تعلم عن راحة الشعوب عندما تمعن النظر في وجوهها، فالشعوب المتقدّمة وجوهها مرتاحة، والخير واضح عليها من خلال المظهر والملبس وطريقة العيش، وعلى رغم وجود الفقراء، فإنّ الحياة بشكل عام تدل على الرفاهية.
أيضاً هناك شعوب غنيّة ومشهود لها بالرفاهية والخير سابقاً، ويلجأ إليها الجميع من أجل الاستمتاع بما عندها، وبين لحظة وأخرى تغيّر حال هذه الشعوب، فأصبحت الوجوه شقيّة ومتعبة، مع أنّ دخلها لم يتغيّر لكن سوء توزيع الثروة جعل الشعوب تعاني ويتردّى حالها.
شعب من الشعوب كان ينظر إليه النّاس على أنّه قمّة في الثقافة والتقدّم، واليوم ينظرون إليه على أنّه شعب كادح، مشغول بقوت يومه، لا يهتم بالثقافة ولا التقدّم ولا الصناعة، هل تعلمون من هو هذا الشعب؟! لا جواب!
الغريب أنّ هذا الشعب يعاني من زيادة الرفاهية، لكن الرفاهية ليست له، فلقد انتزعت منه انتزاعاً وأُعطيت لغيره من الغرباء، فأصبح الغريب قريباً والقريب بعيداً، شعب أصيل يصبر على النائبات، وينتظر رجوع الخيرات لكنّ انتظاره سراب.
وهناك شعب آخر، كان من الشعوب المتخلّفة والفقيرة جدًّا، وبين يوم وليلة أصبح هذا الشعب من أغنى أغنياء العالم، ولا يعرف أين يرمي أمواله، وما أن يمر على شعب آخر، حتى يعلموا أصول هذا الشعب، فالطمأنينة بالمستقبل المشرق لأولاده وأحفاده، رسمت راحة الوجه عليه، وما أجمل هذه الراحة، فهو القريب القريب وليس الغريب القريب، أليس كذلك؟!
حال الدنيا مقلوب، وخاصّة لأولئك الذين عبست الدنيا لهم، فلا صاحب ولا قريب ولا غريب يسعى لهم، وانتهى حالهم بسلب راحة الوجوه، شعوبٌ امتلأ شعرها شيباً من القروض والهموم والمسئوليات، وزاد اشتعالاً بعد أن ذهب الخير كلّه عنه، ففي وقت الرخاء هو بعيد عن الرخاء، وفي وقت الضنك هو أوّل من يبلعها لا غيره!
راحة الوجوه ليست في المال فقط، لكن بكرامة الانسان أيضا، فالحر عندما يعيش على أرضه بعيدا عن الضغوط والغوغاء ومجموعة المتمصلحين والفاسدين، تجده في راحة تظهر عليه وعلى من حوله، ولا أحد يستطيع تغيير راحة تلك الوجوه، بسبب قناعة صاحبها بالكرامة والكبرياء والحرّية والعدالة.
ان كنّا نريد راحة الوجوه على شعوبنا فلابد لنا من خلق البيئة المناسبة لهذه الراحة، إذ إنّها تصعب على بعض الحكومات وتسهل على بعض الحكومات، والدنيا دوّارة لا تدوم، فراحة وجوه الشعوب تنعكس على تقدّم ورقي الدول.
ولنا في سنغافورة مثال حيّ، فراحة هذا الشعب بيّنة واضحة للعيان، من خلال ما وفّرته الدولة من تكافؤ للفرص، وعدل وحرّية في اطار القانون، ومحاربة شديدة للفاسدين والطفيليين، فلا مكان لراحة وجوه هؤلاء على حساب الشعب. وجمعة مباركة.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 4773 - الخميس 01 أكتوبر 2015م الموافق 17 ذي الحجة 1436هـ
الله يرحم المعوده
قال من قديم
يشقى بنوها والنعيم الى غيرهم
كلحال عين عذاري
حسبنا الله ونعم الوكيل
الغريب يعيش متنعم والاصيل له الشقاء والمعاناة بجميع صورها
الصحيح
الراحه ليست في الرفاهيه .. انما في القناعه .. فهل من المعقول ان واحد راتبه 300 دينار وما يرميه في الزباله اكثر من حاجته .. الخطأ في التبذير وليس في شئ اخر
كلام صحيح
كلام جميل وصريح من انسانة اصيلة
عجبي لمن
انا لا أعجب من فعل الحكومات بشعوبها فهذا شانها وانما اعجب لمن يعيش ويحس ويعي ويعرف ويعلم بكل ماتعمله الحكومه ومع ذلك تمجد في انجازاتها وتفني عمرها في الذوذ عنها!!
شوفي وجوه البحرينين الاصيلين تعبانة حدها من القهر والهم
صايرة البلد جلابة للامراض بسبب الوضع السياسي المقيت وتفضيل الاجنبي والمواطن متلته امراض وعلل
صح
من اروع ماقراءة عن حياة الشعوب.مختصر مفيد
شعب البحرين
هو شعب البحرين الذي أتعبتهٌ السياسة...
شعب يكدح و... يترح هذه هي البحرين
اه يا القهر
ما في راحة لا في جسمنا و لا وجهنا حتى قلوبنا تشتعل قهر و صرنا غرباء في هالبلد و احنا نشوف كلمن هب و دب منعم بخير الديرة من وظائف و بيوت و استثمارات و خيرات و مدارس و مستشفيات تحت أمر الاجانب و الاصيل ماله الا التفرج و القهر
20سنة انتظر بيت اسكان ثم يعطى للغريب
بل 22 سنة وهو توه جاي ويستلم بيت ايكان حقي يذهب للغريب روحوا شوفوا اسكان النويدرات .... وأقرأوا الوجوه من جنسيات مختلفة وبعض من أعطية له وحدة من مزدوجي الجنسية مسكنه الأصلي في بلده وبجي يسكن فيه وقت الإجازة ذي حالة ولين طالبت بحقك استعد للبلاء من الالسن الحداد والسجن.
الكاسر
خلينا ساكتين لان لو انتقدنا الأوضاع راح أكون إنسان ما يحب وطنه وراح أكون ولائي للخارج وراح ادخل السجن بسبب القذف والتشكيك
خليها مستورة أحسن