العدد 4774 - الجمعة 02 أكتوبر 2015م الموافق 18 ذي الحجة 1436هـ

الشركات الألمانية تستعين بالمتقاعدين

يختار الكثير من الألمان قطع تقاعدهم مؤقتاً للعودة الى مركز عملهم السابق ما يؤمن لهم عملية انتقالية هادئة نحو التقاعد ولصاحب العمل امكانية الاستفادة من مهاراتهم.

ويقول اميل نيل: «التقاعد بين ليلة وضحاها ليس بالأمر السهل». وقد أمضى هذا المهندس البالغ (62 عامًا) كل حياته المهنية تقريبًا في شركة «دايملر» التي تنتج سيارات «مرسيديس».

وهو شهد في العام 1992 على ولادة مصنع راشتات (جنوب غرب المانيا) عند الحدود مع فرنسا. وقد عمل فيه على مدى أكثر من عشرين عاما.

ومنذ ابريل/ نيسان بدأ تقاعده المبكر. إلا أنه استأنف عمله في الشهر التالي في اطار برنامج «سبايس كاوبويز» في اشارة الى فيلم كلينت ايستوود عن رواد فضاء متقاعدين يرجعون الى العمل. وقد وضع هذا البرنامج سنة 2013.

ويقول المهندس «اعمل ثلاثة أيام في الأسبوع (...) إنها عملية انتقالية مثالية».

وتوضح كريستينا يوس، من دائرة الموظفين في «دايملر» أن « نقل المهارات الى الجيل الجديد لتبقى في اطار الشركة هو محور هذه المبادرة».

وبموافقة الهيئة الادارية للشركة، يعود المتقاعدون في اطار مهمات من ستة الى تسعة اشهر في اقسام الانتاج والبحث والتطوير أو المعلوماتية، ويتلقون اجرا يستند الى اجرهم السابق. وتمتلك «دايملر» مجموعة من 600 موظف سابق في البلاد وقد سجلت 260 مهمة منذ اطلاق البرنامج.

ويتولى اميل نيل في «راشتات» ادارة مجموعة صغيرة تعمل على تكييف الموقع ليتماشى مع تقدم الموظفين في السن. ومع معاونيه وبينهم طالبة في الثالثة والعشرين صمم أنظمة تسمح للعمال بالجلوس بدلا من البقاء في وضعية الوقوف في سلسلة التجميع.

ويقول اميل نيل: «الزملاء الشباب يضفون دينامية معينة وخفة وليس لديهم اية مشكلة في استخدام وسائط جديدة. والخليط ينجح في نهاية المطاف».

وهذه العملية مفيدة للشركة وللمتقاعد، على ما يؤكد المهندس الستيني.

ولا تقتصر هذه المبادرة على شركة «دايملر». فشركة «بوش» لاكسسوارات السيارات والاجهزة الكهربائية المنزلية اقامت منذ العام 1999 فرعًا مؤلفًا من مجموعة من الخبراء المتقاعدين. وفي ملفاتها نحو 1600 شخص من عمال متخصصين وكوادر مستعدين للقيام بمهمات في المانيا والخارج.

وفي العام 2012، حذت حذوها شركة «اوتو» العملاقة للبيع عن بعد، وباتت لديها مجموعة من خمسين متطوعا تقريبا تلجأ اليهم مثلاً لاستبدال نظام معلوماتي قديم صمم داخل الشركة.

وتؤكد الناطقة باسم «اوتو» جينفير بوشولتز أن «المتقاعد العائد لا يسرق مكان أحد. فالأمر لا يتعلق بمنصب دائم بل بمشروع محدد زمنياً نحتاج فيه الى معارف محددة».

وترى بوشولتز أن «تحقيق العائدات ليس الدافع الوحيد وراء ذلك»، معتبرة ان «الشعور بأنهم يفيدون بشيء ونقل مهاراتهم أمر مهم أيضاً». الا ان «اي غه ميتال» اكبر نقابة عمال في المانيا تنظر بعين الريبة الى هذه المبادرات. ويقول رومان تسيتسيلسبرغر (المسئول عن منطقة بادن - فورتمبرغ) إذ مقر «دايملر» و»بوش»: «لن تكون ظاهرة واسعة الانتشار ابدا. ولن يسمح ذلك بتلبية الحاجة الى موظفين مؤهلين في المستقبل».

ويشكل النقص في اليد العاملة المقدر بنحو 1,8 مليون شخص في المانيا بحلول العام 2020، مصدر قلق للأوساط الاقتصادية في بلد يتقدم سكانه في السن.

العدد 4774 - الجمعة 02 أكتوبر 2015م الموافق 18 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً