سمحت المخابرات الإسرائيلية، أمس، بنشر أخبار تتعلق بسبعة مواطنين عرب من سكان إسرائيل (فلسطينيي 48)، أقاموا خلية لـ«داعش» في منطقة الجليل، أبرز أفرادها أحمد الأحمد، الذي قتل سائق تاكسي يهوديا قرب الناصرة، قبل ثلاث سنوات، وحوكم في حينه، وصدر عليه حكم بالسجن المؤبد ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الجمعة (2 أكتوبر / تشرين الأول 2015).
وقد بدأت أمس، محاكمة أعضاء الخلية التي ادعت إسرائيل أنها كانت تخطط لعمليات ضدها.
قال دورون مالكا، الناطق بلسان شرطة الشّمال الإسرائيلية، في بيان له، إنّ لائحة اتهام قدمت في المحكمة المركزيّة في النّاصرة، ضد سبعة متّهمين في قضيّة أمنيّة كان قد تمّ فرض أمر منع نشر بخصوصها منذ يوم 30 أغسطس (آب) الماضي. وأضاف مالكا، أنه خلال التحقيقات جرى اعتقال سبعة مشتبهين اعترفوا بالقضية، تنسب لأربعة منهم، تهمة الانتساب إلى منظمات إرهابيّة وإقامة خليّة لتنظيم داعش في إسرائيل، بنيّة تنفيذ هجمات إرهابيّة، وهم: أحمد محاجنة (20 عامًا) من يافة النّاصرة، محمد شريف (23 عامًا) من النّاصرة، محمد غزالة (23 عامًا) من يافة النّاصرة، وأحمد أحمد (26 عامًا) من النّاصرة (وصدر بحقّه الحكم المؤبّد في ملف جريمة قتل سائق سيّارة الأجرة يافيم فاينشطاين في العام 2009). بينما تنسب للثلاثة الآخرين، تهمة تتعلّق بالسّلاح والتخطيط لتنفيذ جريمة، وهم: إبراهيم الجوابرة (35 عامًا) من الفريديس، وشقيقه علي الجوابرة (32 عامًا)، وبهاء الدّين نعران (22 عامًا) من يافة النّاصرة.
وقالت الشرطة في بيانها: «إن المتّهمين في إقامة خليّة (داعش) يتضامنون مع آيديولوجيّة (داعش) حيث تواصلوا مع إسرائيلي متواجد في سوريا ويقاتل مع (داعش). وقد شجّعهم هذا بدوره، على تنفيذ تدريبات على السّلاح بنيّة القتال في صفوف التنظيم، وتنفيذ هجمات داخل إسرائيل. وقام المتّهمون بجمع معلومات استخباراتيّة حول قاعدة عسكريّة للجيش قرب بلدة مغدال هعيمق (قرب الناصرة) ومركز الشّرطة في مغدال هعيمق، وخطّطوا لإلقاء زجاجات حارقة على دورية شرطة في المقر هناك، الواقع عند مدخل البلدة. ولفت المتّهمون خلال التحقيق معهم، أنّهم خطّطوا لإلحاق الضّرر في محلات في النّاصرة ويافة النّاصرة، على خفليّة بيع الكحول وذلك بادّعاء أنّ هذا الأمر مخالف للدين، في الوقت الذي أفاد به أحد المتّهمين، أنّه ألقى زجاجة حارقة على محلات للمقامرة وبيع الكحول في يافة النّاصرة خلال العام 2012. من دون وقوع إصابات أو أضرار».
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنّ المتّهمين تواصلوا مع الأسير أحمد الأحمد المحكوم عليه بالسّجن المؤبّد، على خلفية جريمة قتل سائق سيّارة الأجرة يافيم فاينشطاين في العام 2009. والذي طلب منهم سلاحًا من نوع إم 16. وبعدها توجّهوا إلى المتّهمين من بلدة الفريديس وطلبوا منهم المساعدة في الحصول على السلاح، إلا أنّه ولصعوبات ماليّة لم يتمكّنوا من شرائه، في الوقت الذي وفّر أحدهم كمية من الرصاص لمسدس كان بحوزتهم. وخلال تحقيقات الوحدة المركزيّة في لواء الشّمال، بالتعاون مع الشّاباك، تم ضبط مسدّس خدم أعضاء الخليّة الثلاثة في تدريباتهم على إطلاق الرّصاص استعدادًا لتنفيذ العمليّات الإرهابيّة.
وقد فند محامو الدفاع تلك التهم، وقال علاء عثامنة: «قدمت اليوم لائحة اتّهام قاسية بحق الشبان المتهمين الذين يدّعون أنّهم بريئون من تّهمة الالتحاق بتنظيم داعش والتخطيط لعمليّات، كما يدّعي الشّبّان أنّ الاعترافات غير قانونيّة وأخذت منهم بالقوّة من قبل محققي الشّاباك». وقال المحامي نزار عبّود: «تكلمت مع موكلي أكثر من مرّة وهو ينفي جميع التهم الموجهة إليه وليست له علاقة بتنظيم داعش. نحن الآن في مرحلة أوّليّة، وسنقوم بالرد على لائحة الاتهام في الجلسة القادمة لنثبت براءة موكلي من التهم الموجهة إليه». وقال المحامي عبد فاهوم: «موكّلي ينفي جميع التهم الموجهة إليه، وليست له علاقة بتنظيم داعش. وخلال الجلسة القادمة سنقوم بالرد على لائحة الاتهام بعد دراستها».
وقال عمر محاجنة، والد أحد المتهمين: «القضيّة ملفقة لأبنائنا من قبل أجهزة الأمن، وليس لهم أي علاقة بتنظيم داعش. (داعش) غير موجود في البلاد، إنه فقط في سوريا والعراق. لقد تمّ تدمير مستقبل أبنائنا بسبب هذه القضيّة الملفقة وأنا أطالب بإغلاقها. ولو كانت هذه التهم صحيحة لكنت أوّل المطالبين بمحاسبتهم ولكن كله كلام وغير صحيح ومن السهل اليوم تلفيق التهم. أبناؤنا شبان مهذبون ومحترمون ولا علاقة لهم بمثل هذه الأمور».