأداروا المعركة بما لديهم من قوة، وما لا يمكن لعدوهم أن يصل إليه ليدمره، وبهذا نجحوا في تخطّي ما كان الأميركان يظنون أنهم لن يتخطوه بفعل قوتهم الجوية.
من المهم أن ندرك تماماً كيف يمكننا الوصول إلى أهدافنا بالشكل الذي لا نسعى فيه إلى تدمير منافسينا، كما يفعل البعض أحياناً؛ بل عن طريق إبراز مواقع قوتنا وتميزنا الذي لا يملكه الآخرون، وهو ما يثبته وجود أكثر من مؤسسة ناجحة وأكثر من مبدع وأديب وشاعر وفنان وفوتوغرافي وبائع وهاوٍ في المجال ذاته حين يكون الجميع ناجحاً؛ لأنه ركز على جوانب تميزه واختلافه وقدرته التي ربما لا يمتلكها غيره بالطريقة نفسها.
الإنسان كائنٌ اجتماعيٌّ محاطٌ بغيره في مجتمعٍ متكامل، ومتى ما أدرك أيٌّ منا أنه ليس وحيداً في هذا المجتمع، وأن هناك كثيرين يفكرون بفكرته نفسها مهما كانت فريدة، سيسعى دوماً إلى ابتكار الجميل المتميز الذي يجعل فكرته لا تشبه غيرها إلا من حيث الخطوط العريضة، وما أكثر الأفكار ومجالات التميز والاختلاف التي أبدعها كثيرون في مجتمعنا ممن طالما جعلونا نبتسم دهشةً وإعجاباً.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4774 - الجمعة 02 أكتوبر 2015م الموافق 18 ذي الحجة 1436هـ
بالضبط
(من المهم ان ندرك تماماً كيف يمكننا الوصول الى اهدافنا بالشكل الذي لا نسعى فيه الى تدمير منافسينا كما يفعل البعض احيانا بل عن طريق ابراز مواقع قوتنا وتميزنا الذي لا يملكه الآخرون) احسنت مقال جميل
لستَ وحدَك
عداي لهم فضلٌ عليَ ومنةٌ * فلا أبعد الله عني الأعاديا
هم فتشوا عن زلتي فاجتنبتها * وهم نافسوني فارتقيت المعاليا
أيقونة الوسط
مبدعة اخت سوسن ومقال لا يحتاج منا الكثير من التعليقات، وان كنت افضل انه لو تم الاستعاضة عن مثال عسكري باخر اقتصادي لكي يتناغم المعنى بشكل ادق
مع بالغ احترامي
ارى ان المقال لطيف جدا وواقعي جدا لان الموضوع او العمود اشمل من ان يكون اقتصاديا فهذا منهج للحياة ومفتاح من مفاتيح النجاح سواء على صعيد الاقتصاد او الرياضه وكل بحسب ميوله وأرى ان ميولك اقتصادي، طبعا الله يوفقك فيما تصبوا اليه
مقال مميز
من المقالات المميزة والرائعه ،،، سلمت يداك استاذة
سوسن
كلامك جميل .