العدد 4773 - الخميس 01 أكتوبر 2015م الموافق 17 ذي الحجة 1436هـ

مسئول «عينه زايغة»

فاطمة النزر

أخصائية علاج نفسي

لم يعد من المستغرب في وقتنا الراهن مقابلة مسئولين ممن يطلق عليهم «عيونهم زايغة»، وللأسف أصبحنا نجد هذه النماذج في القطاع العام والخاص، فتجد هذا المسئول يستغل نفوذه في إعطاء امتيازات وظيفية ومعايير بحسب رغباته وأهوائه، فالموظفة حسنة المظهر أو الموظف صاحب النفوذ يصبح بالنسبة إلى هذا المسئول هو المقرب، أما ذوو الكفاءة من الموظفين والموظفات فلا يجدون لديهم أي اهتمام او إنصاف، سأتناول الموضوع من ثلاثة جوانب أساسية، هي الموظفة أو الموظف (الواصل) والمسئول الفاسد (أبوعيون زايغة)، ومن جانب الإدارة التي عينت هذا المسئول.

تعتقد الكثير من الموظفات، وخصوصا اللاتي لا يمتلكن الكفاءة المهنية اللازمة، هذا النوع من المسئولين فرصة سانحة للحصول على امتيازات وظيفية، قطعاً مثل هذه السلوكيات لا تتفق مع تعاليمنا الدينية ولا عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة التي تتميز بحسن خلق المرأة وحيائها، لكن ما يغفل عنه هذا النوع من الموظفات، أنه إذا لم يبذلن جهداً في تطوير ذواتهن مهنيّاً واستمررن في التواكل على ما يتمتعن به من مظهر أو علاقات شخصية مع هذا المسئول (الفاسد)، فإن مصيرهن الفشل الحتمي، إذ ستنتهي المميزات الوظيفية بزوال المنصب عنه، فدوام الحال من المحال.

أما المسئول «أبو عين زايغة» فتجده لا يعير العمل أي اهتمام، بل جل اهتمامه الجلوس و(التسامر) في مكتبه، وتوطيد علاقاته الشخصية، وغالبًا ما يكون هذا النوع من المسئولين لا يحظون بحب الموظفين لشعورهم بالغبن من سلوكياته وتصرفاته معهم.

وفيما يتعلق بالإدارة العليا - المتمثلة بمجلس الإدارة أو المدير أو الشخص المناط به الإشراف على ذلك المسئول - إذ يقع عليهم الدور الأكبر في الحد من تصرفات هؤلاء المسئولين، فالتقييم المرحلي لعملهم ومتابعة قراراتهم التي غالبًا مّا تكون مزاجية، وتغليب مصالحهم الشخصية على مصلحة العمل، بالإضافة إلى أن قرب الإدارة من عموم الموظفين واستماعها لملاحظاتهم عن مسئوليهم وأسلوب سير العمل، كل تلك الأمور تمكنهم من الحد من انتشار هذا النوع من المسئولين الذين يساهمون في بطئ الإنجاز والتخبط في القرارات، وبالتالي تقليل إنتاجية العمل.

كأخصائية نفسية أكثر ما دفعني إلى كتابة هذا الموضوع هو حال الموظف المجد في عمله ووجوده في بيئة عمل منفرة وغير صحية، بل وشعوره بأن الصعود في السلم الوظيفي يجب أن يكون على أساس المظهر والعلاقات الشخصية، وليس على الكفاءة المهنية والانجاز في العمل، لكن لابد أن يعوا أن مثل هؤلاء المسئولين لا يستمرون كثيرا في مناصبهم، لذلك يجب ألا يصابوا بالإحباط أو ما يعرف مهنيّاً بالاحتراق الوظيفي أو الاحتراق النفسي، فلكل مجال عمل صعوباته وتحدياته، لذلك يجب على كل موظف مجدٍّ أن يعتبر هذا النوع من المسئولين من التحديات الوظيفية التي سيتمكن من اجتيازها والتفوق عليها.

إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"

العدد 4773 - الخميس 01 أكتوبر 2015م الموافق 17 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 12:29 م

      أسامة السامي

      حلو موضوع-ج
      يوجد الكثير من المسؤولين في القطاع العام و الخاص يقومون بـ ( فساد إداري غير طبيعي )

    • زائر 15 | 6:36 ص

      شي طبيعي

      المسؤل عاة يعرف كيف سيسير العمل ويعرف البروقراطيه ويعلم بأمور لا يعلمها غيره .. يعني اذا تميلحت فيه وحده ما بيخسر شي وزيادة الخير خيرين .. بدل مقابل الحنه في البيت .. عنده سكند هند خخخخ

    • زائر 14 | 4:19 ص

      اذا المسئول (عينه زايغه )،،

      أنتي يا بنت الحلال لا تعطيه وجه .... يعل عينه البط.

    • زائر 13 | 3:33 ص

      صدقتي في كل كلمة

      استاذة وازيدك من البيت شعر ممكن تكون الترقيات بسرعة البرق
      سنة درجة
      سنة رتب
      سنة درجة
      سنة رتب
      سنة درجة
      سنة رتب
      بس والباقي خدم عند المدير او اوالوكلاء المساعدين

    • زائر 8 | 2:17 ص

      في الصميم

      هو نوع من انواع الفساد واستغلال السلطة في اشباع ميوله النفس المريض بالتسامر والتغزل في الموظفات ويظن انه يملكهم وتحت كرسيه ، فيقوم بالتقرب لهن بعيدا عن واقع العمل

    • زائر 7 | 1:29 ص

      طلعنا تقاعد

      واحنا صغار وتوطينا على قلة راتب التقاعد بسبب ذكرتي اختي العزيزة
      وزارة التربية والتعليم تزخر بمثل هذه النماذج في الكثير من اداراتها
      الله المستعان

    • زائر 6 | 12:57 ص

      الخلل

      الخلل في المدير وفي هذي اللي مسوية بهرجة إعلامية في وجهها

    • زائر 5 | 12:40 ص

      مقال رائع

      ولكن بعض الموظفات ان رأت مسئولاً شديداً ملتزم بواجباته الوظيفية ويحاسبهم على انجاز العمل ، يذهبن الى مسئول اكبر منه لأيقاع به عن طريق الكذب والخداع والبكاء ، وطبعاً في بيئتنا العربية المرأة هي التي لا تكذب ابداً

    • زائر 18 زائر 5 | 2:00 م

      بالضبط

      بالضبط كلام سليم

    • زائر 4 | 10:35 م

      الكاسر

      اما المسوؤال مالي فلته لازم كل يوم وكل مرة تشوفه لازم تنفخه مثلا ( هلا هلا ب ابو فلان اي الحين نور المكان الحين اعرف اشتغل )
      يعني انفخه وهده بصراحة أنا ما اشتغل عدل بس لان أنا عندي صبغ للمسئولين صائر أحسن واحد بين الموظفين والحمد الله

    • زائر 3 | 10:31 م

      صحيح

      الموضوع جداً راقٍ ويستحق الأهتمام ...

    • زائر 2 | 10:25 م

      المسئول

      واذا كان ابو عيون زايغة من الادارة العليا ويش يسوي الموظف الغلبان يروح لمن
      والشئ الثاني اذا هالمسئول عشعش في المكان وما انزاح الا عقب ما دمر الموظف الكفاءة وقضى على مستقبله وطموحة

    • زائر 1 | 9:46 م

      موظف كحيان

      مثل اللي في شركتنا متغطرسين على الفاضي لو زين بعد عندهم شهادات ارتفعوا بالواسطة والمعاشات المرتفعة ليهم وكل الامتيازات هم اللي يحصلونها الله لا يوفقهم انشاالله من قلب محروق اقولها..مسوين روحهم عباقرة وهم حتى كلمتين على بعض ما يعرفون لعن الله الواسطه والمحسوبيه دمرتنا.نشوف في الشركه اوادم ماعندها شغل بس يدورن وآخر الشهر يستلمون راتب حالهم حال العمال وأحسن بعد بس لأنهم أصدقاء ولد المسؤل..

اقرأ ايضاً